اشتعلت المواجهات الكلامية الساخنة بين قاطنى المناطق السكنية المحيطة بمصنع الكيماويات، الواقع فى نطاق المنطقة الصناعية جنوب بورسعيد ( الرسوة ) وادارة المصنع، على خلفية اتهام السكان المصنع بتدمير البيئة المحيطة وتلوث الهواء بانبعاثات الأدخنة الضارة، تلك الاتهامات التى رفضتها ادارة المصنع. سجلت (الأهرام) واقع الأزمة وتابعت آراء جميع الأطراف بداية من الأهالى الذين حاصروا المصنع للتعبير عن استنكارهم، وادارة المصنع التى تؤكد التزامها بالمعايير البيئية. استمعنا إلى الأهالى فيقول محمد الجوهرى موظف: ان الروائح حاصرت سكان الحى واضطر الأهالى لإغلاق النوافذ لحماية ابنائهم من الأدخنة المنبعثة من شعلة المصنع وتم استدعاء الجهات المختصة، ومن بينها الطب الوقائى بمديرية الصحة لمراجعة الموقف بعدما تزايدت الرائحة بشكل مكثف خلال الأيام الاخيرة. ويرد المهندس شريف المنوفى المدير التنفيذى للمصنع ، بالاشارة الى التزام المصنع بجميع الاشتراطات البيئية فى مختلف مراحل الانتاج، ودلل على كلامه بمئات التقارير الصادرة عن الأجهزة الرقابية المختصة بشئون البيئة المركزية والمحلية على مدى العشر سنوات الماضية، التى تؤكد كلامه، وعدم تسجيل أى حالة إصابة بين العاملين بالمصنع والمتعاملين معه ، والبالغ عددهم 4 آلاف عامل لأى اختناقات أو امراض نتيجة مراحل الانتاج المختلفة بداخل المصنع. ويقول المهندس محمد حجاج مدير البيئة بالمصنع: ان هناك أنظمة لرصد الانبعاثات الخارجة من المصنع تعمل على مدى 24 ساعة ومرتبطة الكترونيا بأجهزة الرصد البيئى المركزية لجهاز شئون البيئة. وتؤكد الدكتورة مروة حلاوة مدير ادارة الطب الوقائى ببورسعيد، مراجعة الادارة فورا لمنطقة الحى الاماراتى فور تلقيها شكاوى المواطنين وبالتعاون مع الأهالى تمكنت الادارة من الوصول لحالات الاطفال المحتجزة ببعض المستشفيات ، والتى لم يخرج عددها عن الحدود الطبيعية ولم تشخص حالاتها بتأثرها بأى انبعاثات ضارة بالصحة وإنما مجرد حالات ضيق تنفس عادية، ومازالت المراجعة اليومية مستمرة داخل نطاق الحي. وتقول عنايات أبو العلا مديرة الإدارة العامة لشئون البيئة بالمحافظة، ان جميع القياسات والتحاليل لانبعاثات المصنع خلال الأيام الثلاثة الماضية كانت آمنة وفى الحدود المسموح بها طبقا لقانون شئون البيئة، وانه واستجابة لشكاوى قاطنى الحى الإماراتى ستصل خلال ثلاثة أيام سيارة رصد تابعة لجهاز شئون البيئة مزودة بأحدث أجهزة الرصد لكل التغيرات البيئية، وسيشمل عملها كل مشروعات المنطقة الصناعية جنوب بورسعيد بالكامل. وكشف المهندس أيمن إسماعيل مدير القوى العاملة عن رصد ادارة السلامة والصحة المهنية لحالة تسريب واحدة فى أحد خزانات المحرقة بالمصنع (غير المؤثرة على البيئة الخارجية)، وعلى الفور تم تأمين منطقة الخزان بدفن كل المخلفات الناتجة عنه وإيقاف العمل به بالكامل وتكليف المصنع بإجراء الصيانة الكاملة له خلال أسبوعين ومراجعته قبل السماح له باستئناف العمل. من جانبه وجه المحافظ اللواء عادل الغضبان قيادات المصنع والاجهزة المختصة بالصحة والبيئة بالتعاون لمواجهة أى حالات للاضرار بالصحة العامة، مضيفا أن مشروع الغابة الشجرية الذى جرى اطلاقه مؤخرا، سينهى مشكلات البيئة والصحة العامة بالمناطق السكنية المحيطة بالمشروعات الصناعية بالرسوة حيث ستكون الغابة جدارا طبيعيا عازلا.