ترامب: أمنح لقائي مع بوتين في ألاسكا تقييم 10 على 10    مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة| مواجهة الزمالك ضد المقاولون.. وظهور برشلونة ومانشستر سيتي    القبض على التيك توكر علاء الساحر لظهوره فى مقاطع فيديو يعتدى على أشخاص    مهرجان العلمين الجديدة.. مروان بابلو يختتم حفله بفقرة الألعاب النارية وسط تفاعل الجمهور    سعر اليورو اليوم السبت 16 أغسطس 2025.. كم سجل أمام الجنيه المصري في البنوك؟    أسعار الفراخ اليوم السبت 16-8-2025 بعد الارتفاع الجديد وبورصة الدواجن الرئيسية الآن    السيسي يوافق على ربط موازنة الهيئة الوطنية للإعلام لعام 2025-2026    عيار 21 الآن بالمصنعية.. سعر الذهب اليوم في مصر السبت 16-8-2025 بعد الهبوط الكبير    بعد حريق محطة سلوا، عودة الكهرباء إلى أكثر من نصف مساكن إدفو في أسوان (صور)    موعد إجازة المولد النبوي الشريف لعام 2025 في مصر    ترامب: تطلع أمريكي روسي لوقف حرب أوكرانيا.. واتفقت مع بوتين على معظم النقاط    المستشار الإعلامي للأونروا: مصر لا تتأخر في تقديم المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة    ترامب بعد لقائه بترامب: أحرزنا تقدما إلا أننا لم نتمكن من التوصل لاتفاق نهائي    هل كتبت انتخابات الشيوخ نهاية الأحزاب ذات المرجعية الدينية؟ صبرة القاسمي يجيب    «امتلك 3 حراس».. تعليق ريبيرو بعد خطأ شوبير في مباراة فاركو    صلاح يقود ليفربول للفوز على بورنموث برباعية في افتتاح الدوري الإنجليزي    أول تعليق من مدرب فاركو بعد الخسارة أمام الأهلي    تنسيق الجامعات 2025، خطوات التقدم للالتحاق ببرامج الساعات المعتمدة بآداب القاهرة    «الجو هيقلب».. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم: أمطار ونشاط رياح    إخلاء سبيل صاحب فيديو المتحف المصري الكبير    عمر طاهر عن الأديب الراحل صنع الله إبراهيم: لقاءاتي معه كانت دروسا خصوصية    حلا شيحة تفاجئ جمهورها ب إطلالة محتشمة في أحدث ظهور.. ماذا قالت؟    حظك اليوم وتوقعات الأبراج    فريق "واما" يشعل حفل "رأس الحكمة" بحضور نجوم الفن ويحتفل بعيد ميلاد تامر حسني (صور)    اليوم، انطلاق تصفيات مسابقة "دولة التلاوة" ووزير الأوقاف يقرر بثها على 4 قنوات    أنت ميزان حرارة طفلك.. متى تصبح حرارة الرضيع حالة طارئة تستدعي التدخل الطبي الفوري؟    الصحة تخصص خطا ساخنا لمعرفة أماكن توفير تطعيم السعار    ترامب يغادر ألاسكا بعد قمته مع بوتين    "رقم مميز للأهلي".. 4 حقائق من اليوم الثاني للجولة الثانية بالدوري المصري    بوتين يدعو كييف والقادة الأوروبيين إلى عدم عرقلة "التقدم الناشئ"    حيل ذكية لتخفيف الغثيان في الشهور الأولى من الحمل    بالأسماء.. تفاصيل إصابة 10 أشخاص من أسرة واحدة باشتباه تسمم جنوب المنيا    محمد معيط يشارك في عزاء وزير التموين الأسبق علي المصيلحي    ريبييرو: الفوز على فاركو خطوة مهمة لمواصلة انتصارات الأهلي في الدوري    بوتين يفتتح المؤتمر الصحفي في قمة ألاسكا    «مرسال» يعلن إطلاق مبادرة الإستثمار الزراعي في كينيا    السيطرة على حريق بمحطة كهرباء الحصايا بأسوان    عبيدة تطرح فيديو كليب أحدث أغانيها «ضحكتك بالدنيا»    جريئة ومُبهجة.. بالصور أجمل إطلالات النجمات في المصيف    مصرع طفل غرقا في حمام سباحة ببني سويف    مفاجآت في قائمة الزمالك لمواجهة المقاولون العرب    صلاح يسجل..