التقى زعماء الاتحاد الأوروبى أمس ببروكسل فى قمة «لحظة الحقيقة» لتقييم وضع المفاوضات الراهن بين بريطانيا والاتحاد الأوروبى بشأن ال»بريكست»، الذى يشهد تأزما كاملا بسبب عدة قضايا أبرزها الخلاف بين الطرفين على وضع أيرلندا الشمالية بعد انفصال بريطانيا رسميا عن أوروبا نهاية مارس المقبل. ودعا دونالد تاسك رئيس الاتحاد الأوروبى تيريزا ماى رئيسة الوزراء البريطانية لتقديم «مقترحات محددة وخلاقة» بشأن أزمة حدود أيرلندا الشمالية خلال القمة، قائلا إن»التفكير الخلاق وحده قادر على تجنب تلك الحدود الصارمة بين أيرلندا، الدولة العضو فى الاتحاد الأوروبي، وبين أيرلندا الشمالية، التى تعد جزءا من المملكة المتحدة». وفى محاولة لإيجاد مخرج للأزمة، اقترح ميشيل بارنييه كبير مفاوضى الاتحاد الأوروبى حول»بريكست»، إمكانية تمديد الفترة الانتقالية التى تعقب خروج بريطانيا من الاتحاد لمدة سنة إضافية لمنح كلا الطرفين المزيد من الوقت للتفاهم والتوصل لاتفاقية تجارية ترضى الجانبين. ومن جانبه، قال المتحدث باسم ماى أنها «تنتظر بفارغ الصبر مناقشتها وجها لوجه مع تاسك فى بروكسل»، لكنها «أعلنت عن موقفها من قبل». ولا تملك ماى أى هامش للمناورة بسبب ضغوط المعارضة داخل حزبها المحافظ وداخل الحكومة، وتصاعد التهديدات داخل حزبها والحكومة بالاستقالة. وتقترح ماي، بموجب خطتها الجديدة «باك ستوب»، إبقاء إيرلندا الشمالية فعليا فى السوق الأوروبية الموحدة لتجنب فرض حدود أيرلندية صارمة، لكنها تلقى معارضة داخلية صارمة على اعتبار أن مقترحها يخل باستقلالية وسيادة بريطانيا. وحذر تاسك من أنه فى حالة عدم التوصل إلى اتفاق مبدئي، فإنه لن يدعو إلى قمة أخرى فى نوفمبر المقبل للتوقيع على اتفاقية ال»بريكست»، مما قد يضطر بروكسل إلى تأجيل الأمر برمته إلى ديسمبر المقبل ، أو الدعوة لقمة بنهاية نوفمبر للاتفاق على ما يجب عمله بعد» فشل اتفاق بريكست».