«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مخاطر النفوذ الروسي.. وأخطاء مرسي والاخوان في سوريا
بقلم: زرقاء اليمامة
نشر في الشعب يوم 25 - 05 - 2018

في الحلقة الأخيرة من دراسة (مع روسيا ضد الطغيان الأمريكي) نقول:
لقد تحدثنا عن مرحلة سابقة بين روسيا واسرائيل واليهود والتي تعبر عن اللحظة الراهنة.. وهي احتمال تحول روسيا إلى موقف أكثر حدة ضد اسرائيل، ولكن لا يبدو أن هذا قد حدث أو يمكن أن يحدث بسهولة، والأمر يتوقف في البداية والنهاية على عمق وأصالة وحدة الموقف العربي الاسلامي من اسرائيل.
لو كانت روسيا تمسكت بموقفها الذي أعلنه لافروف وزير الخارجية بأن روسيا- بعد الضربات الأمريكية لسوريا- لم يعد امامها مانع أخلاقي لتزويد سوريا بصواريخ إس 300، لتحدثنا عن الدخول في مرحلة جديدة (السابقة) ولكن يبدو أن روسيا تراجعت عن هذا الموقف. فلاتزال حسابات روسيا معقدة ومركبة مع اسرائيل لأسباب أوضحناها ونواصل توضيحها. كان معنى تسليم صواريخ سي 300 المضادة للصواريخ والطائرات لسوريا أن تستخدمها ضد أي هجمات أمريكية أو اسرائيلية وهي أكثر تطوراً مما لدى سوريا الآن. وهذا ما أصاب اسرائيل تحديدا بالازعاج، وهذا ما حدا بنتنياهو لزيارة موسكو مجدداً.
الموقف الروسي بالنسبة لاسرائيل كما أوضحناه في المرحلة السادسة يبدو أنه سيستمر لفترة ما وفقاً للمعطيات الراهنة.. فما هو هذا الموقف؟ ولماذا يستمر؟
قلنا ان مصالح روسيا الاستراتيجية تضمنت عدة محاور.. أهمها ضمان استمرار التواجد العسكري في مركز العالم (الشرق الأوسط) وهذا لا يتحقق إلا عبر التمسك بسوريا مع استمرار تمتين العلاقات مع ايران في سوريا وفي المنطقة عموما.
لذلك فإن تمسك روسيا بسوريا ليس عابراً، وهي ترى أن أمريكا فرضت عليها مواجهة سياسية عسكرية استراتيجية شاملة على مستوى الكرة الأرضية توظيفاً واستغلالاً لأزمة أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم، رغم أن أمريكا هي التي افتعلت هذه الأزمة. وحرضت على ثورة أسقطت رئيس شرعي منتخب (أين صوت الاخوان المسلمين؟!) لأنه كان مواليا- من وجهة نظرها- لروسيا. المواجهة الأمريكية على روسيا امتدت لكل دول الجوار (شرق أوروبا) ووسط آسيا ثم اتجهت لحصار روسيا ذاتها، ودفع أوروبا لمقاطعة روسيا وفرض عقوبات اقتصادية عليها بالتوازي مع عقوبات اقتصادية أمريكية متصاعدة (افتعال مسألة الجاسوس الروسي المزدوج مع إحياء موضوع أوكرانيا الذي كان سبب توقيع عقوبات اقتصادية وسياسية بالفعل على روسيا).. وعندما تصل المعركة العالمية ضد روسيا إلى قضية وجود كدولة عظمى فإن بقاءها في الشرق الأوسط/ مركز العالم تصبح مسألة حياة أو موت بالنسبة لروسيا. ولكن روسيا لم تأت بقواتها وتفرض وجودها على النظام السوري كما تفعل أمريكا مع عملائها (في الخليج مثلاً.. عندما اتصل جورج بوش الأب هاتفيا بالملك فهد ليبلغه مجرد ابلاغ أن القوات الأمريكية بمئات الألوف قد تحركت بالفعل من بلاده في طريقها إلى السعودية لمواجهة صدام حسين في حرب الكويت) ولا نقول ذلك على سبيل تقريظ روسيا وكأنها دولة لا تسعى للنفوذ، ولكن نوصف الحالة الواقعية. ولأسباب تاريخية شرحناها من قبل: فروسيا بعيدة، وبعيدة أكثر لأن ليس لديها قوة بحرية ضخمة، وأن جيوشها لم تحتل أبدا الشرق الأوسط بل كان ذلك من نصيب فرنسا وانجلترا ثم أمريكا، وبالتالي فإن آليات علاقاتها مع الحلفاء الأصغر تختلف عن آليات علاقات الاستعمار التقليدية. بل روسيا تتقدم بالتراضي مع نظام حكم قائم ومستقر، وثبت أن اخراجها من البلاد أسهل بكثير من إخراج امريكا *. أما أمريكا فإنها إذا دخلت بلداً فلا تخرج إلا بالطبل البلدي (عندما كنا صغاراً قالوا لنا إن الخفافيش إذا دخلت بيتاً لا يمكن اخراجها منه إلا بالطبل البلدي. لذلك كنا نرتعب من الخفافيش "الوطاويط").
