يكشف د. أمين فى هذا الكتاب الحقائق الكامنة فى مبادئ هذا العلم، والأفكار الحاكمة له، و أنها نتاج ظروف عصر الثورة الصناعية، وأن هذا العلم الآن يحمل الملامح التى كانت له فى نشأته الأولى، وفيه يقدم دراسات اقتصادية مستفيضة منها فصل حول «التحيز فى العلم » وفيه يثبت أن الناس متحيزون بطبعهم لأن للإنسان مشاعر تؤثر على قراراته ولاعتناق الأيديولوجيات كمسلمات لا تقبل المناقشة، وهذا عنده أمر طبيعي وليس عيباً. وعن «التحيز فى علم الاقتصاد» يوضح العوامل التى أسهمت فى ظهوره وتطوره حتى صار إلى واقعه الحالى . وأما حديثه عن السكان فنقد فيه الاقتصادى البريطانى توماس روبرت لأنه كتب مقالا طالب فيه ببقاء الثروة بيد الأغنياء، وتحجيم الأجور وجعلها عند حد الكفاف، وهاجم النمو السكانى مدعيا انه سبب الفقر. وعن «الناتج القومى والعمالة» تحدث عن أن «النظرية الكلية» تكون دائما خاضعة للظروف السياسية وليس العكس، موضحا انه مع الثورة الصناعية نادى الاقتصاديون بضرورة عدم تدخل الدولة فى السوق، لكنهم بعد أزمة الكساد الاقتصادي الكبير دعوا إلى ضرورة تدخل الدولة لكن هذا التوجه تراجع مرة أخرى مع وجود وسيطرة الشركات متعددة الجنسيات. وينتقد د.أمين فى فصل «توزيع الدخل» الأفكار الرأسمالية لأنها تنادى بضرورة سيطرة الرأسماليين على الثروة وأن الفقراء هم المسئولون عن فقرهم!. موضحا أن المشكلة فى الحقيقة متعلقة بعدم التوزيع العادل والمنصف للدخل. ويكشف أمين الأقنعة فى فصل «التنمية الاقتصادية» عن النظريات التى حاولت إقناع الدول الفقيرة بأن ما تمر به من ظروف صعبة ما هو إلا مرحلة مؤقتة في عملية النمو؛ لأن الحقيقة أن هذه الدول لم تصل إلى النمو حتى الآن، بل على العكس أصبحت أوضاعها أسوأ.