فى زيارة تعبر عن عمق واستراتيجية ومتانة العلاقات المشتركة بين مصر وروسيا، وصل الرئيس عبدالفتاح السيسى ظهر أمس إلى العاصمة موسكو، يرافقه وفد رسمى رفيع المستوى يضم وزراء الخارجية، والنقل، والتجارة والصناعة، والكهرباء، بالإضافة إلى عدد من رجال الدولة. وقد استهل الرئيس نشاطه فى موسكو أمس بلقاء رئيس المفوضية الاقتصادية للاتحاد الأوراسى تيجران سركسيان، لبحث توقيع اتفاقية تجارة حرة بين مصر والاتحاد الأوراسى، ويضم الاتحاد الأوراسى الذى تأسس فى 29 مايو 2014، خمس دول، هى: روسيا وبيلاروسيا وقيرغيزستان وكازاخستان وأرمينيا. ويستعرض «سركسيان» خلال اللقاء - الذى يبدأ مع مثول الجريدة للطبع- المزايا والفرص المتاحة من إبرام اتفاق تجارة حرة بين مصر والاتحاد الأوراسى، وأثرها على حركة التبادل التجارى بين الجانبين. وأشارت دراسة أعدتها مفوضية الاتحاد الأوراسى إلى أن حجم التبادل التجارى سيتضاعف من ثلاثة إلى أربعة أضعاف فى حالة إبرام اتفاقية تجارة حرة. من جانبه، صرح السفير بسام راضى بأن الرئيس السيسى سيلتقى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين غدا بمدينة سوتشى فى قمة ستشهد بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وروسيا على جميع الأصعدة، فضلاً عن مواصلة التشاور والتنسيق المكثف حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وذلك فى إطار الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا وحرص البلدين على تعزيزها ودفعها للأمام. وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس السيسى سيلتقى اليوم رئيس الوزراء الروسى «دميترى ميدفيديف» وكذا كبار المسئولين الروس، للتباحث حول تدعيم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، بما يلبى طموحات الشعبين الصديقين. وأكد راضى أنه من المقرر أن يلقى الرئيس كلمة تاريخية اليوم أمام مجلس الفيدرالية الروسى بموسكو، وهو الغرفة الأعلى فى البرلمان الروسي، مشيرا إلى أن هذه ستكون المرة الأولى التى يلقى فيها رئيس دولة أجنبية كلمة أمام مجلس الفيدرالية الروسي، وأوضح أن زيارة الرئيس لمجلس الفيدرالية الروسى تأتى فى إطار جهود تعزيز العلاقات البرلمانية والشعبية بين مصر وروسيا، وأن كلمة الرئيس اليوم ستلقى الضوء على الجهود الكبيرة التى تقوم بها مصر فى مجال مكافحة الارهاب، وأيضا سبل إنهاء الازمات التى تمر بها دول المنطقة من خلال الحلول الدبلوماسية، وكذلك استعراض الفرص الاستثمارية الواعدة التى تتميز بها مصر، خصوصا فى منطقة قناة السويس، وأيضا جهود وعودة حركة السياحة بين البلدين الى طبيعتها، واستئناف رحلات الطيران المباشر الى مدينتى شرم الشيخ والغردقة. ووفقا لدراسة المفوضية الاقتصادية للاتحاد الأوراسى فإن حجم التبادل التجارى بين الجانبين المصرى والروسى سيرتفع من 3.5 مليار دولار خلال عام 2015 إلى نحو 15.7 مليار دولار بعد إبرام اتفاق تجارة حرة بين مصر والاتحاد الأوراسى. ويهدف الاتحاد الأوراسى إلى ضمان حرية انتقال السلع والخدمات ورءوس الأموال والأيدى العاملة بين الدول الأعضاء وتنسيق السياسات الاقتصادية بينهم، وترجع فكرة انشائه الى عام 2010 عندما تم تأسيس الاتحاد الجمركى بين روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان، وفى 18 نوفمبر 2011 اتفق رؤساء الدول الثلاث على اتخاذ خطوة جديدة فى اتجاه التكامل الاقتصادى وذلك بإنشاء مجال اقتصادى موحد، وفى 1 يناير 2012 بدأ تفعيل 17 اتفاقية فى هذا المجال، مع إنشاء اللجنة الاقتصادية الأوراسية. وفى مارس 2012 وخلال جلسة مجلس الاتحاد الاقتصادى الاوروأسيوى تم الاتفاق على إنشاء الاتحاد الاقتصادى الأوراسى. وفى 29 مايو 2014 تم فى أستانا عاصمة كازاخستان التوقيع بين رؤساء كل من روسيا وكازاخستان وبيلا روسيا على انشاء الاتحاد الاقتصادى الاوراسى ودخلت الاتفاقية حيز التنفيذ فى أول يناير 2015.