في هذه المرة لقد كان قرار النظام السوري بالتشاور مع ايران استدعاء القوة العسكرية الروسية خاصة الجوية لتوجيه ضربة قاصمة للمسلحين المؤيدين من كل دول الغرب بالباع والسلاح والكراع والمال والدينار القطري والريال السعودي والدرهم الاماراتي والتسهيلات التركية المفتوحة بالتعاون مع الناتو، والتسهيلات القادمة من الأردن وحتى من عناصر يدعمها الحريري في لبنان. لقد أدرك التحالف السوري- الايراني أنهم لا يواجهون ثورة شعبية ولكن حرباً عالمية لا تستهدف بطبيعة الحال إقامة الدولة الاسلامية في دمشق فهذا في حدود علمنا ليس من جدول أعمال المخابرات الأمريكية والفرنسية (التي نشطت بحكم التخصص في استعمار سوريا) والاسرائيلية والانجليزية، كذلك فإن إقامة دولة اسلامية ليس في جدول أعمال السعودية أو قطر أو الامارات وإلا فلماذا لم يؤسسوا دولة اسلامية بحق وحقيقة في بلادهم بينما يسيل لعابهم دائماً في اتجاه اسرائيل. إذا كان هذا التحالف الدولي (أصدقاء سوريا) يستهدف إقامة دولة اسلامية في دمشق أو أي بلد عربي، فنرجو من الأخوة الاسلاميين أن يبلغوننا بهذا التطور الجديد. الأخوة الذين يزعمون أنه لا تزال هناك ثورة اسلامية في سوريا، حتى نغير موقفنا المتعنت من هذا التحالف الدولي وحتى نعلن معهم أن ترامب هو خليفة المسلمين حقاً وصدقاً.
* راجع موقف الساداات وكيف أخرج السوفيت بمنتهى السهولة من مصر!
في لحظة معينة من تطور الصراع في سوريا كان المقاتلون يستقدمون من 80 أو 90 دولة من أجل القضية المقدسة لمواجهة النظام السوري. وكان ياسر برهامي من بين موردي أنفار الاسلاميين المقاتلين المساكين من مصر إلى الشام. وقد نشر موقع "الشعب" تقارير تفصيلية خطيرة حول ذلك من عدة سنوات، على لسان أحد المنشقين عن حزب النور. وشارك الرئيس مرسي- غفر الله له وفك أسره، دون أن نؤيد عودته للحكم فنحن نختلف جذرياً معه ونحمله مع الاخوان مسئولية ضياع ثورة 25 يناير وان كنا لا نؤيد تكييل تهم جنائية له بشكل خاص، نقول شارك الرئيس مرسي في مهزلة اعلان الجهاد في سوريا، وكأنهم- هو واخوانه- تصوروا أن النظام الاسلامي قد أقيم في مصر ولم يبق سوى اقامته في سوريا!! فكان هذا الخطل من علامات النهاية.. ربما لم يشارك اخوان مصر بإرسال أعضائهم إلى سوريا للقتال- ليس لدينا معلومات حول ذلك- ولكننا نتحدث عن فقدان البوصلة. ومع ذلك فإن هذه الدعوة للجهاد التي وصلت ذروتها في مؤتمر باستاد رياضي بالقاهرة، كانت حافزاً لسفر آلاف المصريين للقتال في سوريا حيث كانوا يسافرون بسهولة إلى تركيا ويتجهون إلى فنادق محددة تحت سيطرة المخابرات التركية ثم ينتقلون إلى مركز حدودي مع سوريا، حيث تأتي كل منظمة سورية لاستلام متطوعيها من هذا المركز! كانت نزهة سهلة، وما ألذ الجهاد في سبيل الله!! وكل هذا بتذاكر طيران ومخصصات مالية مدفوعة مقدماً!
