طوال سنوات عمره الذى لم تتعد اثنتين وثلاثين سنة، كان طارق يناطح الأفكار ولكن كثيرا ما كانت تخيب ظنونه لكنه تحدى إلى أفكار أكثر جرأة وإقدام، فلم يعرقله عدم حصوله على شهادة، فقد التحق بكورسات فى مجال تصميم الجرافيك وسافر للعمل به حتى ضاق عليه الخناق وتضاءلت فرص سوق التصميم، فتجول فى أعمال عديدة وذاق الأمرين فى تجربة غربته التى جعلت حياته تتبدل تماما. كانت أولى أفكاره عمل ثلاجة لبواقى الطعام لإطعام المحتاجين وبدأها بلف بواقى طعامه هو وزملاؤه وتخزينه فى جو رطب حتى ولو بوضع زجاجة مياه مثلجة عليه وتداول الفكرة رجال أعمال نفذوها فى إحدى المدن ثم دعا إلى تنفيذ تلك الفكرة على نحو مصغر حيث يقيم بالقاهرة. وقفز طارق لفكرة مغايرة لكل ما سبق بالتجوال بسيارته للعمل «دليفرى» لغسيل سيارتك على باب بيتك، فيبدأ عمله من الثانية عشرة ظهرا إلى مثيلتها ليلا، متجولا بين عملائه المشتركين فى الخدمة شهريا، وقد نجح فى الحفاظ عليهم بأخلاقه الدمثة وسمعته الطيبة وأسعاره المناسبة وهو الآن يطمح بتطوير عمله بشراء ماكينة شفاط للتنظيف ولوازم غسيل السيارات من الداخل كما يأمل بتعميم عمله فى كل المدن المصرية. ومع كل ذلك وهو فى معمعة عمله، يحاول استقطاع وقت للانتهاء من روايته «الكفيل وأنا» التى يسرد فيها تجربته فى الغربة وما تعرض له من صدمات حولها بإرادته إلى طاقة إيجابية لأفكار جديدة يمكن أن «تجيب همها».