ليفربول يهزم بورنموث برباعية في افتتاحية الدوري الإنجليزي    ب«الجبنة القريش والبطاطس».. طريقة تحضير مخبوزات شهية وصحية (خطوة بخطوة)    القانون يحدد ضوابط العلاوة التشجيعية للموظفين.. إليك التفاصيل    تنسيق المرحلة الثالثة 2025 علمي علوم ورياضة.. كليات ومعاهد متاحة والحد الأدنى 2024    ليفربول يدين الهتافات العنصرية ضد مهاجم بورنموث    بعد تصديق الرئيس.. القانون يمد خدمة المعلمين المتقاعدين لمدة 3 سنوات    «لو بتكح كتير».. تحذير قد يكشف إصابتك بمرض رئوي خطير    بعد ساعات.. غلق كلي ب كوبري الجلاء في الاتجاهين لمدة 3 ساعات    قرار هام من التريبة والتعليم حول تظلمات الدفعة الثانية ل 30 ألف معلم    وكيل صحة المنوفية يوضح حقيقة سقوط أسانسير مستشفى بركة السبع    أخبار 24 ساعة.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة "دور ثانى" غدا    تليفزيون اليوم السابع يستعرض أبرز ما يميز النسخة المطورة من تطبيق مصر قرآن كريم.. فيديو    وزير الأوقاف السابق: إذا سقطت مصر وقع الاستقرار.. وعلينا الدفاع عنها بأرواحنا (فيديو)    وزير الأوقاف يختتم زيارته لشمال سيناء بتكريم 23 شابا وفتاة من حفظة القرآن الكريم بقرية 6 أكتوبر بمركز رمانه (صور)    خطيب الأزهر يحذر من فرقة المسلمين: الشريعة أتت لتجعل المؤمنين أمة واحدة في مبادئها وعقيدتها وعباداتها    خطيب المسجد الحرام: الحر من آيات الله والاعتراض عليه اعتراض على قضاء الله وقدره    حكم من مات في يوم الجمعة أو ليلتها.. هل يعد من علامات حسن الخاتمة؟ الإفتاء تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دايرة الضوء
الإدمان قضية وطن وليس مشكلة أسرة
نشر في الأهرام اليومي يوم 24 - 08 - 2012

وللحديث بقية مادام في العمر بقية ‏ ليس معني أننا لا نري مشكلة أنها لا ترانا أو أنها ليست موجودة‏...‏ حقيقة نتفق عليها في بداية الكلام لأجل أن نري بحق وعن حق الواقع الذي نعيشه كما هو وليس الوهم الذي نتخيله ونضحك به علي أنفسنا‏...‏ الواقع أننا كأفراد وشعب وحكومة.. نستسهل الأمور ولا نبالي بمستصغر النار لنفاجأ بمستكبر الدمار...
إن ظهرت مشكلة لا نعيرها اهتماما ونتعمد ألا نهتم وألا نراها أو حتي نتذكرها وكأن تجاهلها وعدم رؤيتها يعني أنها لم تحدث أصلا أو انتهت ورحلت عنا.. والحقيقة أن المشكلة موجودة وليتها علي نفس حجمها الصغير وقت حدوثها إنما كبرت ونمت وتضخمت وتوحشت وما كان أمرا مقدورا عليه أصبح صعبا وربما مستحيلا...
علينا أن نعترف بأننا أنفسنا مشكلة فكيف لنا أن نواجه أي مشكلة؟. مشكلة صنعتها سلوكياتنا وثقافتنا.. المستمدة من منظومة مجتمعية فاشلة..