كان مرسي والاخوان يتصوروا انهم يضربون عدة عصافير بحجر واحد: (1) تعزيز العلاقات مع حزب النور والتيار السلفي الذي كان يرى أن الجهاد في سوريا له الأولوية. (2) محاولة يائسة لتعزيز العلاقات مع السعودية والامارات، وإن كانت متوافقة تماما مع قطر. وكانت قطر والسعودية ولا تزالا متفقتين في مسألة سوريا. (3) إرضاء الصديق الأمريكي والغرب عموما وتعزيز التعاون مع تركيا في موقف خاطئ. (4) إظهار الوجه الاسلامي للحكم الاخواني في مصر، إظهاره في سوريا لا في مصر!! بل لم نجد شعاراً واحداً أطلقه الاخوان خلال عام من حكمهم يمكن أن يصنف بأنه شعار اسلامي، بأوسع مفاهيم وتعريفات الاسلام. ولا يزالوا لا يرفعون شعاراً اسلامياً واحدا حتى الان. أما على جانب الاخوان المسلمين في سوريا، وهم ولا شك كانوا أضعف الفرق عدداً وعدة طوال أحداث السنوات الثمانية الماضية. فكان موقف مراقبهم في سوريا كما أعلن في بيانات رسمية (من اسطنبول) أن السعودية هي قائدة مسيرة الاسلام والمسلمين عموما وفي سوريا خصوصاً.
نحن نحتاج لمراجعة تجربة افغانستان، وحشد المسلمين لقتال الاتحاد السوفيتي، ربما نفعل ذلك قريبا، ولكننا سنظل مع الجهاد الأفغاني المقدس لتحرير أفغانستان من الاحتلال السوفيتي بأثر رجعي. فلا يمكن اعتبار ما جرى في أفغانستان هو الوصفة السديدة دوما، أعني التحالف مع حكومات السعودية والخليج ومصر (السادات) وباكستان وأمريكا، للتمويل والتسليح والتدريب. ومع تحويل فلسطين إلى قضية رقم 2 أو 3 أو 10 بعد أفغانستان.
المهم أن هذا هو ما تحول بحذافيره إلى سوريا، رغم عيوب التجربة الأفغانية، ورغم ان النظام السوري ليس هو الاحتلال السوفيتي في أفغانستان.
بل لا نرى في المستقبل أنه يمكن أن توجد قضية أكثر أهمية من فلسطين لتجميع المسلمين من مختلف أنحاء العالم (ولا نقول التحالف مع أمريكا او النظام السعودي أو القطري فكل عاقل يدرك أن هذا مستحيل من جانبهم). في المقابل نحن ندرك جيداً مثالب وعيوب النظام السوري من وجهة نظر قومية أو اسلامية ولسنا متيمين به على أي حال. ولكننا ندرك إيجابياته وظيفيا في الصراع ضد اسرائيل، وندرك أنه لم يستهدف من أمريكا والغرب ودول الخليج إلا بسبب دوره في دعم المقاومتين الفلسطينية واللبنانية، ودوره الحاسم كجسر لتقديم الدعم العسكري واللوجيستي والتدريبي من ايران لحزب الله (ضد اسرائيل) وأيضا من ايران وسوريا نفسها للمقاومة الفلسطينية التي كانت تتحرك بمنتهى الأريحية على أرض الشام قبل اندلاع أحداث 2011 والتي بدأت ثورة شعبية حقيقية وطبيعية في إطار التأثر بأجواء الثورات العربية عموماً، تعطشا للحريات واستجابة لأشواق الحرية، التي حرمت منها الشعوب العربية ردحاً من الزمان طويل.
