ثار جدل كبير بعد إعلان إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى تكريم المخرج والكاتب الفرنسى الكبير كلود ليلوش، الحائز جائزة الأوسكار عن فيلم «رجل وامرأة » عام 1966 كأفضل قصة كتبت مباشرة للسينما، كما فاز عن نفس الفيلم بالسعفة الذهبية وذلك بحجة دعمه لإسرائيل وأنه تم تكريمه لدى زيارته الأخيرة لها. رئيس المهرجان المنتج السينمائى محمد حفظى أبدى استغرابه من انتقاد البعض لتكريم المخرج، وقال فى تصريحات خاصة إن قرار التكريم جاء بعد التشاور مع اللجنة العليا للمهرجان خصوصا أن كلود ليلوش يعتبر من أهم المخرجين وصاحب بصمة كبيرة فى السينما الفرنسية. وأبدى حفظى استغرابه من حديث البعض عن أن ليلوش قام بزيارة إسرائيل. وتساءل: هل مجرد قيام فنان غير عربى بزيارة إسرائيل نقاطعه؟ ما يهمنى أنه لم يصدر تصريح منه ضد العرب أما مسألة زيارته لإسرائيل فهذا أمر لا نستطيع أن نمنع غيرنا منه خصوصا أن معظم نجوم العالم زاروا إسرائيل. وأكد حفظى أن كلود ليلوش رحب بزيارة مصر وقال إنه ليس لديه موقفا ضد العرب، على الإطلاق أو فلسطين وأنه يناصر الإنسانية فى كل مكان وإن السينما هى خير رسول لها، معربا عن سعادته بالتكريم فى القاهرة. كانت إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى أعلنت قبل أيام تكريم المخرج والكاتب الفرنسى الكبير كلود ليلوش أحد مؤسسى ورواد الموجة الجديدة فى السينما الفرنسية ، وذلك فى افتتاح الدورة ال 40 للمهرجان، التى تنطلق 20 نوفمبر المقبل، وتختتم فعالياتها يوم 29 من الشهر نفسه. وحسب حيثيات بيان إدارة المهرجان فان تكريم ليلوش يأتى تقديرًا لمسيرته السينمائية العالمية المضيئة والبارزة، إضافة إلى مكانته المرموقة كأحد أبرز المخرجين والمؤلفين فى تاريخ السينما الأوروبية . وقال رئيس المهرجان محمد حفظى:يعد الاحتفاء بالمخرج كلود ليلوش فى الدورة الاربعين لمهرجان القاهرة السينمائى تتويجًا لواحد من اهم المخرجين الذين أثروا الشاشة الاوروبية والعالمية بأعمال خالدة فى ذاكرة السينما، كما أن المخرج الكبير صاحب جائزة الأوسكار، يعتبر واحداً من رواد التجديد فى السينما الفرنسية، على مدار اكثر من نصف قرن بل إن مجلة «كاييه دو سينما» «دفاتر السينما» تذهب بعيداً فيما تصفه بالمؤسس لتيار سينمائى متفرد . وأضاف: قدم ليلوش عديدا من التجارب التى استلهمت قصصها من الواقع وتحاكى الحب والحياة، وظهرت كموجات سينمائية متميزة فى صورتها وأفكارها، وتشكل اعماله حيوية كبيرة ولغة سينمائية منفردة ، هو بحق صانع افلام سخى يحب الشخصيات التى يخلقها فى أعماله والتى تكشف عن أعظم المشاعر الانسانية من الصدق ، الحب ،الصداقة ، الظلم ، الموت ، التسامح ، الحنين إلى الوطن ، وعشق السفر. وعن اختيار ليلوش لتكريمه ،قال المدير الفنى للمهرجان الناقد يوسف شريف رزق الله إن كلود مبدع سينمائى فرنسى كبير ، لديه شغف حقيقى وكبير للافلام ، عشق الجمهور أعماله وتوحد معها حيث رأى انه يقدم بالفعل افلاما ترصد مشاعره فى الحياة بصدق ، وقد اعتبر فيلمه «رجل وامرأة» وقت ظهوره عملا غير مسبوق فى السينما الفرنسية ، مفضلا السير وراء تطلعاته الخاصة فى اللحاق بركب سينما هوليوود من خلال قصص بسيطة تتكرر حبكتها وتتعدد . وولد «كلود ليلوش» بالعاصمة الفرنسية باريس فى 30 أكتوبر عام 1937 ، وهو أول من صور أفلامه بنفسه فى الستينيات بكاميرا واحدة كان يحملها على كتفه وبهر العالم بأسلوبه الجديد الذى يترك حرية الحركة بعيداً عن صنع التقطيع ورسم الكادر التقليدى. وتربطه بالسينما حالة حب دائمة بل هى بالنسبة له الحياة نفسها وهو ما تجلى فى مجموعة أفلامه التى أخرجها وتجاوزت الستين فيلما ما بين روائية ووثائقية وقصيرة ، حققت كثيرا من النجاحات ، وتركت بصمة كبيرة على ما يقرب من نصف قرن ، أبرزها فيلم «رجل وامرأة» عام 1966 ، الذى أسهم فى ترسيخ اسمه ونهجه، ونال عنه عدة جوائز فى مقدمتها جائزة الأوسكار عن أفضل قصة كتبت مباشرة للسينما كما رشح لأوسكار وجولدن جلوب وبافتا افضل مخرج، كما فاز عن نفس الفيلم بالسعفة الذهبية، وقد ظل يمثل النجاح الأكبر للسينما الفرنسية فى الخارج، وعن شهادته على رحلته يقول ليلوش «حقيقة، أنا أتفاءل، فقد عوّدت نفسى على التأقلم مع كل الحالات. فأنا أعشق الحاضر وأظن أننا لن نعرف أبدا من أين أتينا وإلى أين نحن ذاهبون، فالحياة عبارة عن شريط بدأ قبلنا وسينتهى بعدنا، لهذا يجب استغلال المشاهد التى نعيشها، فأنا مهووس بالحاضر ، وأعتقد أن السينما تذهب اليوم الى آفاق إبداعية متجددة فى ظل حضور التقنيات العالمية وايضاً القوانين التى تحمى هذه الصناعة».