بعد احداث 25 يناير شعر الشعب المصرى بالقلق والخوف فى نفس الوقت، فالقلق كان فى كل لحظة لا أحد يعلم ماذا سيحدث فى الشارع أو فى العمل، أما الخوف فكان على الأهل والأبناء بعد انعدام الأمان فى ظل غياب الشرطة المصرية عن المشهد، وفى ظل انسحاب تكتيكى من الشارع فى وقت كانت المؤامرات تحاك بشدة ضد هذا الامن المصرى بصفة عامة. وعلى الرغم من الانسحاب من الشارع لفترة فإن رجال الشرطة الذين حملوا أكفانهم على أيديهم وشاهدنا العديد من الجرائم التى ارتكبت فى حق ضباط وجنود من رجال الشرطة، بل تلفيق الاتهامات لهم، ولكنهم أيضا كانوا يستعدون للعودة الى الشارع المصرى لتحقيق الامن والأمان مرة أخري. إننى أشبه ما حدث للشرطة المصرية بما حدث مع الجيش المصرى فى حرب 67 من تدمير للأسلحة وانتكاسة لدى جميع الأفراد إلا أن المعدن المصرى كما ظهر فى حرب اكتوبر واستعادت القوات المسلحة قدرتها وانتصرت، أيضا استطاعت الشرطة أن تعود وبسرعة غير مسبوقة، رغم تدمير آلاف السيارات والمدرعات وسرقة السلاح المنظمة من قبل الجماعات الإرهابية والبلطجية، وحرق معظم الأقسام على مستوى الجمهورية، وكانت الرغبة الحقيقية لجماعة الإخوان الارهابية وأنصارهم بعدم عودة الشرطة المصرية الى قوتها وسيطرتها، الا أنها بعزيمة أبنائها المخلصين استطاعت ان تعود لتحارب الارهاب جنبا الى جنب مع الجيش، وليست تلك حربها الوحيدة، ولكنها حاربت تجارة المخدرات وقضت على البلطجة، وأعادت الأمن والأمان للشارع المصري، وكشفت خلايا إرهابية عديدة. الشرطة والجيش هما وجهان لعملة واحدة وهى حب الوطن والتضحية والفداء فى سبيله، ولذا وجه التشابه بينهما كبير حتى فى العودة والانتصار. لمزيد من مقالات ◀ جميل عفيفى