ولكن هذه الثورة سرعان ما ركبتها شياطين الأرض، بالأخص أمريكا والسعودية وقطر، وحولتها إلى حرب مسلحة حتى اعترف وزير خارجية قطر السابق أن قطر أنفقت 37 مليار دولار في سوريا!! فهل كانت هذه استراتيجية قطرية أم أمريكية بأموال قطر؟
لوعدنا للاخوان سنجد أن حجر (اعلان الجهاد في سوريا) الذي كان يستهدف ضرب 4 عصافير لم يضرب سوى رأس الاخوان في مصر! فلا حزب النور والسلفيون رضوا عن الاخوان ولا أمريكا ولا السعودية ولم يتحقق أي نصر اسلامي مزعوم في سوريا.
وقد كان هذا الموقف لمرسي والاخوان (في الاستاد الرياضي بإعلان الجهاد في سوريا) من أبرز علامات النهاية ومؤشراً على حالة من التخبط لا يُرجى لها شفاء. لأن هذا الاعلان جاء متصادماً مع مبادرة أعلنها الرئيس مرسي وكانت صحيحة للتوصل إلى حل سلمي سياسي في سوريا بالتشاور مع ايران، وكان السفير طهطاوي رئيس الديوان الجمهوري، يسافر إلى إيران خصيصاً لمتابعة هذه المبادرة*. وعلم طهطاوي ومرسي والاخوان أن ايران ليست في معركة
*ويلتقي مباشرة مع السيد خامنئي مرشد الجمهورية الاسلامية.
مع الحركة السنية المسلحة، وأنها لا تريد سوى تأمين الدعم والتواصل مع حزب الله بغرض الجهاد وضد اسرائيل (لاحظ ان حزب الله لم يفتح أي معركة مع أي طرف في لبنان لأسباب داخلية منذ 1982 حتى الآن) ولكن القوى "الاسلامية" وعلى رأسها النصرة وداعش لم تكن لتقبل تقديم أي وعود لإقامة أي علاقات مع حزب الله أو ايران وكأنهم لا يقاتلون إلا من أجل حزب الله وايران وحتى قبل أن يستهدفوا النظام السوري، وفقا للتوجيهات السعودية والقطرية وهي في الأصل أمريكية. وبينما بدأ مرسي يدرك حقيقة المشكلة وأن إيران لا تستهدف تشييع سوريا وليس لها أطماع خاصة في سوريا ولبنان (بعيدا عن مسألة قتال اسرائيل) بل ان ايران لم تسع لتشييع حماس أو الجهاد رغم كل ما قدمته لهم من دعم لاشك أنه وصل إلى المليارات. (مثلا ايران كانت تدفع لحماس 120 مليون دولار شهريا لتغطية احتياجات وميزانية حكومة غزة- رغم أن ايران لم تكن موافقة أصلا على مشاركة حماس في الانتخابات التشريعية!!).
ومن هنا كان اعلان مرسي للجهاد في سوريا متصادماً مع ما يقوم به نفسه من مبادرة صلح. وكان في ذلك ذروة الفشل في المحيط العربي والتخبط وفقدان الاتجاه.
