وكالة الأنباء الصينية: التعاون بين البلدين نموذج لإنجاز التنمية والفوز المشترك الرئيس يؤكد استمرار دعم القاهرة جهود التسوية السلمية بجنوب السودان
إفريقيا، وفي القلب منها مصر، كانت حاضرة في الصين أمس. لم يكن هناك حديث سوى عن تفعيل الشراكة بين الصين، الدولة التي انتقلت من صفوف الدول النامية إلى عالم الأغنياء، ودول القارة الطامحة لتحقيق النمو والتقدم، بما يعني ذلك من تعاون غير مسبوق اقتصاديا وسياسيا وتنمويا بين الجانبين. وبكل فعالية، شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى في أعمال قمة منتدى «الصين – إفريقيا» 2018 التي انطلقت أمس، في العاصمة الصينيةبكين لتحقيق هذه الشراكة وهذا التعاون. ومن المقرر أن يلقى الرئيس كلمة مصر اليوم خلال مشاركته في جلسة «المائدة المستديرة»، بحضور الزعماء والقادة المشاركين في القمة، حيث يستعرض الفرص الكبيرة التي تتمتع بها مصر من مناخ تشريعى وبنية تحتية قادرة على استيعاب استثمارات ضخمة في جميع المجالات. وخلال متابعتي لكلمة الرئيس الصينى شي جين بينج - فى افتتاح فعاليات المنتدى- بدا لي مدي الحرص الصيني على توفير كل السبل والإمكانات لإنجاح هذه الشراكة الواعدة، وتأكد لي أيضا أن مصر بما يجري على أرضها حاليا من نهضة شاملة، تتمثل في الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي وتطوير التعليم والصحة، والمشروعات العملاقة غير المسبوقة، هي الدولة المهيأة تماما لكي تكون قاعدة للاستثمار والتصنيع في القارة السمراء، وبالتالي القاطرة لهذه الشراكة الصينية الإفريقية. الرئيس الصيني تعهد بضخ استثمارات جديدة فى القارة الإفريقية، خلال الفترة المقبلة، مؤكدا أن بكين ستظل حليفا وصديقا لإفريقيا. وكان لافتا في كلمة «شى» التي حملت عنوان «المضى معا نحو الازدهار»، تشديده على ما سماه ب«اللاءات» التي تلتزم بها بكين، في تعاملها مع إفريقيا، وهى: عدم التدخل فى شئون دول القارة، وعدم التدخل فى استكشاف الطرق التنموية التى تتناسب وظروف كل بلد، بالإضافة إلي عدم ربط أى مساعدات بالشروط السياسية، وعدم السعى لكسب مصلحة سياسية خلال الاستثمار والتمويل. وكشف عن توفير 60 مليار دولار دعما لإنجاز المشروعات، وإقامة شركات لتحقيق التنمية الاقتصادية. لم يكتف الرئيس السيسي بالمشاركة الفعالة في أعمال القمة، بل واصل لقاءاته مع الزعماء والقادة الأفارقة المشاركين. وفي هذا الإطار، استقبل الرئيس السيسي، سلفا كير رئيس جنوب السودان، حيث أكد السيسي استمرار دعم مصر حكومة وشعب جنوب السودان، ومساندتها جميع الجهود الرامية لتحقيق التسوية السياسية السلمية النهائية، مشيرا إلى حرص مصر على تطوير التعاون بين الجانبين. وجدد الرئيس- حسب تصريحات السفير بسام راضى المتحدث باسم الرئاسة- دعم مصر مبادرة الحوار الوطني، لعلاج جذور النزاع وتحقيق المصالحة الوطنية. وخلال وجودي بالعاصمة الصينية ولقاءاتي مع عدد من الصحفيين الصينيين، لمست مدى الاهتمام والتقدير اللذين يحظى بهما الرئيس السيسي، لدى صانعي القرار في بكين، وكذلك النخبة السياسية والإعلامية الصينية . وفي هذا السياق، وصفت جريدة الشعب الأكثر انتشارا زيارة الرئيس السيسى ب«التاريخية»، وأوضحت أن مشاركته في القمة تكتسب أهمية كبيرة، في ضوء ثقل مصر ودورها الريادي سياسيا وحضاريا.ومن جانبها وصفت وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» التعاون الصينى- المصرى بأنه نموذج لتحقيق الفوز المشترك والارتقاء بمستوى المعيشة . وأستطيع التأكيد أن زيارة الرئيس الصين والتي تختتم اليوم سيكون لها تأثير شديد الأهمية على مجرى العلاقات بين البلدين، وسينعكس ذلك من خلال تنفيذ سريع وفعال لكل الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال الزيارة، والتي تتجاوز 18 مليار دولار. ولعلي أستطيع أن أقول أيضا إن تأثير الزيارة سيعود بالخير ليس على مصر فقط بل على القارة الإفريقية كلها.