التوصيف الأكثر دقة لما يجرى فى سوريا اليوم,هو أن بعضا من الذين يرفضون وجود داعش والنصرة والمعارضة المسلحة فى بلادهم,هم الذين يعترفون بهذه المنظمات ويقبلون بوجودها فى سوريا باعتبارهم ثوارا. ليس أمام النظام السورى إلا استكمال تحرير إدلب سواء بالقتال أو بالمفاوضات, وقد استعد لذلك بالتنسيق مع روسيا وايران, ولكن على الجانب الآخر تتزعم الولاياتالمتحدة وفرنسا وتركيا رفض هذه الخطوة دون أن تقدم البديل. أحد جوانب الأزمة هم المسلحون والارهابيون أنفسهم الذين تجمعوا فى إدلب عقب تطهير بقية المحافظات منهم, وليس أمامهم إذا بدأت العملية العسكرية إلا القتال حتى الموت وهو محقق, أو الفرار إلى تركيا, وإلا فأين سيذهبون؟. الرئيس التركى الذى يرعبه وجود المسلحين على أرض بلاده, يفهم اللعبة جيدا لذلك حذر الدول الأوروبية من فتح الطريق أمام النازحين المدنيين إلى أوروبا, والأمريكى سيخسر كل ما استثمره فى ارهاب دمشق إذا تحررت إدلب دون مكاسب تتوازى مع النفوذ الروسى الذى تحقق فعلا, أما أوروبا فستظل عقدة اللاجئين تطاردها لسنوات طويلة مقبلة , لذلك يفضل هؤلاء تأجيل إنهاء الأزمة السورية. عقب فشل قمة طهران مؤخرا واختلاف وجهات نظر روسياوتركيا وإيران إلا من رفض التدخل الأمريكى, ومطالبة الجماعات المسلحة بإلقاء سلاحها, خرجت مظاهرات فى إدلب وريف حلب الشمالى ترفع العلم التركى إلى جوارعلم ما يسمى الثورة السورية تعيد المطالبة بإسقاط النظام. وقبل اجتماع رباعى تقرر عقده فى اسطنبول, يقتصر على تركياوروسيا وألمانيا وفرنسا, تراوح أزمة دحر الإرهاب فى سوريا مكانها, انتظارا لتوافق داعمى الإرهاب والمستثمرين فيه على حجم المكاسب ونسب الخسارة بعد 7 سنوات من فشل مخطط إسقاط النظام. [email protected] لمزيد من مقالات إبراهيم سنجاب