وبعد عدة سنوات أصبح عدد المقاتلين في سوريا ضد النظام (ومعظمهم أجانب عن سوريا) حيث كانت بعض وحدات القتال تضم 80% من الأجانب مقابل 20% سوريين. أصبح عددهم يقدر بعشرات الألوف بل كادوا أن يدخلوا في طور مئات الألوف، مسلحين بأحدث الأسلحة، وهذه أول "ثورة" نسمع عنها في التاريخ المعاصر مسلحة بمئات الدبابات، وآلاف الصواريخ أرض- أرض، بالاضافة لصواريخ تاو الأمريكية المضادة للدروع مع بداية توريد الصواريخ ستنجر المضادة للطائرات والتي استخدمت بنجاح في أفغانستان في اسقاط الطائرات السوفيتية وهي صواريخ أمريكية محمولة على الكتف: وكثير من هؤلاء المقاتلين المستجلبين كانت لهم تجارب سابقة للقتال في أفغانستان أو أماكن أخرى، بالاضافة إلى باب التدريب مفتوح في تركيا والأدرن وبعض المناطق في سوريا، كذلك تم جلب عدد لا بأس به من المقاتلين السابقين في صفوف المقاومة العراقية سواء عراقيين أو من جنسيات أخرى.
الحشد والتخطيط والدعم والتمويل كان كبيراً ومروعاً ولم يستطع النظام السوري وجيشه أن يواجهه بمفرده بل بدأ يخسر أكثر من 50% من الأراضي خاصة في الشمال، ولكن أيضا من الجنوب على حدود الأردن واسرائيل (فلسطين المحتلة).. ومسألة تعاون اسرائيل مع الفصائل (الاسلامية ان شئت) في الجولان غير المحتل مسألة مشهورة، ودخول مئات من جرحى (المجاهدين الاسلاميين ان شئت) في مستشفيات اسرائيل للعلاج، مسألة غطاها الاعلام الاسرائيلي بالصوت والصورة والفيديو والتقارير المكتوبة، ولطالما نُشرت صوراً لقادة اسرائيل وهم يزورون "المجاهدين" المصابين في قتالهم المقدس ضد النظام السوري وطبعاً مع تأكيد ان اسرائيل لا تتدخل في الشئون الداخية السورية وإنما تقوم بدورها الإغاثي والانساني المعروف خاصة مع العرب والمسلمين!! وكان هؤلاء المصابون يعودون للقتال ضد النظام السوري فور شفائهم على يد الأطباء الاسرائيليين. كذلك تم تخصيص بعض رموز ما تسمى الثورة السورية كي تظهر في الاعلام العالمي لتعرب عن تقديرها لدور اسرائيل في سوريا وفي المنطقة عموما، مع التأكيد على مستقبل زاهر للعلاقات السورية- الاسرائيلية بعد سقوط النظام السوري.
مع كل هذه التطورات صدر قرار سوري- ايراني بضرورة مشاركة حزب الله في القتال دفاعا عن النظام الذي أصبح مهدداً بالسقوط فعلاً. في السنوات الأولى لم يكن هذا مطروحً وكانت ايران وحزب الله يدركان حساسية ذلك، وإمكانية تحويل ذلك إلى معركة بين السنة والشيعة وهذا ما حدث بالفعل، ولكن لم يكن هناك بد من ذلك، فقد رأت إيران كما تحدث أحد مسئوليها أن الحفاظ على العلاقة الاستراتيجية مع سوريا مسألة حياة أو موت بالنسبة لمواجهة اسرائيل، وهذا هو الاعتبار الأول الذي يتراجع أمامه باقي الاعتبارات. كذلك شاركت قوات ايرانية محدودة، وبعد فترة ورغم أن هذه المساعدة أدت إلى تصلب موقف النظام وتوقف عملية تراجعه، ولكن الأمر بدا أنه يدخل في مرحلة استنزاف طويل، سيغذي بالفعل مسألة الصراع بين الشيعة والسنة على مدى خريطة العالم الاسلامي كله وليس سوريا فحسب. وكان الطرف الآخر الأمريكي- السعودي- القطري لا يتوان عن التصعيد وإرسال المزيد من الدعم والمعدات المتطورة في مجال الاتصال وغيرها، وانتشرت مسألة حفر الأنفاق في عموم الأراضي السورية للربط بين أجزاء ومناطق سيطرة