مشروع تطوير محور المحمودية هو مشروع قومى عملاق تشهده حالياً مدينة الاسكندرية ويُعد إضافة حضارية وتنموية لعروس البحرالمتوسط ، ولكنه لايقتصر فقط على خلق محور مرورى جديد بل اصبح بوصلة لإكتشاف كنوز أثرية وسياحية على طول الطريق ليتحول الى شانزليزيه الاسكندرية لما يحتويه من أثار أُعيد إكتشافها وتغيرت مواقعها على الخريطة السياحية فاصبحت تُطل بتاريخها عليه ليصبح قيمة تاريخية وأثرية بالإضافة الى كونه محور مرورى مهم . وعن شانزليزيه الاسكندرية الجديد يقول أحمد عبدالفتاح الخبير الاثرى ومدير اثار الاسكندرية الاسبق: على المحور الجديد نجد مجموعة من المعالم السياحية والتراثية والطبيعية قد ظهرت على السطح لتُعلن عن وجودها وتاريخها وقيمتها من المفترض أن تتحول الى مزارات سياحية خلال الفترة المقبلة عقب إتمام المشروع وإفتتاحه مع بداية العام القادم ، ففى منطقة الحضرة يوجد حدائق النزهة وانطونيادس والورود والحيوان وحديقة الحيوان والتى كانت تعتبر من أجمل وأندر الحدائق فى إفريقيا وأقدمها فى العالم لوجود مجموعة نادرة من الحيوانات والطيور التاريخية بها كطائر الأيبس وهو طائر الحكمة عند القدماء المصريين ، أما حدائق انطونيادس فهى التى سجلت جانبا من تاريخ مصر الحديث الإجتماعى والسياسى كما أنها تشتمل على قصراً يُعد نموذجا مصغرا لقصر فرساى بباريس، أما عن حدائق الورود فيتوسطها أجمل تمثال رخامى لعروس النيل بالاسكندرية وسط نافورة مائية غاية فى الروعة، كما تحتوى المنطقة أيضاً على أعلى برج بوسط المدينة وهو برج كوم الناضورة الذى يُطل على بحيرة مريوط والبحر المتوسط . ويضيف عبدالفتاح بقوله أن الشواهد التاريخية تؤكد أن منطقة محرم بك وتحديداً الأماكن التى تقع على المحور مباشرة تضم العديد من المواقع ومنها قصر الامير عمر طوسون الذى يُعد من أقدم وأندر القصورالخاصة بأسرة محمد على والذى يتضمن تاريخه صفحة هامة من تاريخ جامعة الاسكندرية حيث كانت تشغله كل من كلية الحقوق والأداب لمدة عامين فى الاربعينات ويتميز القصر بممر ساحر به أشجار النخيل الملكى الشاهقة ، والقصر من الداخل يعتبر تحفة معمارية ذاخرة بالزخارف والزجاج الملون على الرغم مما أصابه من إهمال ويشير أنه على بعد عشرات الامتار نجد مسجد أنجه هانم زوجة الوالى سعيد بن محمد على حاكم مصر ويعتبر من مساجد العائلة المالكة وهو يتميز بالزخارف الاسلامية وبالمنبر الخشبى النادر والتصميم المعمارى المتميز الذى تتفرد به مساجد أسرة محمد على ، ويواصل أحمد عبدالفتاح حديثه عن الكنوز الاثرية بمنطقة محرم بك فيقول إن تلك المنطقة تضم منزل شقيقة الفنان السكندرى سيد درويش وهو المنزل الذى توفى فيه وكذلك يوجد منزل أسرة الكاتب الكبير توفيق الحكيم وكانت تقطنه أسرته ومدرسة الاميرة فايزة والتى تُعد من أوائل مدارس البنات فى الاسكندرية . ومن منطقة محرم بك ننتقل الى منطقة غيط العنب التى يقول أنها يوجد بها منزل الكاتب الروائى إدوارد خراط والذى تحدث عنها فى روايته “ ترابها زعفران” وفى الطريق المؤدى الى كرموز هناك منطقتين أثريتين غاية فى الاهمية وهما عمود السوارى الذى يعتبر أعجب عمود قائم فى العالم يبلغ طوله27 مترا وجذعه من الجرانيت وهو من بقايا معبدالسرابيوم الذى اثرت افكار كهنته فى حوض البحر الابيض المتوسط والذى تعد بقايا معبده من أجمل أثار معابد الاسكندرية ...ومنطقة كوم الشقافة التى تعد أجمل مقبرة منحوتة فى الصخر بعمق ثلاثة طوابق تحت الارض وتشهد جدارنها التقاء عقائد المصريين واليونان وروما وتحكى مدى تأثر الحضارتين اليونانية والرومانية بعقائد مصر ،كما أنها المقبرة الوحيدة التى يوجد فيها تمثالا الزوج والزوجة وهما يواجهان بعضهما البعض منذ 1700 سنة وهذا اغرب زواج بالاسكندرية وفى منطقة كفر عشرى يوجد عدد من المواقع الاثرية كما يقول أحمد عبدالفتاح حيث توجد اللوحة الرخامية التأسيسية لمصب ترعة المحمودية مدون عليها قصيدة باللغة التركية تسجل تاريخ الترعة ، بالإضافة لمنزل عبدالنديم خطيب الثورة العرابية الذى يؤرخ لفترة الثورة وشاهد على احداث تاريخية هامة قبل وبعد الثورة العرابية وهو يُعد إضافة ثقافية وإجتماعية للإسكندرية ويوجد أيضاً كوبرى التاريخ المؤدى لغرب المدينة والساحل الشمالى وهو من أقدم كبارى المدينة ، وبها أيضا أكبر منطقة لمحالج ومكابس القطن التاريخية والتى تمثل فترة إزدهار القطن المصرى فى عهد الخديو إسماعيل حتى العصر الحديث ويختتم أحمد عبد الفتاح حديثه مطالباً وزيرة السياحة بضرورة الإهتمام بهذه الكنوز الاثرية والسياحية لتكون إضافة لتسويق مدينة الاسكندرية سياحياً خلال الفترة القادمة . وتقول الزهراء عادل عوض مرشدة سياحية أن هذا المشروع الجديد جاء فرصه لإزالة الغبار عن عدد من المواقع الأثرية والتاريخية التى تقع فى حدود المحور سواء خارجياً أو فى مناطق داخلية ولكنها قريبة منه مثل مسجد أنجه هانم وقصر عمر طوسون والحدائق التاريخية مما يعطى فرصه رائعة للإهتمام بهذه الأماكن وترميمها وتطويرها وعمل مسار سياحى لها موازى للمحورمما يمكن من تسويق هذه الأماكن الأثرية وتسليط الضوء عليها ليكتمل أركان المشروع فيصبح إجتماعى خدمى وسياحى أيضاً مما سيعود بالنفع الإجتماعى والمادى على مدينة الإسكندرية وسيضعها فى مصاف المدن السياحية من الدرجة الأولى .