* د. منال السيد: العالم يترقب نتيجة التجربة المصرية الرائدة للاستفادة منها فى دول أخرى * د. يحيى الشاذلى: 6 آلاف مجموعة تشارك فى المسح القومى ل 45 مليون مواطن بتكلفة 230 مليون دولار
ظل حلم الشفاء من فيروس » سى» أملا يراود الملايين من المصريين فلم يكن هناك بيت فى مصر إلا وقد فقد ابنا أو ابنة أو أخا أوابا أو أما او زوجة بسبب الفيروس وكان أقسى ما يعانيه المرضى ليس الألم، وإنما الخوف من تكرار المأساة لزوجاتهم وأبنائهم وأسرهم. وجاء إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى بحلول 2020 سيتم القضاء على فيروس »سى » بشكل نهائى فى مصر، وأن القضاء على الفيروس قضية أمن قومى وسباق مع الزمن لعلاج أكباد المصريين فالعلاج لن يقتصر على مريض دون آخر، أو يكون مخصصاً لمن يستطيعون الشراء دون غيرهم، ولكن الدواء سيكون متاحا لجميع المصريين المصابين مجانا دون مقابل، دون أى تفرقة بين قادر وغير قادر .. شهادات من أهالى الأرض المصرية الذين عانوا مرضا لعينا ظل ينهش فى أكبادهم سقط منهم من سقطت أوراقه ونجا منهم من لحق بقطار العلاج الذى ظل ينتظره طويلا متمسكا بالأمل الذى أسهم فى إحياء الملايين من المصريين فى السنوات الأربع الأخيرة، حينما توافرت الإرادة السياسية لإنقاذ المصريين من المرض. حلم السفر يقول محمد مسعود، محاسب (35 عاما) كنت استعد للسفر للعمل بعد تخرجى فى الجامعة وكلى طموح فى بناء مستقبلى وتكوين أسرة وأبناء بعد أن استطاع أخى الأكبر أن يوفر لى عقد عمل معه فى إحدى الشركات بالسعودية بعد أن ظللت سنوات أعانى البطالة والعمل لفترة والتوقف لفترات، وكان الحلم بالسفر واستخرجت جواز السفر وفى أثناء انهائى أوراق العمل واستخراج شهادة صحية للخلو من فيروس «سي» كانت الصدمة وانتهاء الحلم بعبارة واحدة «أنت مصاب بالفيروس» فبكيت كما لم أبك من قبل ولم أكن اعلم هل أبكى على مرضى أم على ضياع الفرصة والحلم بالمستقبل؟ وبات همى كيف ومتى أنجو من هذا الفيروس الذى ليس له دواء وخاصة اننى كنت أجهل أنى مصاب به منذ سنوات فأنا أنتمى إلى الريف والبلهارسيا وظللت لسنوات أحلم بالشفاء الذى لم يزورنى إلا من عامين مع علاج السوفالدى الذى أنقذنى وملايين مثلى كانوا لا يملكون ثمن العلاج، وهذا بفضل مبادرة الرئيس، التى وقفت بجانب المرضى وتوفير علاج الفيروس بالمجان، مما أسهم فى إنقاذ أرواح كاد يقتلهم المرض سنويا. د. أشرف عمر د. منال السيد د. يحيى الشاذلى كان أبى مقتدرا حالات كثيرة مرت بتجارب مريرة مع هذا الفيروس الذى ظل يحصد أكباد المصريين تقول سعاد مكاوى «مدرسة» من الفيوم، كنت مصابة بفيروس سى منذ سنوات طويلة، وكنت اشترى دواء الإنترفيرون، الذى كان سعره مرتفعا، وكان أبى مقتدرا وتكفل بتحمل مصاريف علاجى ولكنى لم استطع تحمل الآثار الجانبية للعلاج سوى شهور قليلة واضطررت إلى وقف العلاج بأمر الأطباء وبعد سنة ظهر السوفالدي، وبدأ انتشاره فى كل مراكز الكبد على نفقة الدولة، فتقدمت للحصول على العلاج، واستمررت فى التداوى به لمدة 6 أشهر، وبعدها أظهرت التحاليل شفائى وطلب منى الطبيب إجراء تحليل كل 6 أشهر؛ للتأكد من عدم حدوث أى انتكاسة والحمد لله الآن أصبحت أفضل بعد الانتهاء من كورس العلاج. تليف فى الكبد ويروى الحاج محمود رجب «تاجر» تجربته مع فيروس «سى» حينما اكتشف المرض فى مرحلة متأخرة، وكان شغله الشاغل البحث عن علاج لدى الأطباء تحاليل وأدوية، يقول مكاوى «لفيت على كل الدكاترة وأخذت أدوية كثيرة بلا فائدة واشتريت أدوية بمبالغ كبيرة على أمل الشفاء والحمد لله الريس السيسى ربنا يكرمه ويوفقه وقف جنبنا وجاب لنا العلاج الجديد ببلاش فى المستشفيات، الحمد لله الفيروس اختفى ولكن فيه تليف فى الكبد بس