المسلحين. أما تدفق السلاح فلم يعد يحتاج لأنفاق فالبوابة التركية مفتوحة على مصاريعها تدخل منها الأسلحة جهاراً نهاراً وعلى عينك يا تاجر، وحيث فقد النظام السوري سيطرته تماماً على الحدود مع تركيا. وحدثت تطورات لا تمت بصلة للعمل الثوري، حيث بدأت عملية ممنهجة لتدمير الصناعة السورية التي كانت في وضع لا بأس به، وتم تدمير أكثر من 50% من المصانع، كما تم تفكيك عدد من المصانع السورية ونقلها إلى الأراضي التركية، وهذه عملية تدميرية لا أخلاقية لم نسمع عنها في أي ثورات. ولإدراك حجم التسليح، ففي مصالحة أخيرة في بعض قرى القلمون، انسحب المقاتلون المعارضون للنظام إلى إدلب بعد أن سلموا عشرات الدبابات ومئات الصواريخ أرض- أرض وأسلحة أخرى، وهذا في قرية واحدة!! وهكذا يمكن تصور كيف تحولت سورية إلى غابة مسلحة؟ ولا نريد ان نتحدث الآن عن كيف تعامل مقاتلوا داعش والنصرة مع المواطنين السوريين من مذاهب او اديان مختلفة، وكيف اختطفوا الراهبات في قرية معلولة التاريخية، في ممارسات لدينا نصوص واضحة من القرآن والسنة وتوجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين تدينها وترفضها.
وفي خضم كل هذه التطورات وبعد مرور أكثر من 4 أو 5 سنوات من بداية اعمال العنف، كان قرار سوري- إيراني بضرورة الاستعانة بالروس لمواجهة حرب حقيقية تشنها دول الغرب والناتو بزعامة أمريكية حتى وإن كانت بالوكالة. ولطالما ألقى النظام السوري القبض على عناصر مخابراتية غربية على الأرض السورية، ولكنه اتبع أسلوب المساومة لتحقيق بعض الأهداف مقابل تسليمهم، دون ضجيج اعلامي، وربما كانت هذه سياسة خاطئة.
في إطار الحرب التي تتعرض لها روسيا عالميا، وفي إطار حرصها على عدم فقدان مواضع أقدامها على البحر المتوسط في سوريا (قاعدة طرسوس) فقد استجابت للتدخل بالطيران الذي لعب دوراً حاسماً في تغيير موازين القوى، مع تواجد بعض القوات الخاصة والمستشارين وتأسيس قاعدة حميميم الجوية الكبيرة.
وفي هذه الأثناء لابد أن نلاحظ وجود قوات أمريكية وغربية في بعض أجزاء شمال شرق سوريا، وتأكيد التحالف مع القوات الكردية السورية، مع استمرار الغارات الجوية التي أخذت أشكالاً انتقائية، فقد تضرب بعض أماكن داعش وتترك النصرة (القاعدة) لتقوى وهكذا. فبعد 4 أو 5 سنوات من القصف الأمريكي- الغربي لم تكن قوات ما يسمونها الارهاب تزداد إلا قوة واتساعاً على الأرض، وإن كان ذلك لصالح النصرة التي بدت مطواعة أكثر وتحت السيطرة الكاملة القطرية- السعودية في إطار تنافسي بين الطرفين. ولذلك عندما بدأ الطيران الروسي يعمل بالتناغم مع الجيش السوري فإن الأوضاع اختلفت، وانكشفت أنشطة التحالف الغربي الدولي في مجال الطيران كأنشطة انتقائية وغير جادة، مع تركيز خاص على الجيب الكردي.
وقبل أن يأت الروس كان مسئولون أمريكيون وأروبيون يتحدثون بصراحة عن ان هذه الحرب ستستمر 10 سنوات، وان حدود العراق وسوريا لن تعود كما كانت، وأننا نحتاج لسايكس بيكو جديد!!
مخاطر تغلغل النفوذ الروسي:
ورغم ان بعض الروس يحاولون أن يلعبوا بذكاء وينتهجون أساليب عاقلة، فلا يسرفون في الغارات بعد تحقيق الهدف المطلوب ويسعون بشدة لوقف إطلاق النار وتسكين الصراعت هنا وهناك. ومحاولة التوصل لتسوية سياسية تحافظ بلا شك على النظام السوري.
