مضى على ميلاد ابنها «رامى» سبع سنوات ولاحظت عليه فى عيد ميلاده شيئا محزنا.. إنه يقيم الأشخاص بالهدايا وكان كثير الطلبات، هنا تذكرت المثل» كل شيء بسعره» فإذا بها تسأل ما الذى يحدث لابني؟ كيف يتعلم أن يعطى دون مقابل. د.منى محمود أستاذ التربية جامعة حلوان تنصح بأن العطاء يسعدنا ويجعلنا نعيش فى حالة الرضا والسعادة، ومن هنا يجب على الأم تعويد ابنها منذ نعومة أظفاره على أهمية العطاء، باتباع الأساليب المتنوعة كالمواعظ والقصص والأهم هو القدوة التى يكتسبها من الأسرة - الأم والأب- لكى يشعر بمعناها، وأن يكون العطاء جزءاَ من نظام حياتنا من خلال التعبير المتكرر عن الشكر والامتنان تجاه مايفعله الآخرون. ولا يمكن تجاهل دور الأم فى توجيه ابنها لكيفية الاحتفال بعيد ميلاده من خلال الحوار معه على ما يود الحصول عليه من هدايا، وفى المقابل تشجيعه على فرز ما لديه من لعب لا يريدها، وأن يكون مستعداً للاستغناء عنها مع مراعاة اختيار الألعاب الجيدة ولا تكون مكسورة أو متهالكة من أجل جودة العطاء، وكذلك من أجل الحصول على مساحة لتخزين الهدايا الجديدة وأيضا لإسعاد أطفال آخرين بما سيقدمه لهم مثلما يسعد هو بما يحصل عليه. ولا تنحصر مثلا أهمية إعداد العصائر فى تناولها وحسب، بل هو معنى من معانى العطاء وحب المشاركة، فلا شيء أجمل من أن تجتمع الأم وابنها على إعداد عصائر، ومن هنا تنصح د.منى الأم بأن تطلب من ابنها تخصيص جزء من مصروفه لشراء بعض الفاكهة وتساعده فى إعداد العصائر، وتطلب منه توزيعها على العمال كالبواب او عامل البنزين او رجال المرور لكى يكون مصدر سعادة لهم. وأخيرا يجب على الأم أن تعلم ابنها أهمية الصدقة اليومية، وفوائدها بأسلوب مبسط بداية من أن الابتسامة صدقة ومساعدة المحتاج وصلة الرحم كالاتصال بالجد والجدة يوميا والسؤال عنها لإدخال الفرح والسرور أيضا صدقة، وكذلك شراء حصالة وتطلب من أفراد الأسرة أن يضعوا فيها صدقة كل صباح قبل الخروج من المنزل وبعد فترة تطلب من الابن مساعدتها فى التبرع بالمبلغ لأحد المستشفيات أو دور الأيتام.