معركتان فى وقت واحد تخوضهما مصر فى سيناء، الأولى الحرب المستمرة لاقتلاع جذور الإرهاب وتطهير هذه البقعة الغالية من المتطرفين والإرهابيين، والثانية معركة البناء والتعمير. لم يعد سرا أن سيناء رغم أهميتها الاستراتيجية عانت سنوات طويلة من الإهمال، ولم تشهد عمليات التنمية المطلوبة، فخلال السنة التى حاولت فيها جماعة الإخوان الإرهابية السيطرة على مقاليد الحكم بالبلاد وتمكين عناصرها من مفاصل الدولة، فتحت الجماعة الباب على مصراعيه لتشجيع مجموعات متطرفة مسلحة على التواجد فى شمال سيناء، حتى يتم استخدامها لزعزعة استقرار البلاد إذا ثار الشعب ضد الجماعة. وقد لاقى ذلك هوى لدى بعض الأطراف الخارجية التى وفرت الدعم والمساندة اللوجيستية والسياسية والاعلامية لتلك المجموعات المسلحة، لاستخدامها فى تهديد استقرار مصر. وظهر ذلك بوضوح عقب ثورة 30 يونيو التى أطاحت بحكم الجماعة الإرهابية، واعترف بعض قادة الجماعة صراحة وعلنا بعلاقتهم بالحوادث الإرهابية فى سيناء، وحاولوا استخدامها ورقة ضغط على الشعب المصرى للعودة إلى مقاليد الحكم.. لكن القوات المسلحة الباسلة يعاونها جهاز الشرطة ومواطنو سيناء الشرفاء، نجحت فى التصدى لهذا المخطط رغم كل المخاطر والتحديات، ودفعت الثمن من دماء الشهداء والمصابين، وانتقلت الآن إلى مرحلة العمل لاقتلاع جذور الإرهاب نهائيا من سيناء. وتوجت هذا الجهد بالعملية الشاملة (سيناء 2018)، التى تفقد الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى مراحل تنفيذها وتطويرها أمس من داخل غرفة عمليات القوات المسلحة بقيادة شرق القناة. وأثنى القائد العام على الأداء المتميز لجميع القوات المشاركة والتنسيق المعلوماتى والأمنى مع الأجهزة المعنية، والذى أسفر عن تحقيق العديد من النتائج الإيجابية طوال الفترة الماضية، مؤكدا أن القوات المسلحة ماضية بكل إصرار فى اقتلاع جذور الإرهاب والتطرف وتهيئة المناخ الملائم للاستثمار والتنمية الشاملة بسيناء وتوفير الحياة الكريمة لأبنائها. وفى الوقت نفسه، تكثف كل أجهزة الدولة جهودها للعمل على تنفيذ أضخم مشروع لتنمية وتعمير سيناء، بدءا من الضفة الشرقية لقناة السويس وحتى خط الحدود الدولية، سواء فيما يتعلق بالبنية الأساسية من طرق وخدمات عامة وكهرباء ومياه، أو التجمعات السكانية والبدوية الجديدة، وعمليات استصلاح الأراضي، والمناطق الصناعية، وكذلك الأنفاق التى تربط سيناء بالوادى لتسهيل عملية الانتقال بينهما. معركتان كبيرتان تخوضهما مصر فى وقت واحد على أرض سيناء، لتحقيق الاستقرار والتنمية على هذه البقعة الغالية. لمزيد من مقالات ◀ رأى الأهرام