أنت المسئول عن سعادتك ولا أحد سواك وأولى خطواتك في طريق تحقيقك للسعادة هو تقوية حدود ذاتك.. أعلم انه لا يمكنك أن تتمتع بحدود ذات قوية إلا بتوكلك على الله في المقام الأول وبتقوية إرادتك في المقام الثاني. فإذا كانت علاقتك بالله ضعيفة، أو بمعنى آخر إذا كنت لا تصل الله بصفة مستمرة ولا تستحضره سبحانه في قلبك دائما ولا تتوكل عليه ولا تستعين به ولا تخاف الله وإنما تخشى الناس، فلا شك أن حدود ذاتك ضعيفة وهشة ويمكن اختراقها بسهولة من قبل شياطين الإنس والجن؛ بحيث يمكنهم التأثير السلبي على مشاعرك وإحباطك وتنحيتك عن الطريق الصحيح لتحقيق السعادة وقتما وكيفما يشاءون ويقول الله تعالى: "شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْض".
وإذا كنت لا تتمتع بالاستقلالية ولا تستطع الاستمتاع بمفردك، فاعلم كذلك أن حدود ذاتك ضعيفة وهشة ويمكن تحطيمها بسهولة من قبل الآخرين وبخاصة الحاقدين منهم.. لأن ربط سعادتك بالآخرين ببساطة يعرضك لعدم الاستقرار النفسي، بسبب ربط حالتك المزاجية بالحالة المزاجية لشخص آخر، كما أن عدم قدرتك على اتخاذ القرارات بمفردك مؤشر خطير على ضعف حدود ذاتك.
ومن المؤشرات الخطيرة كذلك على ضعف حدود ذاتك هو مدى قدرة الآخرين والمواقف في التأثير السلبي على مشاعرك وكذلك عدم قدرتك على الاختلاف عن الآخرين وتقليدهم حتى في حالة عدم اقتناعك بأمر ما.. وقد اتفق تماما معك في أن الخوف والغضب مشاعر طبيعية، ولكن اذا لم تتحكم بمشاعر الخوف والغضب لديك، فإن هذا دليل على ضعف حدود ذاتك وهشاشة اتزانك النفسى.
وكذلك إذا كنت لا تتحمل مسئولية اخطائك وتعمد إلى اللجوء إلى تقديم المبررات واسقاط مشاكلك على من حولك والاعتماد على ذلك للاستمرار في عدم تحقيق ما تريد تحقيقه من إنجازات في علاقتك بالله وفي علاقاتك العائلية والاجتماعية وعلى مستوى تقدمك بالعمل وكل ما يتعلق بتطوير ذاتك، فإن حدود ذاتك ضعيفة.
واعلم أن توكلك على الله وقدرتك على تحقيق الاستقلالية والسعادة المنشودة يعبر بقوة عن حدود ذاتك.. كما أن عدم تضييع وقتك وطاقتك في التفاهات والأمور السلبية وعدم دخولك في مجال الطاقة السالبة للآخرين وتجاهلك للحاقدين وأصحاب القلوب المريضة والنفوس غير الراضية يشير كذلك إلى قوة حدود ذاتك. [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي