التمكين الاقتصادى للمرأة هدف لأى دولة لتظهر تطورها وتقدمها ونموها، بالإضافة إلى تحسين أوضاع المرأة فى العالم العربى وتعزيز مكانتها.. هذا ما أكدته د.هدى بدران رئيسة اتحاد نساء مصر والأمينة العامة للاتحاد النسائى العربى خلال المؤتمر الذى عقد أخيرا.. ومن خلال المناقشات تبين أن معظم الدول العربية قد تقدمت تقدما ملحوظا فى تضييق الفجوة بين الجنسين على مستوى التعليم والصحة، إلا أن هذا التقدم لم يصل بعد لمستويات أعلى مثل المشاركة الاقتصادية، فمساهمة القوى العاملة النسائية فى المنطقة تمثل النسبة الأدنى على مستوى العالم (فقط 20% مقارنة بالرجال 73%) عام 2017، رغم أن النساء يمثلن أغلبية العمالة غير الرسمية فى سوق العمل. ولهذا صمم الاتحاد النسائى مؤشرا تجريبيا، وقد تم اختيار 6 بلدان مع الأخذ فى الاعتبار التنوع الجغرافى والفرص الاقتصادية المتاحة وهى: مصر والسودان وتونس والجزائر والسعودية والبحرين، وتم إجراء البحث على عينة مكونة من 500 سيدة من الدول المختارة وحددت 3 معايير وهى: سيدات حاصلات على التعليم الأساسى وعاملات، وأخريات حاصلات على تعليم أساسى وغير عاملات، وأخريات حاصلات على تعليم أعلى من الأساسى بغض النظر عن حالتهن الوظيفية. وقد وجد البحث أن هناك علامات إيجابية نحو التمكين الاقتصادى وهى تمتع 55% منهن بدخل ثابت و67% يتمتعن بحرية كاملة فى التعامل مع هذا الدخل، وأيضا تشارك 58% منهن فى صناعة القرار فى نفقات الأسرة، بينما تتحكم 19% منهن فى ميزانية الأسرة، وتتمتع 83% من النساء العربيات بحرية التصرف فى ميراثهن، وكما وجد أن 59% من النساء يتمتعن بحرية الخروج بمجرد إخطار رب الأسرة بينما تتمتع 12% منهن بحرية كاملة، وبالنسبة للعنف المنزلى وجد أن أغلبية النساء يرفض أن يسىء الرجل لزوجته لفظيا أو أن يطردها بنسبة 98%، وترى 43% أن ضرب الزوجة فيه إهانة وتقر 43% منهن بعدم شرعيته. كما أظهرت النتائج أن 7% من النساء يتنازلن عن دخولهن لأزواجهن، و29% لا تستطعن التحكم فى دخولهن إلا بشكل جزئى، كما تترك 23% منهن قرارات نفقات الأسرة بين أيدى الزوج، وتشارك واحدة فقط بين كل خمس نساء فى الحياة السياسية والاجتماعية، ووجدت الدراسة أن ثلث النساء معرض للعنف الأسرى وترى 3% منهن أن ضرب الزوجة هو حق شرعى للزوج كما تتعرض 22% للتحرش فى الأماكن العامة. وأقيم على هامش المؤتمر معرض لتقديم نماذج للتمكين الاقتصادى للمرأة من خلال عدد من الجمعيات الأهلية منها جمعية تنمية السياحة بدهشور ويقول محمد صلاح رئيس مجلس إدارة الجمعية: منذ بداية عمل الجمعية نركز على تمكين المرأة من خلال الاستفادة من المنتجات البيئية وأهمها منتجات النخيل وتدويرها والاستفادة منها، ولذلك قمنا بتدريب الفتيات على الصناعة وإدارة الأعمال وإقامة المشروعات مما أتاح فرص عمل وتحسين الدخل للسيدات، بالإضافة إلى إقناع المرأة بأهمية خروجها الى العمل فى تلك المناطق المغلقة، وفى خلال سنتين تم تدريبهم على تسويق المنتجات بصورة جيدة، وأضاف أن الحرف اليدوية فى دهشور وسيلة للتعبير عن الذات بالإضافة لكونها مصدرا للدخل، ولقد نجحنا فى التغلب على المعوقات الاجتماعية وأهمها العادات والتقاليد الرافضة لخروج المرأة للعمل فى المجتمعات الريفية وقمنا بتدريب متطوعات على التواصل من خلال زيارات منزلية لإقناع الأزواج بأهمية مشاركة المرأة فى الإنتاج. وتقول فاطمة عاطف أصغر متدربة فى الجمعية: منذ عامين وأنا فى مجلس إدارة الجمعية، اشتركت فى دورة تدريبية عقدتها الجمعية بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة ثم مع مؤسسة «بلان» على مهارات الاتصال والتواصل والقيادة، وقد ساعدتنى مهارات الإقناع كثيرا على إقناع الأزواج بأهمية تمكين زوجاتهم اقتصاديا من خلال التدريب فى الجمعية لمدة 25 يوما على إحدى الحرف، ثم العمل من المنزل، خاصة أن الجمعية تقوم بتوصيل الخامات وأدوات الإنتاج لمنزل المتدربة مجانا وتجمع الإنتاج منهن، ثم تدربهن على صناعة المحافظ والشنط من العرجون والجلود والحلى، وصناعة الكراسى والأباجورات من السعف. أما هبة عويس من رائدات الأعمال قامت بالاشتراك فى المجموعة الادخارية وتدربت فى أثناء ذلك على برنامج استثمر حياتك مع جمعية تنمية السياحة بدهشور وتقول: قمت بشراء بعض المنتجات التى تساعد (الكوافير) فى عمله من مستحضرات تجميل حديثة ووسائل للعناية بالبشرة والشعر وبدأت فى تسويق تلك المنتجات، وبمعاونة الجمعية تمكنت من شراء مكواة الشعر (سيشوار) وسرعان ما صممت حملة إعلانية بمساعدة الجمعية لأصبح بعد ذلك من سيدات الأعمال فى مجال التجميل. وتقدم جمعية هدى شعراوى النموذج الثالث لتمكين المرأة وهو أقدم النماذج على الإطلاق حيث بدأ مع نشأة الجمعية بتدريب السيدات المعيلات على الحرف اليدوية التقليدية مثل الكروشيه والإيتامين والتفصيل، وتقديم الخامات لهن، ثم جمع المصنوعات وبيعها وتقديم الربح لهن.