فى صدام جديد بين صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية والرئيس دونالد ترامب، كشفت الصحيفة عن أن ترامب ليس عصاميا كما يدعى أو يصور نفسه دوما لمؤيديه، بل إن ثروته مبنية على الكثير من المناورات سمحت له بالتهرب من الضرائب، فضلا عن حصوله على أكثر من 400 مليون دولار من والديه كهبات. وقالت «نيويورك تايمز»، فى مقال نشرته أمس الأول على موقعها الإلكتروني، بناء على بيانات ضريبية ووثائق مالية سرية، أن ترامب يحصل منذ أن كان فى الثالثة من العمر على مائتى ألف دولار سنويا، وفقا للسعر الحالي، كعوائد لإمبراطورية والده فريد ترامب العقارية. وأشارت إلى أن ترامب أصبح مليونيرا لدى بلوغه الثامنة من عمره ، وليس عصاميا كما يصف نفسه دوما فى كتبه، مثل كتاب «فن التفاوض» الأكثر رواجا. وأوضحت الصحيفة أن القيمة الإجمالية لهذه الواردات تعادل اليوم نحو413 مليون دولار، مؤكدة أن جزءا من هذه الأموال التى حصل عليها ترامب قد يكون جاء عن طريق تهرب ضريبى ، حيث أنشأ مع إخوته شركة وهمية هدفها الوحيد إخفاء هبات والدهم. ونوهت إلى أن ترامب ربما ساعد والده فى الاستفادة دون حق من خفض ضرائب بملايين الدولارات عبر تخفيض تقديرات قيمة عقارات والده لخفض الضرائب المترتبة عليها بمجرد انتقالها إلى الأبناء. وذكرت «نيويورك تايمز» أن أبناء فريد ترامب حصلوا فى المجموع «على مبلغ أكبر بكثير من مليار دولار» من والديهم، وأضافت أنه، وفقا لنسب الضرائب المطبقة على التركات فى ذلك الحين، فكان يتعين عليهم دفع 55 % من إجمالى التركة أى نحو550 مليون دولار، وليس 52٫2 مليونا فقط كما دفعوا حينها. من جانبها، نفت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض اتهامات «نيويورك تايمز»، قائلة إنه «من المحزن أن نشهد هجمات كاذبة من صحيفة فاشلة»، معتبرة أنه «منذ عقود دققت مصلحة الضرائب فى هذه الصفقات ووافقت عليها». كذلك، وصف تشارلز هاردر محامى ترامب المعلومات المنشورة بأنها «خاطئة بنسبة 100%، وتشهيرية إلى حد كبير»، مضيفا أنه لم يحدث احتيال أو تهرب ضريبى من أى شخص، مؤكدا أن ترامب «لم يشارك شخصيا فى الإجراءات المتعلقة بميراث والده حيث شارك بها أفراد آخرون فى عائلته حينها». فى المقابل، فتحت مصلحة الضرائب بولاية نيويورك تحقيقا فى ثروة ترامب ، للتأكد من مدى صحة المعلومات التى نشرتها الصحيفة الأمريكية، وقال الناطق باسم مصلحة الضرائب إنه «سيتم استعراض الاتهامات الواردة فى مقال نيويورك تايمز، ودراسة كل الفرضيات الممكنة للتحقيق». وتقول «نيويورك تايمز» إنها أطلعت على مئات البيانات الضريبية لفريد ترامب وشركاته فى إطار تحقيقها، إلا أنها لم تتمكن من الإطلاع على بيانات الرئيس نفسه لأنه يرفض نشرها حتى الآن، وتعد الشركة القابضة التى تضم المصالح المالية لترامب المعروفة باسم «منظمة ترامب» شركة عائلية لا تنشر نتائج أعمالها أيضا، ومنذ تولى دونالد ترامب الرئاسة، يديرها ابناه إيريك ودونالد ترامب الابن.