أسرة تلهث وراء لقمة العيش وانشغالها شغلها عن الملاحظة والتوجيه والمتابعة.. ومدرسة لم يبق منها إلا اسمها لأن المعلم اغتلناه ماديا ودفعناه للدروس فاغتلناه معنويا ففقدناه تربويا وضاع الطفل ما بين البيت والمدرسة.. لا توجيه ولا تربية ولا تعليم في البيت أو المدرسة والسلوكيات والثقافة يكتسبها من المجتمع وفاقد الشيء لا يعطيه لأن المجتمع هو الأسرة والمدرسة والإعلام والسينما وكل ما يعيش معنا وحولنا والجميع لم يحصل علي شيء سواء من الأسرة أو من المجتمع...
من هنا ظهرت ثقافة المواربة لا المواجهة وهي اختراع لا يستند إلي نظريات علمية إنما قائم علي نظرية دفن المشكلة وليس استئصالها!. المسئول لماذا يوجع دماغه في حل مشكلة.. تتطلب تفكيرا وجهدا وربما يخطئ لأنه يعمل وربما يحاسب.. طيب لماذا يجهد عقله ويفكر ولماذا يتعب ولماذا يتعرض للعقاب بسبب خطأ وقع وهو يعمل.. لماذا لا يترك المشكلة برمتها لمن سيأتي بعده...
ثقافة الدفن.. دفن المشكلات لا اقتلاعها من جذورها.. هي الثقافة الغالبة والحاكمة.. وهي ليست موجودة في كتب وليس لها مناهج إنما نحن من خلقناها ووجدت المناخ رائعا لانتشارها لأن الأسرة والمدرسة والمجتمع أساس كل السلوكيات والثقافات الصحيحة.. وهذه السلوكيات وتلك الثقافة ليس لها وجود لأنه من الأصل لا توجد القاعدة التي تفرز وترسخ قيما ومبادئ وعادات وتقاليد...
لم يعد للمدرسة والأسرة والمجتمع دور في إعلاء قيمة الولاء وقيمة الانتماء وقيمة العمل وشرف العمل...
في مرحلة الطفولة التي يتشكل فيها الإنسان.. هذه المرحلة عندنا من أين يكتسب الطفل فيها سلوكياته؟. من شارع فلتان من تليفزيون غلبان من سينما تفسد مجمع أديان!.
هذه المرحلة البالغة الخطورة المحتاجة إلي أقصي درجات الانتباه والملاحظة والرقابة والتوجيه.. لا تحصل في الواقع علي شيء من هذا لأن الأسرة غاب دورها والمدرسة رحمة الله عليها تربويا من يوم إلغاء الأنشطة التربوية من المدرسة المصرية والأنشطة هي التي نغرس من خلالها في أطفالنا كل القيم والمبادئ.. نعلمه المواجهة لا المواربة نعلمه اتخاذ القرار لا انتظار القرار نعلمه الإتقان في أي شيء لأنه يوفر الوقت والمال والجهد والأهم أنه لا مشكلة ننتظرها من عمل متقن...
محصلة كل هذه الأمور مشكلات مزمنة في كل المجالات وأقسم بالله أن كل هذه المشكلات جميعا قابلة للحل بما نملك من إمكانات لكننا لم نحلها ومازلنا لأن ثقافة الدفن هي الغالبة وثقافة غض البصر هي السائدة وهي المستحبة وهي الأسهل.. ربما لأنها ستر وغطاء لنا.. نفضل عدم رؤية المشكلة ونقنع أنفسنا أنه طالما لا نراها فهي رحلت وانتهت.. هذا الحل يرضينا لأننا لو جازفنا وواجهنا نخاف موت أن تكشف المواجهة جهلنا وتعري ضعفنا وسلبيتنا وتواكلنا وعشوائية قراراتنا.. باختصار تفضحنا أمام أنفسنا.. تفضح ضعفنا وجهلنا وانعدام حيلتنا وهذا ما لا نريده ولتبق المشكلات وتتوحش المشكلات ولا ننفضح نحن!.