اهى ماشية على الأقل فيه شوية فى الكبد سلام «اللى باقى من عمرنا». حكايات المصريين وتجاربهم مع فيروس «سى» لن تنتهى وستظل ذكريات أليمة لدى الكثيرين منهم ولكن أمل العلاج الذى أصبح متوافرا مجانا بفضل قرار سيادى وسياسى اتخذه الرئيس عبد الفتاح السيسى قادر على أن يوجد واقعا جديدا يتحدث عنه المصريين فى المستقبل .. وعن المبادرة القومية للقضاء على فيروس «سي» سوف تكتب ذكريات جديدة مملوءة بالأمل فى غد أفضل. وإذا كانت هذه هى شهادات وتجارب لأشخاص مروا بتجربة المرض والشفاء فإن الأطباء والمتخصصين لهم رأى موثق حول تاريخ مرض فيروس »سى» فى العالم وفى مصر وكيف نجح المصريون فى مواجهته والقضاء عليه بمبادرة قومية. تاريخ الفيروس فى البداية قالت الدكتورة منال السيد أستاذ كبد الأطفال بطب عين شمس، وعضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية إن فيروس «سى» تم اكتشافه فى عام 1989، وسجلت مصر أعلى نسب إصابة بالمرض ومعدل انتشار الالتهاب الكبدى الوبائي، نتيجة العلاج الجماعى لمرضى البلهارسيا عن طريق الحقن الزجاجية. وأشارت الدكتورة منال السيد عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية إلي إن اللجنة تأسست عام 2006 بنخبة من أفضل أطباء الكبد فى مصر على رأسهم الراحل الدكتور مصطفى كمال أحد المؤسسين الرئيسيين للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية والذى يرجع إليه الفضل فى التقدم الذى تم تحقيقه فى القضاء على فيروسى «سى» فى المرحلة الراهنة، حيث بدأت اللجنة عملها برصد الإصابة بفيروس «سى» ووضعت خطة لعلاجه، وأوضحت منال انه طبقا للمسح الصحى السكانى لعام 2008 كان المصابون نحو 14.5% ووصل الآن إلى 4.4 % وذلك يدل على الإرادة السياسية المتمثلة فى مبادرة الرئيس السيسى فى القضاء على فيروس سي، واهتمام وزارة الصحة والسكان بالوقاية ومنع العدوى بفيروس «سي»، وعلاج المصابين منهم. وأكدت الدكتورة منال السيد عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات ان مصر تطبق أكبر مسح طبى لفيروس سى فى التاريخ وفى العالم لافتة إلى أن منظمة الصحة العالمية مشاركة لمصر فى هذه الحملة، كرقيب خارجي، ومشيرة إلى أن العالم أجمع ينتظر معرفة نتيجة المسح الطبى الشامل، ويُنظر إلى مصر نظرة مختلفة على مستوى العالم فى هذا المشروع تحديدا، فجهود مصر فى علاج فيروس سى خلال السنوات الأربع الماضية أمر غير مسبوق فى العالم كله، حيث تشارك فى وضع استراتيجيات عدد من الدول الآسيوية والأوروبية لمكافحة فيروس «سي». وكشفت الدكتورة منال السيد أستاذ كبد الأطفال بطب عين شمس، عن اننا عالجنا عددا ضخما جدا من الأطفال المصابين بفيروس سي، والذين تصل أوزانهم إلى 35 كيلوجراما، وأعمارهم من 12 إلى 18 سنة» وكشفت منال عن أن الأطفال سيدخلون فى المرحلة الثانية من المسح الشامل للكشف عن فيروس سي، حيث سيتم إدخال تلاميذ المراحل الابتدائية فى المرحلة المقبلة، موضحة أنه يوجد لدينا علاج متفق عليه من هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية «FDA»،وهو عقار الهارفوني، ويؤخذ قرص واحد وتصل نسب الشفاء 100% فى الأطفال. سر مبادرة الرئيس قال الدكتور يحيى الشاذلي، استاذ الكبد والجهاز الهضمى بطب عين شمس،وعضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، إن المسح الشامل الذى تجريه مصر للكشف عن فيروس سي، يعتبر الأكبر فى التاريخ والعالم، موضحًا أنه يتم بمساعدة وإشراف من منظمة الصحة العالمية فى فترة لا تتجاوز ال8 أشهر، لعدد 45 مليون مصري. وأضاف أن جميع مراحل الكشف الطبى والفحص والتحاليل سيتم إجراؤها بشكل مجانى من فيروس «سي» والعلاج بالمجان دون أى مقابل، وجميعها تتم فى يوم