غداة إعلان موسكو عزمها تزويد دمشق بمنظومة «إس 300» المضادة للصواريخ، بدأت وزارة الدفاع الروسية تعزيز مجموعة وسائل الحرب الإلكترونية فى سوريا، وذكرت صحيفة «إزفيستيا» الروسية أنه تم، مساء أمس الاول، إيصال أولى مجموعات وسائل الحرب الإلكترونية إلى قاعدة حميميم على متن طائرة «إيل 67». وأضافت أن عمل هذه المجموعات سيهدف إلى تشويش عمل الرادارات وأنظمة الاتصالات والتحكم بالطائرات التى ستهاجم الأراضى السورية، بالإضافة إلى التشويش على عمل أنظمة الملاحة الفضائية. وكشفت الصحيفة عن أنه بالإضافة إلى سوريا سيشمل عمل وسائل الحرب الإلكترونية الأهداف الواقعة فى المناطق المحيطة فى البحر المتوسط. ومن جانبها، أوضحت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء فى تقرير لها أن الجنود الروس قد بدأوا بتدريب نظرائهم السوريين للعمل على المجمع المتنقل، باستخدام تقنية الاستشعار عن بعد للأرض وصور الأقمار الصناعية والتصوير الجوي، وترسم هذه التقنية خريطة رقمية مفصلة للمناطق السكنية ونموذجا ثلاثى الأبعاد لمناظر التضاريس الأرضية. الامر الذى سيسمح بإعادة إعمار البنية التحتية للمناطق السكنية بأسرع وقت ممكن. وعلى صعيد متصل، صرح سيرجى ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسى بأن روسيا مستعدة لمناقشة كل المسائل المتعلقة بسوريا بما فيها تسليم منظومة «إس 300» مع الولاياتالمتحدة. وقال -فى حديثه لوكالة «إنترفاكس» -مستعدون لمناقشة كل الموضوعات المتعلقة بالوضع القائم فى سوريا، وفى أى مكان آخر مع الولاياتالمتحدة. لكن جعل هذه المناقشة فعالة يتطلب من زملائنا الأمريكيين التخلى عن سياسة الإملاء ومحاولات عرض موقفهم الخاص وكأنه الموقف الصحيح الوحيد». ومن جانبه، اعتبر جون بولتون مستشار الأمن القومى الأمريكى تزويد روسيالسوريا بمنظومة «إس 300» تصعيدا خطيرا، مشددا على أن إيران هى المسئولة عن إسقاط الطائرة الروسية. ووسط تدهور فى العلاقات بين موسكو وتل أبيب، اجتمع المجلس الوزارى المصغر بإسرائيل (الكابنيت) أمس، لبحث تطورات الأزمة بالإضافة لعزم موسكو تسليم سوريا منظومة «إس 300». وجاء الاجتماع العاجل قبيل توجه رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو إلى نيويورك للمشاركة فى مداولات الجمعية العامة للأمم المتحدة. ولم ترد توضيحات عما تمخض عنه هذا الاجتماع. وميدانيا، دخل رتل عسكرى تركى مساء أمس الاول إلى محافظة ادلب فى شمال غربى سوريا. وقال شهود العيان ان 35 آلية وناقلة جند على الأقل دخلت قرب مدينة سراقب شرق حلب، مؤكدين أنها سلكت أوستراد دمشق حلب الدولى الى جنوب محافظة ادلب، آخر معقل للفصائل المعارضة والجهادية.وقال المرصد السورى لحقوق الانسان، إن الرتل تم توزيعه على نقاط عدة تابعة لتركيا التى تنشر قواتها فى 12 نقطة مراقبة فى إدلب، لضمان الالتزام باتفاق خفض التصعيد الناجم عن محادثات استانا برعاية موسكو وطهران حليفتى دمشقوأنقرة الداعمتين للفصائل. جاء ذلك فى وقت قالت فيه وزارة الدفاع الروسية إن موسكو تملك معلومات حول نقل مكونات للسلاح الكيميائى إلى إدلب من دول أوروبية. وأشار مدير قسم حظر انتشار الأسلحة والسيطرة عليها فى وزارة الخارجية الروسية، فلاديمير يرماكوف إلى أن: «عملية تحرير محافظة إدلب من شأنها أن تكشف عن أشياء كثيرة، خاصة أنه تم نقل مكونات للأسلحة الكيميائية، بما فى ذلك من دول أوروبية». ومن جانبها، أعلنت، فيديريكا موجيرينى المفوضة العليا للشئون الخارجية فى الاتحاد الأوروبى أن الاتحاد مستعد للمشاركة فى إعادة إعمار سوريا بشرط قيام نظام دستورى وإجراء إصلاحات سياسية هناك.