خيمت أمس أجواء تشاؤمية على البورصات العالمية عقب يوم مظلم فى وول ستريت هبطت خلاله الأسهم الأمريكية بشكل مفاجئ لأدنى مستوياتها منذ 8 أشهر، فى الوقت الذى اعتبر فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب هبوط سوق الأسهم فى الولاياتالمتحدة «تصحيح طال انتظاره»، وانتقد مجددا البنك المركزى الأمريكى وسياسته فى رفع أسعار الفائدة. وقال ترامب للصحفيين قبل حشد سياسى فى بنسلفينيا: «فى واقع الأمر إنه تصحيح ظللنا ننتظره طويلا، لكننى لا أوافق فى الحقيقة على ما يفعله مجلس الاحتياطى الفيدرالى» . وتابع : «أعتقد أن مجلس الاحتياطى الفيدرالى قد جن جنونه». وكان ترامب قد أعرب فى سبتمبر الماضى عن أسفه لقرار الاحتياطى الفيدرالى رفع أسعار الفائدة، مخالفاً بذلك تقليد الامتناع عن التعليق على تصرفات البنك المركزى حفاظاً على استقلالية المؤسسة النقدية. وقال فى مؤتمر صحفى وقتذاك «أنا أفضل بدلا من ذلك خفض الدين العام أو القيام بأشياء أخرى، كاستحداث المزيد من الوظائف، لهذا السبب أنا أشعر بالقلق من حقيقة أنهم يحبون، على ما يبدو، رفع أسعار الفائدة». وتأتى تصريحات ترامب عقب ساعات من أسوأ جلسة شهدتها البورصات الأمريكية منذ فبراير الماضي، حيث هبط مؤشر داو جونز الصناعى بنسبة 3و15%، بينما كان قدوصل إلى مستوى قياسى قبل 8 أيام. أما مؤشر ناسداك فخسر 4٫08% ، فيما هوى مؤشر ستاندرد آند بورز 3٫29%.ويرجع هذا الهبوط إلى ارتفاع العائد على السندات الأمريكية ،مما دفع المستثمرون إلى العزوف عن الأصول التى بها مخاطرة، وهو ما أضر بأسهم قطاع التكنولوجيا بشدة على وجه الخصوص. ورغم حالة الهلع التى انتابت المستثمرين بعد ذلك الهبوط الحاد، أكد البيت الأبيض أن العوامل الأساسية فى الاقتصاد الأمريكى ما زالت قوية وأن مستقبل اقتصاد البلاد مشرق. وقالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض فى بيان إن «البطالة عند أدنى مستوى فى 50 عاما، وجرى تخفيض الضرائب للأسر والشركات، وجرى تخفيف اللوائح والروتين الحكومي». ومن جانبه، قال مسئول كبير فى البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكى تلقى إيجازا بشأن هبوط سوق الأسهم.وقال المسئول وفقا لبيان تلته شبكة «سي.إن.بي.سي» الإخبارية : إن «هذا تصحيح لسوق متصاعدة الأسعار، وهو أمر صحى على الأرجح وسيمر، وما زال الاقتصاد الأمريكى قويا». وفى غضون ذلك، ألقت الصدمة التى تلقتها الأسهم الأمريكية بظلالها السلبية على السوق العالمية ، حيث زاد أمس المؤشر «في.آي.إكس» «مؤشر الخوف» فى وول ستريت - الذى يقيس توقعات تقلبات سوق الأسهم - 44% إلى 22،96 وهو أعلى مستوياته منذ أبريل الماضي. كما تراجعت الأسهم الأوروبية لأدنى مستوياتها فى أكثر من 20 شهرا بعد هبوط وول ستريت، فى الوقت الذى أثارت فيه المخاوف بشأن ارتفاع عوائد أدوات الخزانة الأمريكية عمليات بيع واسعة للأصول عالية المخاطر، فيما أغلق مؤشر نيكى اليابانى منخفضا عند أدنى مستوى فى شهر، وتكبد أكبر هبوط يومى منذ مارس الماضي. وهبط أيضا مؤشر الدولار، الذى يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، 0و25 % مسجلا 95و27 فيما ارتفع الين إلى 112و19 للدولار وهو أعلى مستوياته منذ بداية الشهر الحالي، مدعوما بالعزوف عن المخاطرة فى أعقاب تحذيرات من صندوق النقد الدولى بشأن النمو العالمى والاستقرار المالي.