قبيل زيارة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى إلى الصين، أشاد سفير الصين لدى مصر سونغ آى قوه بالعلاقات الوثيقة التى تجمع بين الصين ومصر باعتبارها نموذجا للتعاون الصينى الإفريقي. وقال سونغ فى مقابلة حصرية أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) إنه «بفضل الجهود المشتركة للجانبين، يسرنا أن نشهد الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر وقد بلغت مستوى جديدا». وأشار السفير الصينى إلى أن البلدين حافظا على تنسيق وثيق بشأن القضايا الإقليمية والدولية فى السنوات الأخيرة، مضيفا أن العلاقات السياسية الوثيقة بين البلدين تعززها الزيادة السريعة فى التجارة والاستثمار الثنائيين وكذلك التعاون فى تنفيذ مشروعات البنية التحتية الرئيسية. وتابع قائلا إن الصين حافظت فى عام 2017 على مكانتها كأكبر شريك تجارى ومصدر للواردات بالنسبة لمصر، فيما واصلت الاستثمارات الصينية ارتفاعها بوتيرة سريعة. فقد بلغ إجمالى حجم التبادل التجارى بين الصين ومصر فى عام 2017 ما قيمته 10.83 مليار دولار أمريكى، بينما سجل عدد المواطنين الصينيين الذين زاروا مصر ارتفاعا قياسيا وهو 300 ألف. وأشار السفير إلى أن «البلدين حققا أيضا تقدما واعدا فى التبادلات الثنائية والتعاون فى مجالات العلوم والتكنولوجيا، والتعليم، والصحة، وحماية البيئة». ومن المقرر أن يشارك الرئيس السيسي، الذى زار الصين عدة مرات منذ توليه منصبه عام 2014، فى قمة بكين لمنتدى التعاون الصينى الإفريقى المقرر عقدها يومى 3 و4 سبتمبر. وقال سونغ إن «زيارات الرئيس السيسى تعكس الأهمية التى يوليها الرئيس المصرى لتنمية العلاقات بين الصين ومصر». وسوف تعقد قمة بكين لمنتدى التعاون الصينى الإفريقى تحت عنوان «الصين وإفريقيا: نحو مجتمع أقوى ذى مستقبل مشترك من خلال التعاون المربح للجميع». ومن خلال القمة، ستعمل الصين على ربط مبادرة الحزام والطريق بأجندة الاتحاد الإفريقى 2063، وخطة الأممالمتحدة للتنمية المستدامة 2030، والإستراتيجيات التنموية الخاصة بالبلدان الإفريقية، حسبما قال سونغ. تهدف المبادرة، التى اقترحتها الصين فى عام 2013، إلى بناء شبكة من التجارة والبنى التحتية تربط آسيا بأفريقيا وأوروبا بطول مسارات التجارة القديمة لطريق الحرير. وذكر سونغ أن إفريقيا تعد امتدادا طبيعيا وتاريخيا لمبادرة الحزام والطريق إذ أنها تذخر بوفرة من الموارد الطبيعية والبشرية بالإضافة إلى إمكانات سوق ضخمة. ومن ناحية أخرى، تعمل الصين على تنفيذ سياسات إعادة الهيكلة الاقتصادية والتحديث الصناعي، تدعمها فى ذلك رؤوس الأموال والتكنولوجيات والمعدات الفعالة من حيث التكلفة، حسبما أشار سونغ. وقال «إن الجانبين يمكن أن يكمل كل منهما الآخر لتحقيق التنمية المشتركة»، لافتا إلى أن التعاون الصينى الإفريقى يمثل التطلع المشترك لشعبى الجانبين. ولدى تأكيده على أن التعاون بين الصين ومصر يمكن اعتباره نموذجا للتعاون بين الصين والدول الإفريقية، أعرب سونغ عن اعتقاده بأن زيارة السيسى المرتقبة للصين ستعزز تنمية العلاقات الصينية الإفريقية. وقال سونغ إن مصر، باعتبارها بلدا أفريقيا، تعد عضوا مهما فى منتدى التعاون الصينى الإفريقى وقدمت إسهامات مهمة له. واختتم السفير الصينى حديثه قائلا «فى العام المقبل، ستتولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي، وأعتقد أن مشروعات التعاون الصينية الإفريقية الجديدة التى ستقترحها قمة بكين ستنفذ بشكل جيد خلال فترة رئاسة مصر» (شينخوا).