زمان.. قمنا بفض العلاقة بين الزيادة السكانية والتنمية ولا أدري لماذا فعلنا ذلك والمهم أننا فعلناه ولم يعد هناك رابط والتنمية في واد والتعداد في آخر.. والطبيعي والمنطقي أن تظهر المشكلات وتتعدد المشكلات إلي أن أصبحت موجودة في كل مجال وأي مكان...
الشعب يعيش علي أقل من6 في المائة من مساحة مصر.. يعيش في شريط ضيق علي ضفتي نهر النيل وتلك أغلبية الشعب في الدلتا والصعيد ونسبة صغيرة وهي البدو في الصحراء الشرقية وسيناء والصحراء الغربية...
النيل بضفتيه أجود أرض زراعية وهي الأرض السمراء التي تكونت من الطمي الذي كان يحمله النيل وانحرمت الأرض منه بعد السد العالي.. هذه الأرض السمراء التي ربما تكون الأفضل عالميا في الزراعة.. لم تتسع رقعتها لأن شق الترع توقف من بعد محمد علي وليتها بقيت علي مساحتها إنما تنقص لأننا نبني عليها.. لأن الزيادة السكانية مستمرة والتنمية المتوازية معها متوقفة ولم تجد حلولا للصغار الذين أصبحوا شبابا ورجالا وتزوجوا.. أين يقيمون؟ لا الدولة وفرت مشروعات لهم بعيدا عن القرية والأرض السمراء ليعملوا فيها ويقطنوا بها ولا الدولة وجدت حلا.. فاضطروا إلي البناء علي الأراضي الزراعية بالمخالفة للقانون والدولة تغض البصر أو تتحرك علي استحياء لأنها أضعف من أن تفتح ملف هذه المشكلة ولأنها لن تقدر علي حلها وهي لن تقدر لأن الإرادة.. إرادة المسئول غير موجودة.. وكل في موقعه ولا هو هنا وعقل باله يقول له: من يأتي بعدي يشيلها ويبقي يحلها!.
الحكومة دفنت المشكلة بدلا من أن تقتلعها من جذورها فكبرت وتضخمت وأكلت ما يقرب من نصف الأرض الزراعية السمراء.. ونحن نتفرج ولا حول ولا قوة إلا بالله...
الخصام الذي حدث بين التنمية والزيادة السكانية انعكس علي التعليم وقت أن بدأ عدد المدارس لا يتناسب وتعداد الطلبة وظهرت مشكلة التكدس في الفصول ومازالت.. ماذا فعلوا؟.
أحد لم يفكر ومسئول عبقري لا أعرف من يكون أصدر قراره الشهير لحل مشكلة التكدس.. والقرار بناء الفصول علي الملاعب والأفنية وبذلك ماتت الرياضة ومصادرة حجرات الأنشطة الأخري وتحويلها إلي فصول وهكذا اغتيلت الموسيقي والرسم وبقية الأنشطة...
القرار الكارثي صادر الأنشطة التربوية وهي تسبق التعليم في الأهمية والأولوية ولذلك نسميها التربية والتعليم.. المهم أن الأنشطة ماتت لأن الملاعب انتهت والأهم أن الفصول التي شيدت علي جثة الملاعب لم تحل المشكلة ولا الفصول الجديدة نفعت ولا الملاعب بقيت ولا تعليم بدون تربية.
هذا القرار المعتوه حرم مصر من مواهبها في الرياضة والموسيقي والرسم والأدب وفي كل مجال.. لأن الأنشطة التربوية هي وحدها التي تكشف عن المواهب والطفل إن لم يمسك ورقة وقلما كيف لنا أن نعلم موهبته في الرسم وإن لم تتح أمامه أرضا يلعب عليها كرة قدم من أين نعرف أنه موهوب كرويا...
