أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية أمس حالة الطوارئ الأمنية في العاصمة طرابلس وضواحيها،نظرا لخطورة الوضع الراهن ولحماية وسلامة المدنيين، والممتلكات الخاصة والعامة. كما أعلن المجلس عن تشكيل لجنة لتنفيذ الترتيبات الأمنية الواردة في الاتفاق السياسي الخاصة بالعاصمة طرابلس وباقي المدن الليبية.واندلعت اشتباكات عصر أمس في منطقة «مشروع الهضبة» بالضاحية الجنوبيةالشرقية للعاصمة بين قوات اللواء السابع القادم من مدينة ترهونة وقوة الأمن المركزي المعروفة بكتيبة «غنيوة». وتستخدم في الاشتباكات أسلحة خفيفة ومتوسطة فضلا عن استخدام للدبابات.وتأتي الاشتباكات بعد ساعات من الهدوء الحذر الذي شهدته العاصمة عقب اشتباكات ليلية عنيفة استمرت إلي وقت مبكر من صباح أمس.وشهدت الساحة دخول عنصر جديد متمثل في قوات «جهاز الأمن العام» القادمة من مدينة الزنتان بقيادة عماد الطرابلسي وذلك لتأمين مناطق غرب طرابلس بطلب من المجلس الرئاسي. يأتي ذلك بعد أن تجددت المعارك فى العاصمة الليبية طرابلس ومحيطها، معلنة انهيار الهدنة التى تم التوصل إليها بعد 5 أيام من القتال العنيف، وذلك عقب ساعات من إقرار الهدنة ليلة الجمعة الماضية، واتهم اللواء السابع مشاة ميليشيات مسلحة فى العاصمة الليبية طرابلس بخرق وقف إطلاق النار والهدنة التى تم التوصل إليها تحت رعاية الأممالمتحدة ومشايخ وأعيان من الغرب الليبى. وتعرض فندق الودان الذى يقع على مسافة 100 متر من السفارة الإيطالية فى وسط طرابلس لقصف عشوائى من الميليشيات، مما أسفر عن إصابة ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص ودمار شديد داخل وخارج الفندق. كما سقط صاروخ آخر على منزل مدنيين بمنطقة بن عاشور. ويقع المنزل على مسافة 200 متر من مكتب رئيس الوزراء. وفى تطور آخر، أكدت شركة البريقة لتسويق النفط الليبى اصابة خزان ديزل رقم 122خلال الاشتباكات المسلحة جنوب العاصمة، وحذرت الشركة مما سيترتب على الاشتباكات من كوارث إنسانية وبيئية واقتصادية. ومن جانبها، دعت حكومة الوفاق الليبية المجتمع الدولى إلى تحمل مسئوليته تجاه هذه الخروقات وتحميل المسئولية للجهة التى يثبت اختراقها لوقف إطلاق النار. فى حين، حض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش جميع الأطراف على وقف الأعمال العدائية فورا فى ليبيا والالتزام باتفاقات وقف إطلاق النار المبرمة فى الماضى برعاية الأممالمتحدة. وفى القاهرة، أعرب أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن استنكاره الشديد للتصعيد الخطير فى الوضع الأمنى بطرابلس، وأكد ضرورة الوقف الفورى للأعمال القتالية والامتثال لترتيبات وقف إطلاق النار والإجراءات التى يقوم بها المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق. وكانت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا قد دعت فى وقت سابق إلى إنهاء القتال فى ليبيا، وذلك فى بيان مشترك صدر فى روما، وهددت من يعملون على تقويض الأمن فى طرابلس ومناطق أخرى فى ليبيا بأنهم سيحاسبون على أفعالهم.