فى إطار تحركات وسياسات وزارة الرى والموارد المائية لترشيد المياه، نظمت الوزارة مسابقة تحت شعار»حافظ عليها تلاقيها» ضمن فعاليات الحملة القومية للتوعية المائية للعام الحالى بالتعاون مع الاتحاد الأوروبى ممثلا فى مشروع EU WATER STARS والذى سيستمر حتى نهاية العام بجميع المحافظات ولجميع فئات المجتمع. المسابقة شارك فيها 57 مزارعا من جميع الروابط على مستوى الجمهورية بهدف توعية فئات مستخدمى المياه وعرض تجاربهم الناجحة فى إدارة المياه والتعامل معها بشكل صحيح بهدف ضرورة الحفاظ على الموارد المائية وحمايتها من الهدر والتلوث والتعديات، وأسفرت ورش العمل التى أقيمت أخيرا بمحافظة الفيوم من بين ال57 باحثا تقدموا فى مسابقة على مستوى جميع محافظات مصر، عن اختيار أفضل أربعة أبحاث منهم، وقام الدكتور محمد عبدالعاطى وزير الموارد المائية والرى بتكريمهم بمناسبة الأسبوع الأول للمياه والمكرمون هم العمدة عبد الناصر دنقل ممثل محافظة قنا وأنور عبد العاطى زكى ممثل محافظة الفيوم وعادل عبد الله السيد العزازى محافظة الشرقية وأحمد جابر أحمد جابر ممثل محافظة المنوفية. البحث تقدم به عبد الناصر دنقل عمدة القلعة بمركز قفط البلد، التى أنجبت الشاعر العربى الكبير أمل دنقل والتى حازت أخيرا لقب «قرية خالية من الأمية»بخلاف أنها القرية التى تعودت دائما على التفوق وكان آخرها حصول إحدى بناتها على المركز الأول على مستوى الجمهورية فى الثانوية العامة هذا العام. ويقول العمدة عبد الناصر دنقل، أن بحثه يهدف إلى تأكيد أهمية الانتفاع الأمثل بمياه الرى والحفاظ عليها والاقتصاد فى موارد الماء من خلال الرى بالتنقيط الذى يساعد على ترشيد المياه بجانب ترشيد العمالة مع الحفاظ على صحتهم، إضافة الى ترشيد نفقات السماد مما يوفر على الدولة تكاليف الزراعة بنسبة تصل إلى 35% ، مشيرا إلى أن كل ما سبق يعمل على زيادة الإنتاج وارتفاع جودته بنسبة 100% خاصة فى الزراعات التى يتم تصديرها. وأوضح أن الأمر لم يقتصرعلى ذلك ولكن أيضا يتم التقليل من تبخر المياه المكشوفة فى الترع والمصارف من أجل الحفاظ على كل قطرة مياه فى ظل محدودية الموارد المائية، وازدياد الطلب وتنافس القطاعات عليها، واستمرارية المعدلات العالية للزيادة السكانية، والتغيرات المناخية وتأثيراتها المتوقعة على الاحتياجات المائية وكذلك الكم الهائل من التعديات على نهر النيل وشبكة المجارى المائية. الباحث سبق له التقدم بتجربة فريدة من نوعها من خلال مشروع رى قصب السكر بالتنقيط فى بداية التسعينيات، وهو ما دعا السفيرة الأمريكية فى ذلك الوقت لزيارة قرية القلعة بقفط لمشاهدة التجربة على الطبيعة، حيث أثنت عليها ثناء عظيما ونفس التجربة عرضها العمدة عبد الناصر فى مؤتمر دولى فى شهر مايو الماضى بالأردن، ولاقت أيضا ترحيبا كبيرا. ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فقد توقفت التجربة ولم تنجح رغم أنها كانت ستوفر قرابة المليار ونصف المليار متر مكعب من المياه، كما يقول دنقل، نظرا لانسداد المنقطات فى الخراطيم بسبب تعلق شعيرات القصب فيها. ويطالب العمدة عبد الناصر دنقل وزارة الرى ووزارة البحث العلمي، بتصنيع خراطيم لا تنجذب إليها شعيرات القصب، حتى نوفر مليارات الأمتار من الماء.