أعلن معهد كارلونيسكا المانح لجائزة نوبل في الطب عن فوز كل من الأمريكي جيمس اليسون والياباني تاسوكو هونجو بجائزة هذا العام نظير قيامهما بأبحاث علمية لرصد المركبات التي تقاوم الجهاز المناعي عن مهاجمة الأورام. وقد اكتشف بروفيسور هونچو «بروتين» جديدا يعمل أيضا علي حدوث إصابات في الجهاز المناعي بينما قام بروفيسور أليسون أستاذ ورئيس قسم العلاج المناعي بمركز إم دي أندرسون لأبحاث وعلاج السرطان باكتشاف جزيء بروتيني آخر كان له دور مهم في وضع نتائج الأبحاث العلمية وترجمتها إلي صناعة أدوية جديدة تسهم بدور كبير في العلاج المناعي للأورام. ويقول د. عبد الرحمن ذكري وكيل المعهد القومي للأورام إن العلاجات المناعية تمثل طفرة مهمة في علاجات الأورام وذلك لتعدد طرق العلاج الممكن في التغلب علي الأورام خاصة بعد ما تم رصد المركبات الكيميائية التي تفرزها الخلايا السرطانية وتؤدي لخمول الجهاز المناعي والحد من مهاجمته لها وبالتالي توصلت المراكز البحثية للتغلب علي بعض أنواع الأورام السرطانية إما بإعادة برمجة الخلايا المناعية للمريض وحقنها من جديد في الجسم أو بابتكار أدوية لتحفيز الجهاز المناعي لمهاجمة الأورام أو علاجات دوائية تقوم بمهاجمة الأورام ويوضح أنه لحداثة هذا المجال العلاجي فهناك العديد من الدراسات السريرية التي تجري في مختلف دول العالم أملا في الوصول لعلاجات مناعية أعلي كفاءة مما هو متاح اليوم وفي مصر هناك أكثر من تجربة سريرية لمحاربة أورام الدم والرئة والكلي. حيث يمكن للمراكز البحثية أن يكون لها دور في دعم هذا النوع من الدراسات خاصة أن المشكلات الحالية لتطبيق هذه العلاجات هي تكلفتها المرتفعة وطول مدة البرنامج العلاجي وبالتالي هناك فرص كبيرة أن نسهم في مثل هذه البحوث المتقدمة. وتقول د. نجوي البدري أستاذ ومدير مركز التميز لأبحاث الخلايا الجذعية بمدينة زويل ان الدراسات أثبتت كفاءة هذه التقنية في التغلب علي أنواع من الأورام المستعصية مثل بعض أنواع سرطان الجلد والدم والتي تنتشر سريعا في الجسم ويصعب السيطرة عليها. وأضافت أن هذا المجال البحثي جديد وفي مدينة زويل يتم إجراء بحوث لابتكار علاجات مناعية للتغلب علي أورام الكبد وكذلك نوع من أورام الخلايا العصبية التي تصيب الأطفال ونأمل أن تتكاتف كل مؤسسات الدولة لإتاحة المركبات الكيميائية والبيئة الداعمة للباحثين كي يجروا أبحاثهم بنفس السرعة والمعدل الذي يحدث في دول العالم دون أن تقف في طريقهم المعوقات البيروقراطية. وتقول د. ابتسام سعد الدين أستاذ الأورام بطب القاهرة إن هذه الأبحاث في مجال العلاج المناعي تسهم بالفعل في إتاحة علاجات لم تكن موجودة من قبل لأنواع مختلفة من الأورام السرطانية، فخلال السنوات الأخيرة تم اعتماد العديد من العلاجات المناعية لعلاج بعض أنواع لأورام الرئة والمثانة وسرطان الدم والأورام الليمفاوية. ووفقا للدراسات السريرية والنتائج الإحصائية فإن نسب الاستجابة وتحسين نوعية الحياة باستخدام العلاجات المناعية أفضل في التغلب علي بعض الأورام السرطانية بالمقارنة بالعلاجات التقليدية مثل العلاج الكيمياوي والإشعاعي كما أن بعض هذه العلاجات تم اعتمادها من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية ومن المتوقع أن تظهر أدوية أخري خلال السنوات القليلة المقبلة. وتشير إلي أن العقبة الكبري التي تواجه مرضي الأورام في الدول النامية والمتقدمة علي حد سواء هي الارتفاع الشديد في أسعار هذه العلاجات حيث لا يمكن للمريض أن يحصل علي مثل هذه العلاجات إلا إذا كان مؤمنا عليه أو تم إدراجه ضمن بحوث التجارب السريرية.