في ظل الحرب التجارية المستعرة بين بلاده والعديد من الدول الأخري، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من منظمة التجارة العالمية، في حالة عدم قيام الأخيرة بإجراء إصلاحات، وذلك في الوقت الذي تعتزم الإدراة الأمريكية فيه أيضا تطبيق رسوم جمركية علي واردات صينية لواشنطن بقيمة 200 مليار دولار ابتداء من الخميس المقبل. وأكد ترامب، في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء»بلومبرج»الاقتصادية الأمريكية في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض أمس الأول، أنه سيقر الانسحاب من منظمة التجارة العالمية وإصلاح السياسة التجارية الأمريكية إذا لم تجر المنظمة الدولية إصلاحات، لم يحدد نوعها بعد. وكرر ترامب متوعدا :»نعم، سننسحب من هذه المنظمة إذا لم يطور مسئولوها أداءهم. كما رأي أنها تعامل بلاده»بطريقة سيئة»، وهو ما دفعه إلي انتقادها مرارا علي الرغم من أنه نفي في 29 يونيو الماضي اعتزامه الانسحاب منها، ووصفها وقتها بأنها «غير عادلة». وعلي صعيد الحرب التجارية مع بكين، ذكرت مصادر أمريكية مطلعة أن الرئيس الأمريكي يعتزم المضي قدما في خطته الرامية إلي فرض رسوم جمركية علي الواردات الصينية للبلاد والتي تبلغ قيمتها 200 مليار دولار، فور انتهاء المهلة الحالية للتعليقات العامة لها والمحدد سقفها الزمني بالخميس المقبل . وفي هذا الشأن، أوضحت وكالة»بلومبرج» أن أمام الشركات والأفراد من الشعب الأمريكي فرصة سانحة حتي 6 سبتمبر الجاري لتقديم تعليقاتهم علي الرسوم الجمركية المقترحة والتي تغطي جميع الواردات من الصين، ابتداء من عصي التصوير الذاتي»سيلفي ستيك»وصولا إلي أشباه الموصلات. وأضافت الوكالة أنه وفقا ل 6 مصادر مطلعة علي هذه المسألة أن ترامب يعتزم فرض الرسوم بمجرد انتهاء المهلة. وفي رد فعل فوري من أسواق المال علي هذه الأخبار، انخفضت أسعار الأسهم الأمريكية، حيث وصل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقا إلي مستوي 2900 نقطة. كما أدت هذه الأخبار الجمركية أيضا إلي تفاقم معنويات السوق الهشة بالفعل مع تأثير ذلك علي عملتي الأرجنتين وتركيا بصفة خاصة.وفي غضون ذلك، حذر بعض المسئولين الأمريكيين من أن ترامب لم يتخذ بعد قراره النهائي، وأنه من الممكن أن تطبق الحكومة الرسوم الجمركية المقترحة علي دفعات. وفيما يتعلق بالحرب التجارية مع التكتل الأوروبي، اعتبر ترامب، خلال المقابلة ذاتها مع وكالة «بلومبرج»أن عرض الاتحاد الأوروبي التخلي عن الرسوم الجمركية علي واردات السيارات الأمريكية «غير كاف».