شنت الصحافة الأمريكية حملة تؤيد استجواب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خاصة فى أعقاب تحذيراته من العنف وانتفاضة شعبية فى حالة عزله. ومن جانبها، أشارت صحيفة «واشنطن بوست» إلى أن أى عضو بالكونجرس يحترم ذاته يجب ألا يخشى من طلبات الديمقراطيين للتحقيق مع ترامب، ونقلت عن موقع «أكسيوس» الإخبارى أن الجمهوريين «يستعدون للجحيم» فى شكل تحقيقات واسعة النطاق للرئيس الأمريكى فى حالة سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب الأمريكي. وأوضح الموقع الأمريكى أن أحد كبار النواب الجمهوريين قام بتجميع وثيقة تضم أكثر من 100 طلب للتحقيق قدمها الديمقراطيون، وهى الوثيقة التى تم تمريرها فى الكابيتول هيل، وتسببت فى حالة من القلق لدى الجمهوريين. وتتضمن طلبات التحقيقات: عائدات الضرائب، الأعمال التجارية لعائلة ترامب، وحقيقة تدخل الحكومات الأجنبية لمصلحة، وعلاقته بنظيره الروسى فلاديمير بوتين، وحقيقة الأموال غير القانونية التى تم دفعها لممثلة الأفلام الإباحية ستورمى دانيالز وعارضة البلاى بوى كارين ماكدوجال مقابل شراء سكوتهما عن علاقة جنسية مع ترامب، الإقالة المفاجئة لجميس كومى المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالى «إف.بى.آى»، إصدار أمر تنفيذى بحظر سفر المسلمين، وغيرها من القضايا. وتابعت «واشنطن بوست» أنه إذا كانت القائمة طويلة بشكل صادم، فذلك لأن سلوك إدارة ترامب غريب ومثير للريبة، وأن قائمة الأمور القانونية التى تستدعى التحقيق تكشف عن أن الجمهوريين تخلوا عن مسئوليتهم فى مراقبة السلطة التنفيذية فى الوقت الذى تكون فيه المراقبة ضروية أكثر مما كانت عليه أيام الرئيس السابق ريتشارد نيكسون. وفى مقال آخر تحت عنوان «الحديث عن الاستجواب يشكل مخاطر على كلا الحزبين»، قالت «واشنطن بوست» إن ترامب لجأ إلى تكتيكات التخويف من اندلاع أعمال عنف، فى حالة فوز الديمقراطيين فى انتخابات التجديد النصفى بالكونجرس المقررة فى 6 نوفمبر القادم. بينما حذر رودولف جوليانى محامى ترامب من مشكلة من الجهة الأخرى تتمثل فى انتفاضة، وأن أنصار الرئيس الأمريكى ينظرون إلى تحقيق المحقق الخاص روبرت مولر على أنه غير قانوني، وأن الاستجواب مجرد محاولة حزبية لتجريد ترامب من الفوز الذى حظى به فى انتخابات الرئاسة الأمريكية فى 2016. وتابعت أن ترامب حذر أيضا خلال مقابلة مع برنامج «فوكس آند فريندز» على شبكة فوكس نيوز الأمريكية من أن استجوابه سيتسبب فى انهيار الأسواق، وازدياد الناس فقرا، موضحة أن كلام الرئيس الأمريكى صحيح حيث تراجعت الأسواق مع اندلاع فضيحة ووترجيت، حيث مر الاقتصاد الأمريكى بفترة صعبة بسبب استجواب نيكسون واستقالته فى وقت لاحق مع تراجع أسعار البترول. على صعيد آخر، غاب ترامب عن تكريم السيناتور الراحل جون ماكين وتوجه إلى ناد للجولف يملكه قرب واشنطن خلال الجنازة فى واشنطن. وقالت ميجان، ابنة ماكين، وهى توجه تحية حارة إلى والدها فى كاتدرائية واشنطن على بعد بضعة كيلومترات، إن «أمريكا جون ماكين لا تحتاج إلى أن نعيد لها عظمتها لأنها كانت دائما عظيمة»، فى سخرية واضحة من شعار حملة ترامب. وأثارت هذه العبارة تصفيقا طويلا للحاضرين، وبينهم مقربون من ترامب تتقدمهم ابنته إيفانكا. وانضم الرئيسان الأمريكيان السابقان باراك أوباما وجورج بوش الابن إلى آلاف المشيعين فى مراسم وداع ماكين بطل حرب فيتنام والمرشح الرئاسى السابق الذى أحبط الرجلان محاولاته للوصول إلى البيت الأبيض.