بعد يوم من الزلزال المدمر الذى ضرب إندونيسيا بقوة 7.5 درجة بمقياس ريختر وموجات المد العاتية «تسونامي» التى أعقبته، تكشف حجم الدمار والكارثة بسقوط مئات القتلى والجرحى وتعثر جهود الإنقاذ، وسط توقعات بأنه تسبب فى محو قرية صيادين كاملة من على وجه الأرض. وذكرت السلطات الإندونيسية أن ما لا يقل عن 384 شخصا لقوا حتفهم وكثيراً منهم جرفته الأمواج العاتية أثناء وجودهم على الشاطئ، بعدما ضرب الزلزال وموجات تسونامى جزيرة سولاويسي. وكان المئات تجمعوا لحضور مهرجان على شاطئ مدينة بالو أمس الأول عندما اجتاحت أمواج وصل ارتفاعها إلى ستة أمتار المدينة وقت الغروب لتجرف الكثيرين وتدمر كل ما فى مسارها. وقال سوتوبو بورو نوجروهو المتحدث باسم الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث للصحفيين فى جاكرتا «عندما أطلقنا الإنذار من أمواج المد العاتية، كان الناس ما زالوا يمارسون أنشطتهم على الشواطئ ولم يفروا على الفور وأصبحوا ضحايا». وأضاف: «لم تكن أمواجا فقط إذ أنها جرفت السيارات والأشجار والمنازل واجتاحت كل شيء على الأرض». الناجون من الزلزال يفترشون الأرض خارج مطار بالو وقال نوجروهو إن بعض الأشخاص تسلقوا الأشجار بارتفاع ستة أمتار للفرار من أمواج المد ونجوا. وأوضحت لقطات مصورة عرضتها محطات تليفزيون محلية المياه وهى تسحق المنازل بطول الشريط الساحلى لبالو وتبعثر حاويات الشحن وتغمر مسجدا فى المدينة. وقال نوجروهو إن أمواج المد وصلت سرعتها إلى 800 كيلومتر فى الساعة ودمرت مبانى وبنية تحتية. واستمرت الهزات الارتدادية القوية صباح أمس فى المدينة السياحية، ووصف نوجروهو الدمار بأنه «شامل» بعد انهيار آلاف المنازل والمستشفيات والمراكز التجارية والفنادق ومراكز التسوق. وجرفت المياه أحد الجسور بينما انقطع الطريق الرئيسى المؤدى إلى بالو بسبب انهيار أرضي. وقال إن السلطات عثرت أيضا على جثث وسط انقاض المبانى المنهارة، مضيفا أن 540شخصا أصيبوا إلى جانب فقد 29 شخصا. وتابع أن شدة الزلزال كانت أعلى بكثير فى بلدة دونجالا الأقرب لمركزه، مضيفا أنهم يتوقعون أن يكون الضرر هناك أعلى بكثير لكنهم ما زالوا عاجزين عن الاتصال بالبلد. وكانت وكالة الأرصاد والجيوفيزياء الإندونيسية قد أصدرت إنذارا من أمواج المد العاتية بعد الزلزال لكنها رفعته بعد 34 دقيقة. وثارت انتقادات واسعة للوكالة لعدم تحذيرها من أمواج المد التى ضربت بالو، لكن المسئولين قالوا إن الأمواج كانت وصلت بالفعل وقت صدور الإنذار. ومن جانبه، قال ويرانتو وزير الأمن الإندونيسى لمحطة «تي.في.ون» التليفزيونية إن الجيش بدأ بإرسال طائرات تحمل مواد إغاثة من العاصمة جاكرتا. وظل مطار المدينة مغلقا بعدما دمر الزلزال المدرج وبرج التحكم لكن مسئولين قالوا إنهم أعادوا فتح المطار. ومن المقرر أن يزور الرئيس جوكو ويدودو مراكز الإيواء فى بالو اليوم. وبالتزامن مع كارثة زلزال إندونيسيا، ضرب إعصار قوى جزيرة أوكيناوا بجنوب غرب اليابان موقعا 17 جريحاً ومن المتوقع أن يتسبب بأضرار أكبر مع مواصلة طريقه عبر الأرخبيل حتى غد. وذكرت السلطات اليابانية أنه من المتوقع أن يصل الإعصار «ترامي» الذى ترافقه رياح تصل سرعتها إلى 216كلم فى الساعة إلى جزيرة هونسو اليوم، متسببا بأمطار غزيرة فى العديد من المناطق.
ومصر تعزى فى الضحايا كتب محمد حجاب أعربت مصر أمس عن خالص التعازى فى ضحايا الزلزال والتسونامى اللذين ضربا جزيرة سولاويسى بإندونيسيا. وأعربت مصر، فى بيان صادر عن وزارة الخارجية، عن ثقتها بتجاوز إندونيسيا تلك المحنة فى أسرع وقت ممكن. وأكدت وقوفها حكومة وشعبا مع حكومة وشعب إندونيسيا الصديق.