عندما أردت الحصول على معلومات عن الجولان السورى المحتل، استعنت بطلبة من الدروز السوريين يسافرون إلى هناك. كانوا يتمتعون بروح وطنية موالية لسوريا وضد الاحتلال الإسرائيلى. وتبين أن الدرزى يكون مواليا للدولة التى يحمل جنسيتها، وأن الولاء للطائفة يفوق الولاء للدولة، وأن الطائفة تعتمد فكرتها على التمرد على النصوص ومحاولة دفعها نحو واقع ما. والدرزى يحمل أوجها عديدة ؛ فهو عربى وهو مرتبط بعلاقة دينية مع المسلمين واليهود. ويبدو أنه من أهم الأشياء للدرزى شعوره بالمساواة. ويفسر ذلك ماجرى فى احتجاجات دروز إسرائيل على القانون الإسرائيلى الأخير الذى يعتبر إسرائيل دولة لليهود، وأن لليهودى فقط حق تقرير مصيره مما يعنى تجاهل الدروز. ويضاف إلى ذلك اعتبار القانون اللغة العربية التى يتحدثها الدروز- لغة لها وضع خاص بعد أن كانت لغة رسمية ثانية مع اللغة العبرية. والدروز يؤدون حقوق الدولة الإسرائيلية مثل اليهود، وبخاصة التجنيد فى صفوف الجيش بل يتم إسناد العمليات الصعبة والمنتقدة فى القتال لهم ضد بقية العرب، وحراسة تخوم إسرائيل مع العرب. ولأن القانون جعل الدروز مواطنين درجة ثانية وأوحد شعورا بعدم المساواة فإنه ترك مرارة شديدة لديهم. لهذا كانوا- وهم أهل الاحتجاج- أول من احتج بمظاهرة غير مسبوقة ضد القانون واعتبروه عنصريا يميز فئة اليهود على من هم أهل أرض فلسطين الأصليين. والمهم أن يحقق الاحتجاج نتيجة باتجاه تعديل القانون. لمزيد من مقالات عاطف صقر