شدد الرئيس عبدالفتاح السيسى على موقف مصر الثابت تجاه الأزمة الليبية، الرامى إلى التمسك بوحدة الأراضى الليبية واحترام إرادة الشعب التى ستنعكس فى الانتخابات، ودعم الجيش الوطنى النظامي، وهى المبادئ الأساسية التى تشكل الموقف المصرى بصفة عامة تجاه مختلف قضايا المنطقة الحالية. كما أكد الرئيس، خلال استقباله أمس إينزو ميلانيزى وزير الخارجية والتعاون الدولى الإيطالي، أهمية الاستمرار فى دعم جهود التسوية السياسية وكسر الجمود الراهن فى الأزمة الليبية، فضلاً عن دعم مساعى المبعوث الأممى فى هذا الإطار، وأهمية الإعداد الجيد للانتخابات الليبية القادمة وإنجاحها بما يسهم فى التعبير عن الإرادة الحقيقية للشعب الليبى واستعادة الاستقرار. وصرح السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أعرب خلال اللقاء عن ترحيبه بوزير الخارجية الإيطالي، مثمناً العلاقات الوثيقة التى تجمع البلدين، ومشيداً باهتمام البلدين بتطوير مجالات التعاون المشترك خلال الفترة الأخيرة، كما أكد الحرص على دفع العلاقات الثنائية بين البلدين خلال المرحلة المقبلة. وأضاف المتحدث الرسمى أن اللقاء شهد استعراض عدد من الملفات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أكد الرئيس اهتمام مصر بالكشف عن ملابسات مقتل الطالب «ريجيني»، وحرصها على مواصلة التعاون الكامل وبشفافية تامة، من خلال السلطات المعنية خاصة السلطة القضائية ممثلة فى النيابة العامة المصرية التى تقوم بالتنسيق مع نظيرتها الإيطالية، لمعرفة مرتكبى الجريمة وتقديمهم للعدالة. كما أكد الرئيس حرص مصر على الارتقاء بالتعاون المشترك بين البلدين فى مختلف المجالات الثنائية وبخاصة العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وذلك بالنظر إلى ما تمثله إيطالياً كشريك تجارى رئيسى بالنسبة لمصر، مشيداً بالتعاون المثمر والبناء مع الشركات الإيطالية خاصة فى مجال الغاز والطاقة، ومشيراً إلى التطلع لمزيد من التعاون فى هذا المجال خاصة فى ظل سعى مصر لتصبح مركزاً لتداول وتجارة الغاز والطاقة فى جنوب المتوسط. كما تطرق اللقاء إلى ملف الهجرة غير الشرعية، حيث أشار الرئيس السيسى إلى التدابير الفعالة التى تبنتها مصر داخلياً على المستويات التشريعية والاقتصادية، فضلاً عن تأمين الحدود والسواحل، والتى أسفرت عن وقف تدفقات الهجرة غير الشرعية من السواحل المصرية منذ سبتمبر 2016، وقد أكد الجانبان أهمية التعامل مع ظاهرة الهجرة غير الشرعية من خلال تبنى استراتيجية شاملة تعالج أسبابها الجذرية من مختلف الجوانب، والعمل على تسوية الأزمات القائمة بالمنطقة والدفع بجهود التنمية وتحسين مستوى المعيشة لشعوبها. من جانبه أعرب وزير الخارجية والتعاون الدولى الإيطالى عن سعادته بزيارة القاهرة، مشيراً إلى ما تمثله تلك الزيارة من رسالة واضحة بمتانة العلاقات التاريخية التى تربط البلدين، ومؤكداً حرص الحكومة الإيطالية الجديدة على ترسيخ ودفع هذه العلاقات، فضلاً عن استمرار التنسيق إزاء القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وذكر المتحدث الرسمى أن وزير الخارجية الإيطالى أشاد بالجهود الحثيثة التى تبذلها مصر لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، مؤكداً أهمية تلك الخطوة فى تدعيم قدرات الدولة الليبية ومؤسساتها الأمنية وعودة الأمن والاستقرار إلى أراضيها. كما أشاد «ميلانيزي» بالتعاون الإيجابى والشفافية بين السلطات المعنية المصرية والإيطالية فيما يخص مقتل الطالب «ريجيني»، معرباً عن ثقته فى أن هذا الجهد المشترك سيسهم فى التوصل إلى الحقيقة التى يبحث عنها الجانبان، كما أكد حرص بلاده على استمرار تطوير التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات بما يعكس الأهمية الكبيرة التى توليها الدولتان للعلاقات بينهما، وبما يسهم فى تعزيز مصالحهما المشتركة ويلبى طموحات الشعبين اللذين تربطهما علاقات تاريخية. حضر اللقاء، سامح شكرى وزير الخارجية، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، والسفير الإيطالى بالقاهرة، والسكرتيرة العامة لوزارة الخارجية الإيطالية.