لن تنصلح مصر إلا بإصلاح التعليم والتعليم لن ينصلح إلا بعودة الأنشطة التربوية مواد أساسية وأيضا عودة المرحلة الثانوية مرحلة منتهية للتعليم وعودة الاهتمام.. كل الاهتمام.. بالمرحلة الابتدائية التي يجب أن يكون أجر المعلم فيها أعلي أجر وإسناد التعليم بها لأكفأ معلمين.. لأنها المرحلة الأهم والأصعب وعليها ومنها وبها تبدأ النهضة.. نهضة أي أمة.
أطفال أي أمة أساس نهضتها.. لأن ما يكتسبونه صغارا يبقي حاكما لهم كبارا.. وأطفالنا ليسوا محل رعاية أو اهتمام ولا يحظون بأي تعليم.. فماذا ننتظر منهم؟.
ننتظر لا شيء لأننا لم نعلمهم أي شيء وحرمناهم من كل شيء...
وعندما يكبرون ثقافتهم المكتسبة من التعليم والمجتمع متواضعة وليس غريبا علي هذا الطفل عندما يكبر أن يدفن المشكلة التي تواجهه إذا كان مسئولا وألا يحافظ علي موهبته وصحته إن كان نجما كرويا وألا يميز الخير من الشر والمفيد والضار في مرحلة الشباب وهكذا...
الخطايا المتسلسلة المتراكمة عبر سنوات أصبحت مشكلات مزمنة.. صحيح حلها صعب والأصح أنه ممكن ونقدر عليه...
الإدمان واحد من مشكلاتنا المزمنة التي نردد اسمها ولا نعرف خطرها الرهيب الداهم علي الوطن. اقرأوا معي هذه الرسالة:
السيد الأستاذ المحترم/ إبراهيم حجازي.. تحية طيبة وبعد
فهذا نداء إلي قلبكم من' أم مكلومة'.. نعم.. يا أستاذ إبراهيم..' أم مكلومة'.. ولو أن هناك لفظا آخر أشد قسوة وألما وعذابا.. لوصفت نفسي به, ولكنني سأكتفي بهذا الوصف... وسوف تعرفون السبب فيما أقول... وأكتب.
الأستاذ العظيم... صاحب الكلمة المحترمة' التي أحرص علي قراءتها أسبوعيا بجريدة الأهرام' لإحساسي بأنها كلمة مصرية صميمة.. مخلصة نقية.. تصدر من وطني مخلص لبلده وأهله.. ووطنه.
الأستاذ العظيم... سوف تكون رسالتي هذه في إطار شعار اخترته لها وهو:
الهاربون من مراكز ومستشفيات علاج الإدمان( قبل أن يتم علاجهم).. أخطر وأدهي وأمر بكثير من الهاربين من السجون... وإن كنا نقر ونعترف الآن وبعد فوات الأوان أن من يقومون بارتكاب الجرائم المشينة في هذا الوطن هم( الهاربون من السجون)... فقد فاتنا( وبغفلة منا) أن الهاربين من مراكز علاج الإدمان' وهو مدمن' هم الصفوف الأولي التي تقودهم وتغريهم وتبعث فيهم الحماسة لارتكاب جرائمهم... وإذا لم ننتبه سريعا لهذه الحقيقة ونعمل علي وأدها والقضاء عليها وبقوة من اليوم قبل الغد فسوف تستفحل, وتسري الجرائم في عروقنا كسريان الدم فيها.. وسوف يكون من الصعب احتواؤها والتغلب عليها.
