عودة الى الحياة بعد السقوط فى الهاوية ونفق الإدمان المظلم.. كلمة رددها شباب المتعافين من الإدمان وتعاطى المخدرات بأنواعها، بعدما وقف معهم صندوق مكافحة وعلاج الإدمان التابع لوزارة التضامن الاجتماعى من خلال مبادرة «بداية جديدة» لمساعدتهم على التعافى والخروج بهم من تجربة قاسية جدا عليهم كشباب وعلى أسرهم ومجتمعهم ايضا. وبالتالى كانت فكرة دمجهم فى المجتمع من خلال مشروع يقدمه لهم الصندوق من خلال بنك ناصر الاجتماعى لتمكينهم اقتصاديا، ويشعرون من خلاله بعودة الثقة فى أنفسهم واعادة قدرتهم على كسب الرزق من جديد والمعيشة السوية والصمود فى الحياة بارادة قوية، لعدم العودة الى طريق الادمان مرة اخري. وكان ل «الأهرام» حديث مع هؤلاء الشباب حول تجربتهم، وأسباب دخولهم هذا العالم المدمر، ورحلة الخروج منه. فى البداية تحدث محمد مجدى - شاب فى العشرينات - قام بعمل مشروع «نت كافيه» قائلا: دخلت عالم المخدرات من خلال أصدقاء السوء، وفى سن المراهقة جربت السيجارة وبعدها الأقراص المخدرة وهكذا، حتى وصلت لقاع الهاوية وتمكنت منى المواد المخدرة، لدرجة اننى تناولت جميع الأنواع إلى ان أصبحت مدمنا، الامر الذى ترك أثرا كبيرا على اسرتي، وسبب لهم العار، وتمنيت الموت ولكن اسرتى اصرت على العلاج وكانت أمنية والدي. وأضاف: تم الاتصال بالخط الساخن لعلاج الادمان، وكان بمثابة آخر أمل أمام اسرتي، وبالفعل ذهبت وبعد أسبوع توفى والدى وقتها، قررت الانتصار على المخدرات التى دمرت حياتى ووقف معى الاخصائيون والأطباء بالمركز، وبالفعل بدأت خطوات الشفاء، وبدأت معها جلسات الثقة بالنفس وعودة الدمج فى المجتمع مرة اخرى من خلال العودة الى العمل، وبالفعل ساعدنى الصندوق وحصلت على قرض بقيمة 80 ألف جنيه وقمت باقامة مشروع «نت كافية»، وفتحت باب رزق ل3 من الشباب ايضا، الامر الذى جعلنى اشعر بمسئولية كبيرة، خاصة اننى نجحت فى سداد أقساطه واصبح عندى هدف هو نجاح المشروع. أما تامر محمد - فى آخر الثلاثينيات - أشار فى البداية بأصابع الاتهام للتفكك الاسرى وعدم الرقابة على الشباب ولا على أصدقائهم، الامر الذى يجعل الشباب بدون رقابة، وبالتالى يفعل ما يشاء، فيقع فريسة سهلة لمن تسول لهم أنفسهم فى دخوله عالم المخدرات. واستطرد قائلا: بدأت رحلتى مع الإدمان وانا فى العشرينيات، وتدرجت فيها بكل الانواع، حتى انى وصلت الى مرحلة التعاطى ليس للمتعة، بل لتسكين الآلام الشديدة، وبسببها ضيعت أموال اسرتي، وكان لدينا محل قمت باغلاقه بعدما صرفت كل أموال البضاعة على المخدرات، وذات يوم تعرفت على صندوق مكافحة وعلاج الأدمان والسرية فى العلاج والتعافي، حاولت رغم تخوفى من عدم العلاج، ولكن المفاجأة انى وجدت طرقا وأسلوبا متطورا وحديثا من العلاج فى جميع المراحل، خاصة فى مرحلت الحجز للاستشفاء، كان هناك دوائر كثير منها الصحية والنفسية والاجتماعية، وتشمل توسيع القاعدة لدخول الاسرة فى المساعدة فى التعافي، وكان طريق العودة للحياة، حيث اقترح علينا الصندوق اهمية العودة للعمل، وانه أفضل طرق لتحقيق الذات من خلال مشروع، وطالبت بإعادة احياء محل الاسرة الذى أغلقته بسبب المخدرات، وتقدمت بدراسة ووافق عليها الصندوق، وساعدونى فى توفير كل أموال البضاعة، وفتحت المحل مرة ثانية لكن بعد المرور بتجربة مريرة. وينصح تامر كل أسرة بمتابعة أولادها ومعرفة اصدقائهم، وتوعيتهم دائما بأضرار المخدرات وعدم الانزلاق فى هذا الطريق الذى يدمر كل ما يسير فيه، وليس وحده بل يدمر أسرته والمجتمع. فكرة المبادرة «بداية لإعادة الدمج المجتمعي» ودعمها لشباب المتعافين، يوضحها الدكتور عمرو عثمان، المدير التنفيذى لصندوق مكافحة المخدرات وعلاج الادمان، قائلا: الغرض من المبادرة تحقيق الدمج المجتمعى للمتعافين، حيث يعد ذلك إحدى أهم المراحل اللاحقة للعلاج الطبى والنفسى لمريض الإدمان، إضافة إلى مساعدتهم على تقليل فرص حدوث الانتكاسة، وبالتالى كان اهمية دمج المتعافين مجتمعيا، من خلال تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة للمتعافين من مرض الإدمان، والعمل على توفير مشروعات صغيرة للمتعافين من تعاطى المخدرات من خلال مبادرة «بداية جديدة» لإقراض المتعافين من تعاطى وإدمان المواد المخدرة لإنشاء مشروعات صغيرة تساعدهم على العودة إلى العمل والإنتاج مرة أخرى وتمكينهم من إيجاد مصدر رزق لهم يعينهم على أعباء الحياة ويساعدهم فى الإنفاق على أسرهم. وأشار إلى أن قيمة إجمالى القروض التى تم توفيرها لإنشاء مشروعات صغيرة للمتعافين بلغت ما يقرب من مليون و340 ألف جنيه حتى الآن، و تدريب وتأهيل المتعافين للعمل بمهن يحتاجها سوق العمل المصرى مثل (صيانة التكييف، وصيانة أجهزة التليفون المحمول، وأعمال الكهرباء). وبجانب المبادرة يحرص الصندوق على استمرار خطة الصندوق لتطوير القدرات الاستيعابية والأساليب العلاجية للمراكز والمستشفيات التى وفرت خدمات العلاج ل268 ألف مريض مجانا وفى سرية تامة، فضلا عن زيادة عدد مراكز العلاج من 12 مركزا عام 2014 إلى 22 مركز علاج عام 2018، و زيادة عدد المحافظات المغطاة بخدمات العلاج من 9 محافظات إلى 13 محافظة، و توفير برامج تمويلية قدرها مليون و200 ألف جنيه لتمويل مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر للمتعافين من مرض الإدمان لتعزيز قدرتهم على الاندماج المجتمعي. و يقوم الصندوق حاليا بإنشاء مركزين لتقديم خدمات التأهيل لمرضى الإدمان بمحافظتى المنيا ومطروح، وذلك لتعميم خدمات العلاج والتأهيل فى الأماكن المحرومة بجميع أنحاء الجمهورية.