يقع على كاهل المعلم والاخصائى الذين يتعاملان مع طلاب الدمج داخل المدارس مسئولية كبيرة، فهما المسئولان مسئولية كاملة عن تأهيل هؤلاء التلاميذ داخل الفصل الدراسى خاصة الطلاب الذين يعانون اضطراب التوحد، ومتلازمة اسبرجر، وفرط الحركة ونقص الانتباه. ومن المعروف أن كل طفل من ذوى اضطراب التوحد لديه احتياجات وقدرات فردية، وبناء عليه سيكون لزاما على المعلم والاخصائى توفير ملف لكل تلميذ موضحاً حالته بالتفصيل، بالإضافة إلى الاستراتيجيات التدريسية الملائمة والوسائل التعليمية المناسبة له، لكى يستطيع التعامل معهم بأسلوب علمى. ويجب على المعلم أو الأخصائى أن يدرك أن محاولة تأهيل الطفل ذى اضطراب التوحد للتأقلم خلال اليوم الدراسى محفوفة بالمخاطر، لارتباطه بالتحديات المرتبطة بخصائصه الفريدة، التى قد تؤدى به إلى القلق أحيانا، والإجهاد فى كثير من الأوقات، وأضف إلى ذلك أن سلوك الأطفال ذوى اضطراب التوحد قد تميل إلى سلوك الرفض والعناد وعدم تنفيذ التعليمات، وهذا بسبب ما يتعرضون له من مشاعر القلق والإحباط والحساسية العالية. وهذا يستلزم من المعلم ضرورة مراقبة سلوك هؤلاء الطلاب للتعرف على بداية توقيت شعوره بالقلق أو الإحباط حتى يتمكن من تقديم الدعم اللازم والمناسب. ولذلك يجب على المعلم استخدام الأعمال الروتينية التى يتعود عليها هؤلاء التلاميذ والتى تكون محببة لديهم، واستخدام المعينات ووسائل الدعم البصرية لمساعدتهم على فهم ما يقومون به من أعمال روتينية يومية بشكل أفضل، كما يجب التواصل معهم بشكل سهل وبسيط، وإعطاؤهم الوقت الكافى لمعالجة المعلومات، واستخدام القصص الاجتماعية لفهم وتنمية مهارات التواصل الاجتماعى. ومن أهم الأشياء التى يجب أن يركز عليها المعلم خلال تعامله مع هؤلاء التلاميذ هو جعل البيئة المدرسية أكثر راحة داخل وخارج الفصل الدراسى مثل تقليل الضوضاء من حولهم داخل الفصل حتى لا يضع يديه على أذنيه، وضبط وإدارة الصف بكفاءة، وإذا كان التلميذ غير قادر على التحدث حول موقف تعليمى، فقد يكون من المفيد استبدال التحدث بالرسم كوسيلة من وسائل التعبير والتواصل.