الأستاذ الكبير... هناك أسر وعائلات وطنية مصرية شريفة ومحترمة.. مغلوبة علي أمرها... شاء لها حظها العاثر أن ينحرف أحد أبنائها وينجرف إلي' طريق الأشرار'.. و'يدمن المخدرات'... التي قادته إلي طريق الضياع.. والهلاك... بل وارتكاب الجرائم علي اختلاف أنواعها... وأتحدي أن يكون هناك' مدمن مخدرات' في هذا العصر إلا وكان أولا' تاجر مخدرات' أو مسوقها... لأنه ينتمي إلي طائفة منبوذة ومحظورة من المجتمع لها قانونها الخاص ونظامها وأسرارها المتطورة التي تخفي عن الأغبياء والبلهاء.. لذا يجب أن نعترف يقينا بأن أساس كل جرائم هذا العصر في أي بقعة من بقاع هذه الأرض هي..' المخدرات'... لذا أقولها وأكتبها إليكم... وإلي المسئولين في هذا البلد الحائر والتائه..' فتشوا عن المخدرات.. تجدوا كل أنواع الجريمة'.. بل وكل أسباب الانفلات.
لذا أقولها لكم' كإعلامي كبير'..' لتبلغها بدوركم للسيد وزير الداخلية'.. وهو علي وشك أن يتحمل المسئولية المضنية في تحقيق الأمن المنفلت.. ابدأ من الآن... في توجيه نداء أو تعليمات لكل' مستشفيات ومراكز علاج الإدمان' علي مستوي الجمهورية بالإبلاغ وإفادة أجهزة الأمن وخصوصا' الإدارة العامة لمكافحة المخدرات' بأسماء وبيانات كافية عن الهاربين منها قبل إتمام علاجهم فيها'.. وذلك للوصول إليهم وجمع التحريات اللازمة عنهم وعن سلوكياتهم ومدي انحرافهم بعد هروبهم وامتناعهم عن العلاج بكامل إرادتهم التي تتحدي الأهل والمجتمع وكل السلطة والقوانين في هذا الوطن.. وسوف تكتشفون أشياء كثيرة تريدون أن تصلوا إليها وتجدون مشقة في ذلك.
بل يجب علي السيد وزير الداخلية ورجال الأمن الشرفاء الوصول إلي هذه الفئة الضالة في أسرع وقت ممكن... وتسجيل أسمائهم وبياناتهم في سجلات خاصة' كمشبوهين'... علي الأقل... وهذا بلا شك سوف يفيد رجال الأمن( إذا أرادوا) إفادة غير محدودة.. منها:
1 التزود بمعلومات وفيرة وواقعية عن مصادر الحصول علي أنواع المخدرات المختلفة ومراكز وجودها وانتشارها في المناطق المختلفة.
2 إحكام القبضة علي تصرفات هؤلاء' المدمنين'..' المجرمين'... وتجميعهم في معسكر واحد ومحاولة علاجهم أو إصلاحهم( إذا أرادوا) أو إبعادهم عن طريق المجتمع الذي يئن وينوء بأحماله الثقال.. فهم عقبة راسخة في طريق أي تقدم أو ازدهار.
3 إعطاء درس تحذيري لكل من تسول له نفسه السقوط في هذا المستنقع آجلا أو عاجلا أنه لن يفر من قبضة العدالة التي ننشدها لنا جميعا.
4 وسوف تكتشفون أنهم مجرمون خارج بيوتهم بل ويشعلون النار داخلها باستمرار دونما اعتبار لأحد في هذا الوجود..' إنهم أشرار أعلنوا عن أنفسهم.. ثم أخرجوا للمجتمع ألسنتهم تمردا واستهانة'.
5 أنهم يرفضون وبقوة العمل الشريف رغم إتاحته لهم وحصول أكثرهم علي مؤهلات عليا بفضل مؤازرة أهاليهم... ولكن الدخول الشريفة لا تكفيهم.. وحبهم للحرام يعميهم.
6 أنهم يرفضون الزواج إلي أن بلغوا' أرزل العمر', لأنه سوف يمنعهم عن مزاولة أنشطتهم التي تروق لهم ويفرضون أنفسهم علي أهاليهم وأسرهم' بطشا وعنفا وابتزازا.. وبلطجة'.
7 أنهم من أذكي خلق الله.. عند ارتكاب جرائمهم ويستعملون وسائل التكنولوجيا الحديثة.
