تطل علينا بين الحين والآخر فى ثوب مختلف، عبر فيديو كليب جديد، مصحوبا بغناء خفيف ورشيق يجلب المتعة والسعادة، أو فيلم سينمائى أو مسلسل تليفزيونى، تستطيع دوما وسط دهشة مفرطة ترتسم على الوجوه أن تخطف الأبصار ومن قبلها القلوب التواقة للعشق والجمال، تملأ الدنيا بالفعل وتشغل الناس، حتى صارت بجدارة أيقونة للجمال المقترن بالإبداع الفنى فى كل إطلالة، ونجمة مكرّسة فى عالم بابه مفتوح على مصراعيه للشهرة والنجومية، فهى مغنية، وممثلة، تلعب الأدوار بجدارة تستند إلى الموهبة والاجتهاد والذوبان فى الشخصية حتى الثمالة، فهى عندما تضع قدميها داخل البلاتوه تنسى ذلك العالم الخارجى بتفاصيله المرعبة، وتعيش بشكل كامل ما بين امرأة صماء أوسيدة أعمال أومصممة أزياء متهمة بجريمة قتل، أو حتى فتاة شعبية، ومؤخرا فتاة محترفة فى النصب فى مسلسل «لعنة كارما». لعبت «هيفاء» أدوارا كثيرة، ما بين الإثارة والتشويق، وبرعت فى العزف على أوتار مختلفة، حيث تتنقل بين الشخصيات المتعددة لتقدم فى رمضان من كل عام قصة درامية أكثر نضجا من سابقاتها، فى نفس الوقت لاتنسى حرفتها الأساسية «الغناء» الذى انطلقت من خلاله لتلامس السحب على جناح الشهرة، ومن ثم فقد حرصت فور الانتهاء من موسم رمضان الدرامى على أن تصدر ألبومها الجديد «حوا» الذى تنتصر فيه قلبا وقالبا للأنثى فى كل حالاتها، فى شقائها وضعفها، وفى قوتها وقدرتها على تحدى الرجل والزمن والأيام .. تعالوا بنا نغوص فى عوالم «هيفاء» الخفية منها والمعلومة أيضا فى حوار من القلب وإلى القلب. ........................................................ فى البداية حققت أغنيات ألبومك الجديد « حوا» نجاحا كبيرا ومشاهدة ضخمة على مواقع الإنترنت هل كنت تتوقعين هذا النجاح؟ بصراحة توقعت، لكن هذا النجاح فاق توقعاتى بمراحل. طريقة طرح ألبومك جاءت جديدة حيث طرحت كل يومين أغنية على موقع الفيديوهات الشهير « اليوتيوب» لماذا لجأت لهذه الطريقة؟ حتى نعطى للمستمع الذى يشاهدنا فرصة ليستمتع بهدوء ودون «شوشرة» بكل أغنية على حدة ويركز فى كلماتها ولحنها وتوزيعها. هل ستكتفين بطرح الأغنيات على «اليوتيوب» وتصوير بعضها كفيديو كليب دون طرح الألبوم فى الأسواق كما فعلت المطربة لطيفة؟ لا، لأ سأقوم بطرح الألبوم فى الأسواق طبعا. خلال الفترة الحالية طرحت ألبومات جديدة ل «عمرو دياب وتامر حسنى وإليسا»، فضلا عن أغنيات « سينجل» ل «سميرة سعيد ولطيفة»، ألم يخف هذا هيفاء وهبي، ويجعلها تبتعد عن موسم الصيف؟ بثقة قالت : لم أخف إطلاقا ... لأن لى جمهورا كبيرا ينتظر أعمالى الغنائية بشغف وحب، ومنذ فترة طويلة لم أطرح ألبومات، وبالتالى الجمهور كان ينتظر ألبومى بلهفة وشوق، وهذا الجمهور كان يقابلنى ويقول لى : « بليز هيفاء متخليش التمثيل ياخدك من الغنا». كما أن ألبومى الجديد ليس ألبوما عاديا، لكنه يحمل اختيارات غنائية جميلة وينافس «بلذاذة» وبقوة كل ما طرح فى الأسواق، وفى النهاية الجمهور يحب التنوع، ولا يقتصر استماعه على مطرب معين، لكنه يحب الاستماع إلى كل ما هو جميل، ويحب أن يملأ صيفه بأغنيات خفيفة تصاحبه طوال أيام وليالى الصيف الرائعة. فى ظل المنافسة الشرسة الحالية على ماذا تراهنين فى ألبومك الجديد؟ فى البداية لا أرى منافسة، ثانيا كل ما يهمنى هو نجاح الألبوم، وأراهن على أفكاره المختلفة والجديدة عن كل ما قدمته من قبل، حيث يحوى أفكارا مجنونة على مستوى الكلمات والموسيقى التى نقدمها. إذن ما الجديد الذى تقدمينه ؟ هو ألبوم صيفى بامتياز، الجديد فيه هو انحيازى للأنثى، لابد لكل سيدة أن تعرف انها ليست ضعيفة، ولا قليلة الحيلة، لكننا نمثل شريحة كبيرة، ولابد أن يظهر هذا وينعكس فى المجتمع، صحيح أن الرجل «حاجة» كبيرة، لكنه ليس كل شىء.!، وهذا ليس معناه أننى ضد الرجل، لكنى أحببت أن «أدلع» الأنثى أكثر فى هذا الألبوم، لهذا اخترنا له اسم «حوا». هل انحيازك هذا يرجع لعقدة تعانى منها «هيفاء» بعد انفصالها عن زوجها؟ ضاحكة: «هتعقد من أيه!»، ليست لدى عقدة من الرجال، لأنه -كما يقول المثل الشعبى - «صوابعك مش زى بعضها»، حتى لو أننى متزوجة وسعيدة مع زوجي، سأغنى أغنيات مثل الموجودة فى الألبوم . ما رأيك فى التشابه الموجود بين لحن أغنيتك «رجب»، ولحن أغنية عمرو دياب الجديدة « هدد»؟ لم أسمع بعد أغنية «هدد»، لكن أكثر من شخص نبهنى لهذا التشابه، فكنت أرد على كل من يقول لى هذا: « فد عمرو ميت لحن»! ماهى الأغنية التى أخذت منك وقتا طويلا فى أدائها ؟ أغنيتان دراميتان فيهما مشاعر عالية جدا الأولى «قالوا سبني»، كنت أبكى فى الاستوديو فى أثناء تسجيلها، رغم أننى لم أتعرض للخيانة فى حياتى الشخصية، لكن قوة المشاعر والأحاسيس الموجودة فى الأغنية جعلتنى أبكي، والأغنية الثانية «فى يوم من الايام»، وعلى العكس خطفت « جن الصبي» قلبى بمجرد عرضها علي، لهذا سنقوم بتصويرها، خلال الفترة المقبلة مع أكثر من أغنية أخرى، لأن كل أغنية فى الألبوم أحلى من الأخرى. هل أخذ التمثيل هيفاء وهبى من الغناء؟ لم يأخذنى إطلاقا، بدليل طرحى ألبومى الجديد «حوا» خلال الأيام الماضية، لكننى فى أثناء فترة التحضير لأى عمل فنى جديد سواء سينما أو دراما أو غناء، يأخذ منى هذا العمل كل وقتى وتركيزي، وبالتالى لا أفكر فى أى شىء آخر، و يكون العمل الجديد هو كل دنيتي، وأعتبر هذا شيئا طبيعيا وصحيا. أنتقل بك لمجال آخر أصبحت فيه رقما صعبا وهو التمثيل، هل أثر التمثيل على اختياراتك الغنائية؟ لم يؤثر التمثيل على الغناء، لأن اختياراتى الغنائية تختلف عن اختياراتى التمثيلية، ففى التمثيل تجدنى أميل إلى الأدوار الصعبة والمعقدة التى تحتاج لمجهود كبير جدا فى الأداء والتركيز والتفكير، لكن فى الغناء أكون « هيوفة بقى» حيث مكانى الأصلي!. نعيد السؤال بطريقة أخرى : هل أثرالتمثيل بالإيجاب على هيفاء المطربة؟ طبيعى لأنه وضعنى فى مكانة متميزة ومهمة بين ممثلين وممثلات سبقونى بسنوات طويلة فى هذا المجال، وكان من الضرورى أن أشتغل على نفسى لترسيخ وتثبيت وجودى التمثيلي، لأن دخولى مجال التمثيل فى البداية كان مخاطرة كبيرة، لأننى كنت نجمة فى مجالى الغنائى وأحقق فيه نجاحا كبيرا، لكننى تخطيت هذه المخاطرة بإيمانى بموهبتى وحبى للتمثيل من قلبى وانتقاء الأدوار التى تصلح لى وتدعم مكانتى الفنية. هيفاء فى رمضان : قدمت واحدا من أنجح المسلسلات هذا العام، هو مسلسل «لعنة كارما» وشاركك فى البطولة الوجه الجديد «فارس رحومة» ألم تخافى من التمثيل أمامه خاصة انك نجمة كبيرة ولها اسمها؟ سألتنى ضاحكة أخاف ليه؟! صحيح أن الجمهور والصحافيين تعودوا على خوف بعض الفنانين من هذا الأشياء، لكننى بالعكس رحبت ب«فارس» على الفور عندما عرضه على مخرج العمل الأستاذ «خيرى بشارة»، و«فارس» ليس وجها جديدا، لكنه سبقنى بالعمل فى التمثيل بسنوات طويلة، وكان له وقع خاص فى المسلسل، وكنت متأكدة أننا اخترنا ممثلا يجيد فن التمثيل قبل أن يكون شابا وسيما وجميلا للعين، وكانت تجربتى معه جميلة جدا، وجميلة ليست كلمة «تتقال وخلاص» لكنها جميلة بمضمونها. ماذا تقصدين ب «كان له وقع خاص» فى المسلسل؟ فكرة شكله الأجنبى مع أصوله المصرية، خدمت الدور وكان هذا هو الجديد فى الموضوع. بعد النجاح الكبير الذى حققتماه كثنائى بينكما « هرمونى» فى الأداء هل ستتكرر التجربة مرة ثانية؟ هذا يرجع للورق لو عرض علينا عمل جديد ووجدناه مناسبا لنا «ليه لأ»، ممكن نجتمع مرة ثانية، لكننى بصراحة لست مع فكرة أننا نجحنا مع بعض فى عمل أن نكرر التجربة مرة ثانية، لأن لكل عمل ظروفه، والدور هو الذى يفرض أصحابه عليه، وأنا مؤمنة بمقولة يمكن ناس كتير تفاجأ بها، وهى كل ممثل هو بطل فى دوره حتى لو كان هذا الدور بسيطا أو صغيرا، لأن هذا فى النهاية يصب فى مصلحة العمل، وكلما كثرت الأدوار الجيدة حقق المسلسل النجاح. رغم أعمال النصب والسرقة التى قامت بها « كارما» فإننا لم نكرهها وتعاطفنا معها .. فى رأيك لماذا؟ ضاحكة: كارما لا تكره! فالبنت كان عندها إيمان بأنها تأخذ حقها، ولديها مبررات لكل ما قامت به، وبالنسبة لناس كتير هذا مبرر يجعلها تكمل المخطط الذى بدأته، فضلا عن أن «كارما» بنت طيبة ومحبة للخير، ولديها أمل فى أن بكره أحلى، وواصلت ضحكاتها قائلة: أنا شخصيا بحب كارما !! شخصية « كارما» كانت مركبة ومعقدة نفسيا هل لجأت لأطباء نفسيين؟ بابتسامة ناعمة: كنت طبيبة « كارما» النفسية، وواصلت ضحكها قائلة: «هو أنا ناقصة!»، يعنى أنا شخصيا، وكارما والطبيب، كده نطلع الثلاثى المرح ولا ايه! يعنى عشان «كارما» معقدة، أتعقد نفسيا! طب لما تخلص «كارما» إن شاء الله أرجع لنفسى إزاي!!. واستكملت كلامها بلهجة جادة وقالت: كل ما فعلته اننى جلست مع أساتذة تمثيل، وكان هذا هو الصحيح بالنسبة لي، فلست من مدرسة التقمص الكامل للشخصية، أنا من مدرسة الواقعية، يمكن مع مرور الوقت أوصل لمرحلة التقمص الكامل وأذهب مع كل دور معقد لطبيب نفسي، لكن عموما أنا شاطرة وأذاكر دورى جيدا، وأقوم بتحضيره جيدا قبل وقوفى أمام الكاميرا، وأفصل شخصية « هيفاء» تماما عن الشخصية التى أجسدها، حتى أستطيع التوغل فى أعماق تلك الشخصية التى أجسدها، وبصراحة لا أحتاج أطباء لكن أحتاج لمخرج شاطر موهوب متمكن من أدواته الإخراجية، يستطيع أن يديرنى بطريقة صحيحة. شعرت فى أثناء مشاهدتى انك لجأت لطبيب نفسى لأنك قدمت الشخصية بتوازن نفسى جميل جدا؟ ضاحكة : «الفوفا بقى»، وقالت بثقة: الحمد الله ربنا متعنى بالذكاء ووهبنى حب التمثيل، والتمثيل أيضا يحبني، لهذا حدث هذا التوازن النفسى الذى وصفتنى به، وأحيانا لا ينتبه الفنان لما يقوم به من كثرة تعمقه «بالكاراكتر» الذى يجسده، وأنا بصدق أنسى العالم الخارجى كليا عندما أبدأ تصوير عمل جديد، ولا أنساه بمعنى أن ينتهى التصوير وأفضل فى حالة نسيان، لكنى أفصل نفسى عن العالم الخارجي، وأفصل نفسى حتى عن «هيفاء وهبى» بكل شياكتها واكسسواراتها وطلتها، وأكون فقط الشخصية التى أجسدها، وهذا الصدق الفنى هو الذى يجعل الناس تصدقنى وتتساءل : «مين دي، أو إزاى هيفاء قدرت تعمل ده؟»، خاصة اننا بنصور فى شهر رمضان فى ظروف ليست ملائمة إطلاقا. ولكنى فى الحقيقة أقوم بعمل مجهود كبير، حتى فى ساعات نومى أذاكر ذهنيا فى تفاصيل الشخصية، وأقول بينى وبين نفسى «بكره هعمل كده، وبعده هعمل ده»، وأصحى من النوم وكأنى الشخصية، يعنى أبدأ يومى «كارما»، ولا أسمح لأحد أن يفصلنى عن هذا ويشغلنى بتفاصيل الحياة اليومية، أو يسألنى عن ألبوم أو أغنيات، لا تمت للعمل بصلة، وبسبب هذا أتعمق فى الشخصية، وأصل لحالة التوازن النفسى التى قلت عنها. إلى هذه الدرجة يا هيفاء؟ طبعا لا أسمح لأحد أن يشتتني، طالما أخذت القرار أن أعمل هذا الدور، خلاص لابد أن أكون على قدر القرار الذى أخذته، حتى لو كانت قراراتى التمثيلية أكبر مني، أحاول الصعود لها، لأنه يوجد مخرج كبير لابد أن أكون على قدر مسئولية الوقوف أمام كاميراته، وهناك جمهور كبير ينتظر جديدى التمثيلى الذى يحمل اسمى أولا وأخيرا، ولابد أن أحافظ على كل هذا وأكون مقنعة. هيفاء عندما يعرض عليك دور ما سواء سينما أو دراما كيف تحولين الورق لشخصية من دم ولحم تنبض بالحياة؟ لابد أن أصدق الدور، لو صدقت الدور ووافقت عليه، أبدأ فى خلق ملامح من دم ولحم للشخصية ، وأفصلها عنى تماما، وطوال أيام المذاكرة والتحضير أقفل ورائى الأبواب المفتوحة التى يمكن أن تشغلنى عن أدائى للشخصية، وكلما اقترب موعد التصوير أغلق كل الأبواب حتى آخر باب مع أول يوم تصوير، والله حتى أننى لا أعرف أهلي، ولو سألت ستجدهم هم الذين يسألون عني، وعندما يزورنى أحد من إخوتى لا أركز معه بصورة كاملة، وأقفل على نفسى أنا والشخصية وأودع « هيفاء وهبي» وأقول لها: « عن إذنك يا مزة عيزينك تبعدى شوية وعايزين روحك نحطها جوا الكاركتر الجديد»، وحولى أساتذة تمثيل يوجهوننى فى البداية، وبعد توجيههم أقول لهم شكرا يا جماعة، وأبدأ التركيز فى الدور. تميز مسلسل « لعنة كارما» بالترابط الموجود فى الحلقات ففى كل حلقة كان هناك حدث ما، كيف حدث هذا الترابط؟ هذا يرجع بالأساس للمخرج الكبير خيرى بشارة، حيث حافظ على «عضم» المسلسل الأساسى بطريقة مهمة جدا، فى الوقت الذى حذف فيه الأشياء التى تعتبر دخيلة أو زائدة على الأساس، وهذا ما جعل كل حلقة مليئة بالأحداث. هل الإثارة والغموض فى أعمالك مقصودة، وهل أصبحت لغة الدراما الحديثة خاصة بعد تجربتى «الحرباية» و» لعنة كارما»؟ بالطبع ليس مقصودا، ولكن أحيانا وبالمصادفة تكون هناك أشياء مشتركة بين عمل وآخر، طبعا الأعمال التى فيها غموض وإثارة تستهوينى بالأساس، لكننى لا أشترط وجودها، ولو كانت موجودة فأهلا وسهلا بها، وإذا كانت غير موجودة أرى الجديد الموجود فى العمل ومهم لى وللشاشة وأقدمه. جرعة الرومانسية لم تكن كافية فى مسلسل « كارما» ولا حتى فى « الحرباية» هل نتوقع أن نرى « هيفاء» فى مسلسل رومانسى يتناسب مع رقتك وجمالك؟ ليس شرطا أن ترتبط الرقة والجمال والشياكة بالرومانسية، كل ما كان هناك تناقض بين الشكل الجميل وبين ما يقدم من أفعال غير سوية، فهذا يعمل خلطة سحرية جميلة تجذب الجمهور، وبصراحة لا تستهوينى الأعمال الرومانسية إلا لو القصة كلها قائمة على هذه الحالة الرومانسية بطريقة لا تقاوم، لكن هذا لا يمنع أنه لو تخلل الموضوع الذى نقدمه كما حدث فى» «الحرباية» أو «كارما» قصة حب فلا مانع من تقديمها، واستكملت كلامها ضاحكة: لكن لابد أن تكون قصة حب مختلفة، وليست طويلة، حتى تنتهى بسرعة ونخلص ونشوف اللى بعدها!. لماذا دائما النهايات فى مسلسلاتك غير سعيدة باستثناء هذا العمل الذى جاءت نهايته مفرحة إلى حد ما؟ ضاحكة: رغم إننى أحب النهايات السعيدة، أو بالأحرى البداية الجديدة، وفى «كارما» كانت النهاية فيها حزن، فأتفقنا جميعا أنا والمؤلف والمخرج على تغيير النهاية لرسم بسمة على شفاه الجمهور الذى يشاهدنا، لأنى أؤمن بأنه توجد دائما بداية جديدة بعد كل نهاية مأساوية. حدثنى عن تجربتك لأول مرة مع مخرج المسلسل « خيرى بشارة» بما لديه من رصيد سينمائى ودرامى كبير؟ كانت تجربة ممتعة وثرية جدا على كل المستويات الإنسانية والفنية، وأحببته جدا، وحاليا كل فترة أكلمه وأطمأن عليه، وأستمع لنصائحه، رغم إننى عندما جلست معه فى البداية كنت متوترة بحكم إسمه ومكانته، لكننى اكتشفت أنه شخصية بسيطة جدا وإنسان جدا، وحنين جدا، وحتى يخفف من حدة العمل طلب منى أن أدلعه وأناديه ب»خوخة»!، ومعاملته الرقيقة فى الاستديو معى ومع كل فريق العمل تجعل أى حد «يدلعه»، وهو يستحق هذا الدلع، كما أنه يحب الابتسامة، واستطاع بالفعل رسم البسمة على وجوهنا جميعا، فكان مثلا ينادينى «كارما» فأرد عليه نعم « يا أستاذ»، فيعيد النداء مرة أخرى : « كارما»، فأقول له «نعم يا خوخة»، فيقول لى : «بحبك»، فيشحننى بطاقة ايجابية بمجرد ما يقول «أكشن». فضلا عن أنه يعمل بروح الهواة رغم خبرته ومشواره الطويل، فكان يسمع لكل الآراء وفى النهاية الكلمة كلمته، طبعا هذا لا يمنع أن لديه خصوصية المخرج وعنده ساعات «موده المتقلب»، وهذا من حقه لأن كل المسئولية تقع على عاتقه، لكن فى النهاية العمل معه متعة، وأحب تكرار تجربتى معه فى القريب العاجل. هيفاء أصبحت المطربة الوحيدة التى تنافس الممثلات بقوة وأصبحت تمثل خطرا عليهن، كيف تديرين موهبتك التمثيلية؟ بالمحافظة على اختياراتى الفنية، لابد من الانتباه لاختياراتي، ليس كل ما يعرض على أقوم بتمثيله، أو معناه أن هذا مشروع متاح بالنسبة لي، لهذا «فيه ناس كتير» تنزعج من اعتذاراتى عن كثير من الأعمال، لكن لابد أن أحافظ على نجاحى وما وصلت له، وأدير موهبتى بطريقة صحيحة، بمعنى: أعرف متى أظهر؟ متى أختفي؟ ، فضلا عن القراءة الكثيرة قبل كل عمل فى قراءات مختلفة، كما لدى فريق عمل نتباحث فى كل عمل جديد يعرض علي، ومع هذا الفريق هناك مدرب التمثيل. نحن نعيش أكبر فعل تراجيدى نتيجة المآسي، التى يعيشها الشعب العربى وبالتالى نحن بحاجة لأعمال كوميدية لتخفيف حدة المآسى هل تفكرين فى تقديم عمل كوميدى أم أن الكوميديا تخاصم هيفاء وهبي؟ لا أخاصمها بالطبع، بل أتمنى تقديم عمل كوميدى فعلا، لأننى فى الحياة العادية شخصية «funy» مرحة، وأحب الكوميديا جدا، حتى إن المحيطين بى يقولون عنى «دى عادل إمام الصغير»، ورغم أننى لست فنانة كوميدية، لكنى أحب كوميديا الموقف، بمعنى أنه عندما أوضع تمثيليا فى مواقف كوميدية ضحك ويكون لها ردود فعل قوية، إذا عثرت على نص بهذه المواصفات، سأنجح فى تقديم الكوميديا، لكن لو اعتمدت على الكوميديا « الفارس» لن أنجح، وأنا لا أحب الفشل، ولا أحب التردد، ولقد علمت نفسى شيئا مهما جدا، عندما أتردد فى شيء الإجابة تكون عندى لا. هل تفكرين فى تقديم عمل استعراضى غنائى خاصة أننا نفتقد هذا النوع من الدراما وأنت أكثر من يستطيع تأدية هذا الدور؟ لابد من وجود ورق يغرينى لتقديم هذا العمل الاستعراضى الغنائي، فى حالة عدم وجود الورق أو المشروع الصح، يظل مشروعا مؤجلا. هل هناك خطر على الأنوثة العربية فى ظل أعمال دراما البلطجة والعنف التى تسيء للمرأة؟ ليست هناك خطورة، ومجتمعاتنا العربية فيها أشياء كثيرة تسيء للمرأة أكثر من أعمال العنف والبلطجة، والدراما ليست مسئولة عن «اللخبطة» التى تحدث فى المجتمعات العربية، وأرى أن أى عمل فيه عنف أو بلطجة فهو بالتأكيد يلقى الضوء على مشكلة ما موجودة فى المجتمع، ويجب ألا نكون مثل النعام وندفن رءوسنا فى الرمال، وإذا كان البعض يتضايق عندما يرى عملا ما ولا يرى حلا للمشكلة التى يتعرض لها العمل، فهذا ليس مطلوبا من الدراما، وليس مطلوبا منك كمتلقى أن تطلب من العمل نفسه الهدف الذى يريد توصيله للمجتمع. رغم النجاح والتألق فى الدراما والسينما المصرية أين هيفاء وهبى من الدراما اللبنانية؟ هذا سؤال صعب وصعوبته ترجع إلى أن هذا أصبح مطلب اللبنانيين أنفسهم، لكننى بصراحة «صعبتها» على نفسي!، بمعنى أننى تعودت فى مصر على تقديم دراما تقيلة جدا، من حيث الأفكار والتمثيل والإخراج، كما تعودت على وجود ميزانية مفتوحة فى الإنتاج، ولابد عندما أقدم شيئا فى بلدى لبنان يكون على نفس مستوى ما قدمته فى مصر، وحتى الآن لم أجد العمل القوى من كل الجوانب الذى يغرينى بتقديمه فى لبنان. هل نجاحك الدرامى جعلك تهجرين السينما؟ لأ طبعا أنا عاشقة للسينما وهى أيضا، وقريبا بإذن الله يوجد مشروع سينمائى نحضر له حاليا، وسيظهر قريبا، ولا أريد الحديث عنه حتى تكمل الصورة و يقرب موعد تصويره.