بل ان عشرات المصالحات التي تمت جرت تحت إشراف روسي، والشرطة العسكرية الروسية، وأصبح لروسيا مصداقية عند الفصائل المسلحة من زاوية الالتزام بالاتفاقات. وتدرك روسيا جيداً أنه يتعين عليها عدم خوض حرب ضروس لا تنتهي في سوريا، وتستنزف القوة العسكرية الروسية، وتستنزف سمعة روسيا. فسيظل القتال هو القتال.. وسيكون هناك تدمير وقتلى وجرحى، ولا ترى روسيا مصلحة في تعميق عداء أقسام من السكان لها.
وهنا جاء دور أمريكا وفرنسا وصندوق التمويل (السعودي- القطري) لابد من السعي للمزيد من توريط روسيا، ولا يمكن ترك روسيا تفوز في المعركة الأساسية التي تجري في العالم الآن، وكان ذلك على عدة محاور..
(1) حملات اعلامية ضارية على الخسائر التي تقع للمدنيين كلما ضربت روسيا والجيش السوري وحلفاؤه أي موقع لداعش أو النصرة رغم انهما تنظيمان إرهابيان وفقاً لقرارات مجلس الأمن، وهما سبب مجيئ الحملة الجوية الدولية لسوريا. فالأمريكيون والغربيون يدركون أن داعش والنصرة (القاعدة) هما العمود الفقري للعمل المسلح وأنهما إذا ضربا تماماً لدانت سوريا للنظام السوري نهائيا، حتى خلال قصف سوريا لمناطق داعش في جنوب دمشق فإن الاعلام الغربي يفتح مندبة على المدنيين الغلابة وهو أمر يتعارض مع إدعاء أن هناك حرباً على الارهاب كما يزعمون، وذلك بهدف تشويه صورة سوريا والنظام السوري والحلفاء له ومنعهم من تحقيق أي انتصار عسكري.
(2) تصعيد إدعاءات وتمثيليات وأكاذيب الضربات الكيماوية، أيضا لمحاصرة سوريا وحلفائها سياسياً وإعلاميا، بل وتقديم المبررات لضربات عسكرية أمريكية- فرنسية- انجليزية، وكأن ضمير ترامب وغيره من المجرمين يحترق على النار عندما يرى الضربات الكيماوية المزعومة وكأنه يؤيد القتل بالذخيرة العادية، كما فعلوا هم في الرقة (التي جاءت كلها على الأرض) أو الموصل.
(3) إرسال المزيد من القوات الأمريكية والفرنسية لمنطقة الجيب الكردي وهي لا تقل عن 20% من مساحة سوريا في خطوة واضحة على احتمالات التقسيم الذي يسعون إليه منذ البداية، بالاضافة لنقاط أخرى على حدود سوريا والأردن.
(4) وهنا يأتي الدور القذر للسعودية والتي تطالب باستمرار وجود القوات الأمريكية في سوريا، مع رد ترامب بالمطالبة بدفع الفاتورة وأيضا إرسال قوات سعودية وقطرية وإماراتية ومصرية. (كان النظام المصري هو الأكثر رفضا لهذه الفكرة).
ماذا تريد السعودية في سوريا؟ هل لا تزال تسعى لإقامة دولة الاسلام؟ وهل هناك إمكانية لذلك؟ وهل سيقام الاسلام في سوريا تحت رعاية ترامب.
حقيقة أن السعودية ليست لها سياسة كما تزعم، بل تنفذ الارادة الأمريكية- الاسرائيلية.
