رغم أن لطيبة وجودا يسبق هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها، فإن هذه «المدينة» كانت على موعد أهم، وأعظم وأجل مراحلها التاريخية عندما رحل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرا.. هكذا وصف لنا المؤلف عدنان عبد البديع اليافى مكانة المدينة فى كتابه «المدينةالمنورة.. فى أعين رحالة غربيين» ويقول الشيخ أحمد زكى يمانى فى مقدمته للكتاب إن مكة امتازت بأنها الحرم الذى وضع فيه أول بيت للناس وأنها مولد الرسول ومهبط الوحى وبزوغ رسالة الإسلام، أما المدينة فامتازت بأنها عاصمة أول دولة للإسلام يرأسها عليه وعلى آله الصلاة والسلام. وقد تضمن الكتاب مجموعة من الموضوعات واستهلها المؤلف بالاستشراق ونشأته وكذلك دوافع الرحالة الغربيين للقدوم إلى الجزيرة العربية، ثم قدم نبذة مختصرة عن تاريخ المدينةالمنورة وسكانها قبل الإسلام وبعده، وعرج على الهجرة النبوية إلى طيبة، وأشار أيضاً إلى أبرز المواقع المهمة بها، كما تناول أسماء المدينةالمنورة وفضائلها وكذلك دورها فى العهود الإسلامية الماضية، وتوقف عند تاريخ المسجد النبوى وبنائه فى عهد الرسول عليه السلام والتوسعات التى حصلت فيه فيما بعد. أما الرحلات العربية التى وقفت على المدينةالمنورة وهى أكثر من عشرين رحلة فقد ذكرها المؤلف وكان من أبرزها رحلة ابن جبير وابن بطوطة والبكرى ورحلة العياشى والصفدى ورحلة ابن عبدالسلام وغيرها من الرحلات، فى حين أفرد جزءا كبيرا من الكتاب عن الرحالة الغربيين مع وصف دقيق لما كتبوه عن المدينةالمنورة من حيث السكان والمسجد النبوى والنشاط فيها، وكذلك المناخ والعادات والتقاليد فى المدينةالمنورة، وكان من هؤلاء الرحالة: جوزيف بتس وجون لويس بيركهارت وجورج سادلير وليون روش وريتشارد بيرتون والدكتور سنوك، ويقول المؤلف إن الرحالة الغربيين كان أولهم المغامر الإيطالى لودفيكو دى فارتيما الذى جاء إلى الجزيرة العربية عام 1503م، وسمى ب«الحاج يونس المصرى» وزار المدينةالمنورةومكةالمكرمة وكتب كتابا عن رحلته أسماه ب «رحلات فارتيما» تحدث فيه عن المدينتين المقدستين، واستمر قدوم الرحالة منذ ذلك الحين وحتى الزمن الحاضر. وألقى الكتاب الضوء على مشاهدات بعض من هؤلاء الرحالة وانطباعاتهم عن هذه المدينة المقدسة، وقد تم التركيز على بعض الرحالة الأوروبيين خصوصا دون إغفال رحالة آخرين تم ذكرهم، وذلك لأهمية الفترات التى قدموا أثناءها، وتميز رحلاتهم وكتبهم عن هذه الرحلات مع مراعاة تسلسل تاريخ قدومهم، وهناك العديد من الرحالة العرب والمسلمين قاموا برحلات كان الحج جزءا منها، ولكن رحلاتهم لم تكن أصلا مخصصة للحج فقط، ولو إن بعضهم ربما بدأ الرحلة بغرض أداء الفريضة، ثم جاب العالم لسنين طويلة، وزار مكةوالمدينة أكثر من مرة فى رحلاته، وقد يكون أفضل مثال الرحالة ابن بطوطة.