العراقيون بمختلف مكوناتهم، متفائلون بمستقبل مشرق لبلدهم والعيش بأمان وسلام، يأملون بتشكيل حكومة جديدة ربما تختلف عن الحكومات السابقة، رغم أنه حتى الآن لم تظهر بوادر تشكيل الحكومة خلال الفترة القريبة المقبلة حيث لم يتم تمكين الكتل الفائزة، أو بالأحرى الحاصلة على أكثرية أصوات الناخبين على الاتفاق فيما بينهم، بخلاف تأخير إعلان نتائج العد والفرز اليدوي، ولم يتم تحديد أو ترشيح شخص لرئاسة الوزراء من الكتل الشيعية. وليس سهلا اختيار مرشح يرضى جميع الأطراف، سواء العراقية أو الإقليمية أو الدولية. عدد من الأسماء تم تداوله فى الشارع العراقى وبين الأطراف السياسية، ولكن ليس مهما الاسم، المهم مدى قدرة هذا الشخص على قيادة حكومة تواجه تحديات كثيرة، والعمل على ضوء المستجدات الحالية على الساحة العراقية. وبلا شك فالحكومة العراقية المقبلة لن يكون عملها يسرا وسهلا، بل مهمتها شاقة وصعبة، فستكون حكومة الإعمار وتقديم الخدمات والتحدي، وهذا ليس بالأمر السهل بسبب الظروف الحالية التى يمر بها العراق على الصعيد السياسى أو الاقتصادى أو الأمني، أو حتى التدخل الخارجي. كذلك التناحر بين الأحزاب المؤثرة، بخلاف أنه من الصعب تشكيل الحكومة دون مشاركة جميع المكونات الرئيسة حسب الاستحقاق الانتخابي، ولهذه المكونات رؤى مختلفة رغم أن جميع هذه الرؤى يجب أن تصب فى مصلحة العراق والعراقيين، لكن لكل من هذه المكونات خصوصيات ورؤى خاصة بها يجب أخذها بعين الاعتبار. التحديات التى تواجه الحكومة العراقية المقبلة الجديدة كثيرة، منها إعادة إعمار ما دمرته الحروب والإرهاب، إعادة النازحين، توفير وتحسين الخدمات الضرورية للمواطنين، مثل الكهرباء والماء، تعيين الخريجين وتحسين الوضع الاقتصادى والأمنى والخدمات الأخري، والتقليل أو إلغاء بعض الامتيازات الخاصة، والأهم من كل هذه الأمور إزالة و محو التطرف و الفكر الإرهابى الذى زرعه داعش بين الشباب. وهناك خلافات بين المركز وإقليم كردستان يجب على الحكومة المقبلة إنهاؤها وحلها على أساس الالتزام بمواد الدستور، الذى صوتت عليه أكثرية الشعب العراقي، وأن تكون الشراكة حقيقية بين مكونات العراق دون محاولة تهميش مكون لحساب آخر، أى يجب أن يكون الجميع شركاء فى السراء والضراء، وأن تشكل الحكومة على أساس التوافق و التوازن، و الولاء لإنقاذ العراق مما وصل إليه الآن. وإذا لم تكن الحكومة المقبلة مدعومة من قبل الجميع فلا يكون النجاح حليفها، والمتضرر الوحيد سيكون الشعب العراقى بكل مكوناته، والأحداث الأخيرة فى مدن الوسط والجنوب أثبتت أن الحكومة العراقية إن لم تكن قادرة على التحدى والإعمار، فلن ترسو السفينة إلى بر الأمان. --------------- كاتب عراقى لمزيد من مقالات شيركو حبيب