شهدت حركة الفن التشكيلى فترة ازدهار عقب قيام ثورة 23 يوليو وما تلاها من أحداث عظام فى تاريخ مصر والأمة العربية, وتفاعل الفنانون مع أحداث الثورة وسجلوها فى أعمالهم حتى اعتبر النقاد هذه الأعمال تأريخا للثورة واعتبروا فترة الستينيات بمثابة مرحلة العصر الذهبى للفن التشكيلى، حيث انطلقت فيها كل الفنون والآداب ووجدت الرعاية الكاملة من الدولة وظهر ذلك واضحا فى إبداع الفنان التشكيلى بوجه خاص، حيث إنه قبل ذلك لم يكن يجد هذه الرعاية والعناية. فقد بدأ الحلم الوطنى الكبير يجذب معظم الفنانين للالتفاف حوله, وبدأت الحركة التشكيلية المصرية تسير فى سباق جمعى لتظهر مفردات الثورة ومحطاتها التاريخية فى العمل الفنى ولم تكن قبل ذلك حاضرة بهذه النظامية والولاء المتدفق. فرأينا فى لوحات الفنان حامد عويس ضروبا من فئات الشعب العامل مثل الفلاح والصياد والحلاق والخياط والجندى والزعيم. وذلك فى لوحات «وردية الليل» والصياد والسمك والجبهة الشعبية والزعيم وتأميم القناة والقيلولة ونلحظ ذلك الوعى القومى فى عملى عبد الهادى الجزار, الميثاق, والسد العالي. كذلك ظهرت النزعة التعبيرية الرمزية عند جمال السجينى موشية بقيم الكفاح والصمود, وتجلت الواقعية الاجتماعية عند جاذبية سرى وتحية حليم ومحمد مصطفى وإنجى أفلاطون والغول أحمد. كما كان تأميم قناة السويس محرضا لكثير من التيارات الفنية كواقعية محمد صبرى وبيكار وأبو العينين وملحمية عز الدين نجيب وتجريبية مصطفى عبد المعطى وسعيد العدوى ومحمود عبدالله وأعضاء جماعة التجريبيين, والتجريدية الشعبية لسعد الخادم وعفت ناجى وحروفيات عمر النجدى ويوسف سيدة وشعبيات كمال يكنور وسيد عبد الرسول وصالح رضا وعلى دسوقى وسعد كامل, واستلهامات الطبيعة فى مائيات شفيق رزق وبخيت فراج وزيتيات كامل مصطفى وزهور ووجوه صبرى راغب. ورغم فجيعة يونيو1967 إلا أن الروح المصرية سرعان ما استعادت عزمها بعد معركة رأس العش وضرب المدمرة إيلات ليظهر مركز الفن والحياة بتأسيس وإدارة الفنان حامد سعيد الذى تبنى الدعوة لوصل الفن بالحياة من أجل ترقية الحس الشعبي, وعلى أثر هذا ظهر فنانون يعرفون معنى الملحمة الوطنية مثل أحمد نوار وعصمت داوستاشى وفتحى أحمد وفرغلى عبد الحفيظ وعبد الرحمن النشار ود. فاروق شحاتة وزينب السجينى ومحمد رزق وغيرهم ممن عاشوا فرحة انتصار أكتوبر1973 مثل السيد عبده سليم ومحمد العلاوى وصلاح عنانى وسيف الإسلام صقر ومحمد عبلة ومصطفى مشعل ورضا عبد السلام وغيرهم. لمزيد من مقالات نجوى العشرى