ومع ذلك ورغم كل ذلك، فلا شك أن التغلغل الروسي في سوريا وصل إلى حد ينذر بالخطر، ويحتاج إلى تعامل غاية في الحنكة والحكمة. فالقضية الفلسطينية هي جوهر مشكلة سوريا والعرب والمسلمين، وهناك خلاف جوهري مع روسيا في هذه القضية:
(1) فروسيا تعترف باسرائيل وترفض تأييد أي تحرك عربي إسلامي على قاعدة إزالة هذا الكيان الصهيوني الاستيطاني، وهذا موقف روسيا منذ أيام الاتحاد السوفيتي.
(2) رغم تقويض الهيمنة اليهودية على قطاع الغاز والنفط في روسا، إلا ان اليهود لا يزال لهم تأثير في مفاصل الدولة الروسية والاقتصاد الروسي.
(3) تدرك روسيا بوتين أن الدخول في معركة مفتوحة مع اسرائيل يعني الدخول في معركة مع النفوذ اليهودي العالمي وهذا يوسع دائرة العداء لروسيا بشكل خطير في المجال الدولي سياسياً واقتصادياً ومصرفيا. لكل هذه الاعتبارات فإن بوتين يسير على الحبل، من ناحية هو يدافع عن وجوده الاستراتيجي في سوريا، وحريص على استقرار النظام، ويدرك أهمية التحالف مع إيران في ظل الحملة العالمية على روسيا وأيضا على الساحة العربية خاصة في سوريا والعراق. ولكنه من ناحية أخرى لا يريد بحال ان يتورط في دعم معركة مباشرة من إيران وحزب الله ضد اسرائيل.
وهكذا فإنه يسير على الحبل- مرة أخرى- ضد ضربات ايران لاسرائيل من سوريا أو أي مكان وضد تجاوز ضربات اسرائيل لايران في سوريا حدوداً معينة لأن هذا يضرب في هيبته في سوريا وكأنه خيال مآته لا يستطيع ان يمنع ضربات أمريكية أو فرنسية أو انجليزية أو اسرائيلية. وكما نسقت أمريكا مع روسيا ضرباتها في سوريا، فإن اسرائيل تفعل ذلك أيضا حتى لا تخسر روسيا تماماً. ولكن استمرار هذا الوضع يجعل روسيا في وضع محرج مثير للسخرية. ومن الواضح أن هناك ثمة هدنة مؤقتة بين إيران واسرائيل تحت ضغط روسي، خاصة مع الانشغال بمحاولة إنقاذ الاتفاق النووي. ولكن إلى متى؟
ما يعنينا في هذا الأمر أن أمورنا يجب أن تكون في أيدينا نحن العرب والمسلمين وليس في يد روسيا. ويجب أن تفهم روسيا ذلك، وهي إن رأت الأمة مجمعة على السير في طريق محدد فهي غالبا ستتوافق معنا، وهذه أهمية أن تحشد الأمة قواها وأعني هنا في البلاد السنية وراء تحالف إيران- سوريا- حزب الله- حماس (المقاومة الفلسطينية)- طالبان، ولا ندعو لكي تكون الحركات الاسلامية السنية (ولا نقول الأنظمة السنية لأنها الآن أمريكية) ذيلا لإيران، بل تتحرك بشكل مستقل وبحسابات خاصة، وتتعاون مع إيران في نفس الاتجاه، تجاه أمريكا واسرائيل. ولماذا لا يدخل السنة في منافسة شريفة مع الشيعة ضد العدو المشترك، عسى الله أن يوحد قلوبنا ويسدد خطانا، أليس هذا أفضل للاسلام من العمل تحت لواء ترامب ونتنياهو، كزعيمين للسنة، واتخاذ موقف العداء المميت من إيران والشيعة.. ألا ترون أن عداء ترامب- نتنياهو لإيران بهذه الصورة يؤكد أنها تسير في الطريق الصحيح في هذه القضية.. قضية فلسطين.

لقراءة الأجزاء السابق :
مع روسيا.. ضد الطغيان الأمريكي الحلقة 1
محبة الكافر الأمريكي وكراهية الكافر الروسي الحلقة 2
حكام الخليج ينصبون ترامب خليفة للمسلمين الحلقة 3
ترامب رفع المسدس وقال لسلمان: هات 5 تريليون! الحلقة 4


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.