قبل أن تعلن الادارة الامريكية عن «خطتها للسلام» بين الفلسطينيين والاسرائيليين والمعروفة إعلاميا «بصفقة القرن» عليها أن تدرك أن «لا بديل عن حل الدولتين» ولابد أن تكون «الخطة الامريكية الجديدة» متوازنة، وتستند إلى قرارات الأممالمتحدة والشرعية الدولية، والتى تنص على ضرورة قيام دولة فلسطينية على الأراضى المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية ... وما لم تكن كذلك فإنها سوف «تولد ميتة»!. والأمر المرجح أن الدول العربية لا يمكنها أن تفرض «صفقة غير عادلة»، ولا يقبل بها الفلسطينيون، نظرا لأنهم «أصحاب القضية» فى نهاية المطاف . ... وفى الوقت الذى يتعين فيه على أى وسيط للسلام فى أزمة معقدة مثل الصراع العربى الاسرائيلى أن يلتزم «بالحياد» مابين الأطراف، إلا أن واشنطن لم تتعلم من دروس الماضى واقترفت العديد من الأخطاء من أبرزها قرار نقل السفارة الامريكية للقدس، والاعتراف بها عاصمة لاسرائيل، ومحاولتها إلغاء حق العودة للاجئين الفلسطنيين، وأخيرا تأكيد المبعوث الامريكى للشرق الاوسط جيسون جرينبلات ان خطة السلام الامريكية لن تتضمن أى تنازلات بشأن أمن اسرائيل . ....وفى الوقت الذى يفترض فيه بصورة بدهية أن أى اتفاق سلام سوف يتضمن «ترتيبات» و«ضمانات أمنية» توفر الأمن الشامل لطرفى النزاع، ولا تتضمن أى نوع من التقصير فى توفير الأمن للطرفين حتى يمكن أن يستقر السلام وتزدهر التنمية فى المنطقة ، ولمصلحة الشعبين . ... ومما لا شك فيه أن الجانب العربى وأصدقاء واشنطن فى المنطقة يريدون «السلام الدائم والشامل» ، ولكن على أن يكون «عادلا» حتى يمكن أن يستمر ويحلق بجناحين. ومن أجل ذلك فإن «الخطوات العقابية» ضد الفلسطينيين من عينة قطع المساعدات عن الاونروا، وضد السلطة الفلسطينية لن تفيد فى التوصل إلى السلام. ولقد اعترف المبعوث الامريكى جيسون جرينبلات فى تصريحاته الأخيرة «أن على الطرفين أن يقررا ما إذا كانت الخطة الأمريكية تناسبهما، وستجعل حياتهما أفضل، الطرفان فحسب لديهما القدرة على تقديم التنازلات، لكن لا تنازلات بشأن أمن اسرائيل وأشار إلى أن الطرف الأمريكى سوف يوصى بتقديم «تنازلات» وتعكس هذه التصريحات فى النهاية عدم قدرة واشنطن على فرض الحل أو خطة السلام الأمريكية مالم يقبل بها أصحاب الشأن ، وما لم تدرك الدول العربية وبقية الدول الاسلامية والدول العالمية الأخرى المهتمة بعملية السلام أن هذه «الصفقة» قابلة للحياة ، ويمكن أن تلبى المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني. ... ويبقى أن «الصفقة الامريكية» لاتزال تتعثر، ولن يتم الإعلان عنها خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مثلما قال جرينبلات لأنها غير صالحة للقبول. لمزيد من مقالات رأى الأهرام