8 أنهم حقا فئة... لا تجوز عليها الرحمة لذا وجب حصرهم ومحاصرتهم وفرض الرقابة الصارمة عليهم..' لأنهم يعدون أنفسهم مستقبلا لخوض هذا الطريق المظلم' من بدايته إلي نهايته... لأنهم لا يعترفون بطريق غيره في هذه الحياة.
الأستاذ إبراهيم.. نعيش هذه المحنة القاسية جدا كأسرة محترمة.. هدها ودمرها.. وأهدر شرفها.. أحد هؤلاء.. فهل من منصف رشيد وهبه الله السلطة والقوة والنفوذ.. في هذا الوطن؟!!.
وفي انتظار نشركم وبسرعة, ومدي استجابة رجال الأمن الشرفاء وردهم علي هذا الاقتراح.. وثقتي فيكم.. ليس لها حدود.
والله المستعان.
'أم مكلومة' من مصر
انتهت الرسالة التي أوجعت قلبي وأسأل الله أن تهزنا كلماتها وتحركنا معانيها لأجل أن ندرك بحق أن الإدمان خطر بجد يخطف منا أعز ما نملك ويعيدهم لنا خرابا ودمارا وموتا...
نحن أمام المشكلة الأهم في الوطن والأخطر علي الوطن لأن الداخل في الإدمان مفقود والخارج من الإدمان مولود!.
الأغلبية الهائلة يحولها الإدمان إلي بشر مسلوب الإرادة علي استعداد لأن يبيع وطنه في سبيل المخدرات والذي يبيع أما وأبا وأخوة وأسرة ووطنا بأكمله في سبيل بودرة يشمها أو حقنة يأخذها أو قرص يبتلعه.. سهل عليه أن يقتل وأن يحرق وأن يدمر وأن يشيع الدنيا فوضي في سبيل جرعة مخدرات في موعدها...
إن كنا نريد الحل لا الدفن.. حل المشكلة لا دفنها.. تعالوا نتفق أولا علي نقطة واحدة وبعد نتعرف علي التفصيلات..
مطلوب وفورا الاعتراف بأن الإدمان قضية وطن بأكمله وليست مشكلة حكومة أو شرطة أو أسرة منكوبة بمدمن!.
كل منا يمكن أن يكون له دور فاعل والذي يظن أنه ليس بيده حيلة عليه أن يعتقد أنه يملك القلب الصافي ويملك الدعاء المخلص لله.. وللدعاء دور!.
ملاحظة ومراقبة ومتابعة أبنائنا.. مسئولية أسرة ومسئولية مدرسة ومسئولية معلم ومسئولية جيران ومسئولية أصدقاء ولو كل واحد في هذه المنظومة لم يأخذ جانبا باعتبار' أنا مالي' شعار مرحلة..
لو الجار نصح ولو المعلم أرشد ولو الأصدقاء أخلصوا ولو الإعلام جعلها قضية الصباح والمساء وبذكاء أوضح كارثية الإدمان ليس علي سبيل النصح لأن أحدا لا يحب النصيحة إنما بتحويل المسألة إلي حدوتة داخلها حكايات وأي حكاية تشد الانتباه لأنها نوع من النميمة.. المهم أنه بالإمكان عرض مأساة الإدمان من خلال حكايات واقعية كيف تحول الشاب الرياضي المتفوق إلي بقايا إنسان وحطام زمن وماكينة إجرام لا تتوقف عن الشر لأنه لا يستطيع التوقف عن التعاطي والجرعة غالية ولا سبيل إلا الجريمة!
المساجد والكنائس دورها هائل والسينما لها دور والتليفزيون له أدوار والأدب والأغنية والمداحون في الموالد والمنشدون علي الربابة...
أحد منا لم يقم بدوره لأنه ولا واحد فينا عرف يوما التفاصيل...
تفاصيل كارثة الإدمان التي هي حدوتة كبيرة فيها ألف حكاية...
المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.