سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اللواء ركن عبد الرحمن الصادق المهدى مساعد الرئيس السودانى فى حوار خاص ل«الأهرام»: زيارة الرئيس السيسى الأخيرة للخرطوم ستضاعف حجم التبادل التجارى بين البلدين
* مصر والسودان مصيرهما واحد .. ولا بديل عن السير فى اتجاه التنمية * الدبلوماسية الشعبية أثبتت قدرتها على تجاوز أى خلاف على مر التاريخ * المشروعات القومية العملاقة فى مصر «فاتحة خير» لشعوب المنطقة وقبلة للاستثمارات * نسعى للاستفادة من التجربة المصرية فى القضاء على فيروس «سى» فى مكافحة الملاريا
أكد اللواء ركن عبد الرحمن الصادق المهدى مساعد رئيس الجمهورية السودانى أن مصير مصر والسودان واحد، ولا يوجد بديل الا السير فى اتجاه التنمية المشتركة والدخول فى شراكات كبرى فى جميع المجالات، ووصف زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الأخيرة للخرطوم بأنها رسالة أمل وتفاؤل بمستقبل العلاقات بين الدولتين، وقال إن تتويج مباحثات القمة المشتركة مع الرئيس السودانى عمر البشير بالتوقيع على 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم يعتبر ثمرة جهود مستمرة منذ أكثر من 6 أشهر شهدت عملا مكثفا على جميع المستويات. وأشار مساعد الرئيس السودانى فى حوار خاص ل«الأهرام» إلى أن السودان هى بوابة مصر لإفريقيا وأن مصر هى بوابة السودان لأوروبا، فى إشارة إلى ضرورة وجود تكامل اقتصادي، وتجاري، خاصة مع قرب تنفيذ مشروعات الربط الكهربائى ومد خطوط السكك الحديدية بين البلدين. وإلى نص الحوار...
بداية كيف نظرت إلى زيارة الرئيس السيسى الأخيرة الى السودان؟ أراها زيارة طيبة جدا، فنحن أخوة فى التاريخ وأشقاء فى العروبة وجيران فى الحدود، ونموذج الشراكة بين مصر والسودان جذوره ممتدة وثماره منتظرة، وزيارة الرئيس السيسى كللت الجهود الدبلوماسية للبلدين خلال الفترة الماضية، وهى الزيارة السادسة للرئيس السيسى الى السودان واللقاء رقم 24 له مع الرئيس السوداني، وهذا له دلالة على عمق العلاقة بين الزعيمين، والدبلوماسية الرئاسية الناجحة أفادت كثيرا فى تعزيز العلاقات المتبادلة. وما هى أكبر مكاسب تلك الزيارة من وجهة نظرك؟ أحد أهم المكاسب المباشرة لزيارة الرئيس السيسى والتى تعود بالنفع المباشر والسريع على شعبى مصر والسودان على حد سواء هو قرار الرئيس البشير بالسماح بدخول جميع المنتجات المصرية مرة أخرى للسودان، وهو قرار صائب يعكس تطورا استراتيجيا ايجابيا كبيرا فى العلاقات بين البلدين. هذا بالنسبة للمكتسبات الفورية، ماذا عن المكاسب بعيدة الأمد؟ أيضا مشروع الربط الكهربائى الذى قارب على الدخول فى مرحلة التنفيذ، وأيضا ربط خطوط السكك الحديدية بين مصر والسودان كان من أهم مخرجات هذا اللقاء والاجتماعات التحضيرية، والفكرة الأساسية التى نسعى لها جميعا هى أن يكون هناك ربط لجميع دول القارة الإفريقية بشبكة طرق وسكك حديدية فى ظل رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى فى دورته المقبلة عام 2019، الأمر الذى سيسهم فى لم الشمل الإفريقى بما تتمتع به من قوة بشرية وثروات طبيعية هائلة، وأيضا الثراء التاريخى والثقافى والفنى والرياضة، وإذا تحقق ذلك فسوف تتحول القارة السمراء الى نمر اقتصادى جديد. وما هو المردود المتوقع فى حجم حركة التجارة بين البلدين؟ حجم التبادل التجارى بين مصر والسودان يقارب المليار دولار سنويا، وتوجد أيضا استثمارات سودانية داخل مصر تقدر بنحو مليار دولار، وأتوقع أن تتضاعف تلك المبالغ سواء فى حجم التبادل التجارى أو فى الاستثمار بعد زيارة الرئيس السيسى الأخيرة للخرطوم. ماذا تمثل مصر بالنسبة للسودان؟ السودان تمثل لمصر توجها تكامليا استراتيجيا حيث يوجد لدينا تربة خصبة وامتداد زراعى كبير جدا، والسودان يمثل بوابة مصر لإفريقيا ومصر هى بوابة السودان لأوروبا، ويمثل القطاع الخاص نحو 60% بجميع خطط التنمية سواء فى مصر أو فى السودان، لذا فإننى أدعو رجال الأعمال المصريين إلى إقامة المشروعات والمصانع بالسودان، والاستثمار بكثافة أيضا فى المجال الزراعي، والحيوانى حيث تتوافر كل أسباب النجاح لهذه المشروعات. مساعد الرئيس السوداني في حواره مع مراسل الأهرام وكيف يتحقق التكامل الاستراتيجى بين البلدين؟ الرئيسان السيسى والبشير شهدا خلال الزيارة التوقيع على 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم فى مجالات متعددة، ولدى أمل أن يتم تفعيل مبدأ الحريات الأربع على نحو كامل بالقريب العاجل، حتى يكتمل مشوار التكامل الاستراتيجى بين الدولتين، والذى بدأه الرئيس عبدالفتاح السيسى مع شقيقه الرئيس عمر البشير. ما هى توقعاتك بعد اكتمال مشروع الربط الكهربائي؟ بعد عملية الربط الكهربائى بين مصر والسودان سوف نتمكن من الاستفادة من فائض الطاقة الكهربائية الذى يقدر بنحو 15 ميجاوات نتيجة الجهود الجبارة التى بذلت فى مصر خلال الأعوام القليلة الماضية فى هذا القطاع الحيوى الهام، وذلك من خلال توفير الطاقة اللازمة لإنشاء المشروعات بالسودان بعد أن عانى رجال الأعمال من أزمة نقص الكهرباء، وأتوقع أن يكون مشروع الربط الكهربائى بمثابة طوق النجاة وصمام الأمان للاستثمار على الأراضى السودانية. ما هى المكاسب الأخرى التى يمكن أن تتحقق من فتح الطريق البرى المباشر بين البلدين؟ المسافة بين القاهرةوالخرطوم 1600 كم تقريبا، والطريق البرى الواصل بينهما يمثل شريانا مهما للتبادل السياحى والثقافى بين البلدين حيث يمر الطريق بأهم المقاصد والمعالم والمزارات السياحية فى العالم، مثل الأقصر وأسوان فى مصر والمناطق السياحية الشهيرة فى شمال السودان التى تضم معالم أثرية وثقافية كثيرة، هذا بالإضافة الى أهمية هذا الطريق فى حركة نقل البضائع والتجارة. كيف يتحقق التقدم والازدهار المنشود فى ظل التقارب الحالي؟ العلاقة بين مصر والسودان علاقة أخوة لا خيار لنا فيها، ومد جسور المحبة بين الشعبين الشقيقين هو فرض عين وواجب على كل من يملك مدها سوأ كان سياسيا أو دبلومسيا أو حتى على المستوى الفنى والثقافى والتعليمي، والتقدم والازدهار فى المستقبل سيكون بالجهد والعمل المشترك، وليس بالتصريحات ولا الشعارات. ماذا تتوقع من مصر فى ظل رئاستها للاتحاد الإفريقى فى دورته المقبلة؟ المباحثات استعرضت أيضا تنفيذ اتفاقية الشراكة بين البلدين لمواجهة التحديات التى تتعرض لها المنطقة، وأرى أن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى فى دورته المقبلة فى عام 2019 ستمثل حجر أساس وأرضية صلبة لمواجهة تلك التحديات من خلال تعزيز العمل فى مجالات الصحة والثقافة والاعلام وغيرها. وكيف ترى شكل العلاقات بين البلدين حاليا؟ العلاقات بين مصر والسودان تسير فى اتجاه تصاعدي، وآليات تنفيذ ما تم الاتفاق عليه كثيرة ومتشعبة وعلى جميع المستويات، والإطار الحاكم لها هو اللجنة الرئاسية المشتركة التى تنعقد مرة كل سنتين فى القاهرةوالخرطوم بالتبادل، وهذه القمة هى رسالة أمل وتفاؤل بمستقبل العلاقات بين مصر والسودان، وقد شهدت الأشهر الستة الماضية العديد من الاجتماعات المستمرة واللجان المشتركة على جميع المستويات ولمناقشة كل القضايا المتعلقة بالبلدين، مثل المياه والصحة والتعليم والقوى العاملة وغيرها. وما هو دور الدبلوماسية الشعبية لتعزيز تلك العلاقات؟ الدبلوماسية الشعبية تمثل مدخلا مهما جدا فى تبديد أى سحابة صيف قد تمر فوق العلاقات المصرية السودانية، وقد أثبتت تلك الدبلوماسية قدرتها على تجاوز أى خلاف على مر التاريخ، وقد ساعد أيضا وجود تفاهم كبير بين الرئيسين السيسى والبشير على تفعيل وتعزيز تلك الدبلوماسية لتصحيح أية أخطاء قد تحدث هنا أو هناك. وما هو الدور المنتظر من الشباب فى ظل الفرصة التى تمنحها له القيادة السياسية للمشاركة فى صناعة واتخاذ القرار؟ الشباب سوف يلعب دورا كبيرا ومهما للغاية فى مستقبل تكامل العلاقات بين مصر والسودان، باعتبارهم الشريحة الأكثر عددا وثقافة، وباعتبارهم أيضا متطلعين الى المستقبل وغير معنيين بالماضي، وأعينهم تنظر صوب النماء والبناء، لا الخلافات والتناحر. كيف تثمن المشروعات القومية التى قامت مصر بتنفيذها خلال السنوات الماضية؟ المشروعات التى قام بها الرئيس السيسى خلال السنوات الخمس الماضية مشاريع كبيرة وعملاقة، سوف تكون فاتحة الخير لشعوب المنطقة باعتبارها قبلة جديدة تجذب الاستثمارات من كل دول العالم وتوفر ملايين فرص العمل وسوف يشعر بنتائجها الأجيال الحالية والقادمة، والرئيس السيسى رئيس صادق ومضح، ويتكلم مع شعبه بحديث القلب للقلب، وأنا شخصيا أشعر بارتياح شديد عندما أستمع الى أحاديثه لأننى التمس فيها الصراحة والصدق الكبيرين، ويظهر هذا جليا فى حجم ما تم انجازه على أرض الواقع من مشاريع دفعت عجلة الاقتصاد والتنمية فى مصر بقوة، والأجيال القادمة سوف ترث هذا المجد الذى يبنيه الرئيس الآن، وأعتقد ان مصيرنا واحد وبعدنا الاستراتيجى واحد، ولا يوجد بديل الا السير فى اتجاه التنمية المشتركة والدخول فى شراكات اقتصادية يستفيد منها شعبا البلدين. بعيدا عن الاقتصاد.. ما هو السبيل الأمثل للارتقاء بمستوى الشعبين المصرى والسوداني؟ - الاهتمام بالتعليم، والرياضة والصحة هو أساس كل تقدم، ويجب أن يكون على رأس أولوياتنا فى المرحلة القادمة، فالاهتمام بالرياضة أداة فعالة لتوفير ملايين الدولارات التى تصرف على الصحة، حيث أثبتت الدراسات أن كل دولار يصرف فى مجال الرياضة يوفر 3 دولارات كانت ستصرف على الصحة، وما يقوم به الرئيس السيسى لمكافحة فيروس سى إجراء صحيح وشجاع ونتمنى أن يكون هناك تعاون مع الجانب المصرى للاستفادة من التجربة المصرية فى مكافحة مرض الملاريا بالسودان.