واحد. وأوضح أن بعض المواطنين مصابون بفيروس «سي»، ولا يعلمون، وهذا سر مبادرة الرئيس السيسى بالمسح الطبى الشامل، والتى تم البدء فيها وتم الانتهاء من فحص 7 ملايين نسمة، ويتبقى نحو 45 مليون نسمة لمن هم أعلى من 18 عاما، حيث تم تقسيمهم ل 3 مراحل، وسيكون مقرنا به فحص لأمراض أخرى لغير المصابين بفيروس سي، مثل السكر والضغط والسمنة، ومن يثبت إصابته سيحصل على جواب إحالة لتلقى العلاج فى أحد مراكز اللجنة القومية أو التأمين الصحى. وأوضح انه سيتم فحص كل من هم أعلى من 18 عامًا، وسيتم فحصمن هم أقل من 18 عاما العام المقبل« وسيعرف كل شخص مكان الفحص الخاص به، لافتا إلى أن هناك تعاونا مع الهيئة الوطنية للانتخابات، ومنظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحة والشباب، والتعليم العالى . وأكد عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية أن الحملة ستبدأ فى 1 أكتوبر، لفحص 17 مليون مواطن فى 9 محافظات خارج نطاق القاهرة. خلال شهري، أكتوبر ونوفمبر، وأشار إلى أنه تم عمل مسح طبى لنحو 7 ملايين مواطن من أصل 52 مليونا ومتبق 45 مليونا، وبين أن المواطن سيدخل على بياناته عبر الخط الساخن (15355 ) ببطاقة رقمه القومي، لمعرفة لتحديد مكان لجنة الفحص الصحية، لافتا إلى أنه يوجد 1304 لجان صحية على مستوى الجمهورية لفحص مرضى فيروس سى، مشيرا الى انه تم علاج جميع المرضى الذين يعانون من فيروس سى خلال العامين الماضيين، حيث يبلغ عددهم 2 مليون مريض وفحص 5 ملايين أخرين. وأوضح عضو اللجنةالقومية لمكافحة الفيروسات الكبدية أن تكلفة العلاج بالحملة القومية للقضاء على فيروس » سى » تصل الى 230 مليون دولار تقريبا، معلنا انه سيتم اعلان مصر خالية من فيروس سى فى عام 2020«. إنقاذ أمة قال الدكتور أشرف عمر، أستاذ واستشارى زراعة الكبد بجامعة القاهرة وعضو اللجنة القومية للفيروسات الكبدية،أن فيروس سى يعد مشكلة أمن قومي، إن مصر كانت من أكثر دول العالم من حيث معدل الإصابة بفيروس سي، أصبحت رائدة على العالم فى القضاء عليه وأشار إلى أن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى بإطلاق حملة المسح القومى للقضاء على فيروس » سي« قرار إنقاذ أمة، وحماية أمن قومى. وأكد عضو اللجنة القومية للفيروسات الكبدية أن التجربة المصرية فى علاج «فيروس سي» تدرس الآن فى الخارج«، بعد أن كانت مصر تحتل المركز الأول على مستوى العالم فى الإصابة بفيروس سي، واليوم تحتل المركز الأول فى علاجه، معقبًا: «دى إحدى المعجزات التى حققتها مصر«. التجربة المصرية وأضاف »عمر« أن فيروس »سي« يمثل مشكلة اقتصادية قبل أن يكون مشكلة صحية تهدد المجتمع المصري، واليوم بفضل المبادرة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى التى أنقذت المصريين من وباء ظل ينهش أكبادهم سنوات طويلة، الآن تمكنا من عمل مسح لاكتشاف المصابين بفيروس »سي«، مع العمل على منع الإصابة مرة أخرى وتكون مصر فى المستوى الآمن للإصابة بفيروس «سي» على مستوى العالم فى 2020, مشيرًا إلى أن منظمة الصحة العالمية أشادت بالتجربة المصرية لعلاج فيروس «سي». وتابع، أنه حتى الآن تم علاج نحو 2 مليون مصاب بفيروس سي، أى ما يعادل نصف من تم علاجهم من المرض بالعالم أجمع، وهذا يعتبر إعجاز، إلى جانب توفير علاج ل «فيروس سي» بمصر سواء على نفقة الدولة، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 20 شركة دواء توفر علاج فيروس سى المصر بنفس كفاءة المستورد بنسبة شفاء من مرض »فيروس سي« على مستوى الجمهورية وصلت ل95%. بفضل الجيل الجديد من الأدوية للفيروس التى أثبت فعالية كبيرة جدا، بالإضافة لعدم وجود آثار جانبية لها«. وانه بحلول عام 2020 سيتم القضاء عليه.