فرحة ما بعدها فرحة وكأنها مكافأة ربانية بعد رحلة العمر بالوقوف على جبل عرفة ورؤية الكعبة المشرفة وزيارة الحبيب النبى محمد صلى الله عليه وسلم، فهى أقصى الأمنيات لتتوج بها رحلة العمر بعد طول انتظار، لأنها دعوة من الله عز وجل ونداء من الرحمن ليرد الحاج ملبيا «لبيك اللهم لبيك» وتهون أمام هذه التلبية تحويشة العمر، ومنهم من باع أراضى وكل غال ونفيس، المهم تلبية نداء الرحمن ودعوته لأداء فريضة الحج، وهم يتمنون أن تساعدهم الظروف لأداء المناسك، فهم أهلنا من كبار السن الذين لم ينقطع نور الأمل والحلم للذهاب للحج وارتداء ملابس الإحرام البيضاء، التى ترتديها سيدات تعدين ال80 إلى 90. وهن يفرحن كأن الزمان عاد بهن ويرتدين ملابس أفراحهن. وراء هذه الأحلام حكايات مصرية حرصت «الأهرام» على مشاركة حجاج الجمعيات الأهلية فى الحديث والفرح معهم قبل مغادرتهم للأراضى المقدسة، خاصة، وأن هناك أكثر من 2000 حاج فوق ال80 عاما فى بعثة حج الجمعيات الأهلية. فى البداية قالت الحاجة عنايات حامد، محافظة سوهاج ربة منزل عمرها 80 عاما: أنا فرحانة إن ربنا استجاب ورغم أن مصاريف الحج مرتفعة، ولكن تهون أى حاجة حتى إنى بعت نصيبى من ورثى فى «جنينة فاكهة» علشان اسافر وأدفع نفقات الحج من مالى الخاصة، خاصة أنى ربيت أولادى وأديت رسالتى وكلهم أصبحوا مسئولين عن أنفسهم. أما مسعودة عمر حسن فهى ابنة قبائل مطروح بمدينة الضبعة عمرها يقترب من ال80، أصر أبناؤها أن يقدموا لها فى قرعة حج الجمعيات الأهلية لتحقيق وصية الأب بأن تسافر أمهم لأداء فريضة الحج، مكافأة منهم على تربيتهم ووقوفها طول العمر فى رعايتهم، خاصة أن لديها ست بنات وخمسة رجال، إبنها ابراهيم الصافى قال، إن فرحتهم لا توصف بتحقيق وصية والدهم رحمه الله، أن تلبى أمهم نداء الرحمن وتؤدى فريضة الحج. وحول المصروفات أضاف: لا يوجد فى الدنيا أغلى من فرحة أمنا بالحج وفرحتها بزيارة النبى والوقوف بعرفة. بالفرحة نفسها تحدثت ابنة الحاجة سيدة مختار محمد علي 90 عاما من النوبة، محافظة أسوان مؤكدة انها سعيدة بأنها سترافق أمها لأداء فريضة الحج، خاصة أنها خصصت مكافأة معاشها لتسافر مع والدتها وقالت: مش مهم الفلوس هنعمل بيها إيه أهم شىء من رضا ربنا، وتكملة الفروض وربنا يرزقنا يكفى أننا فكرنا أن نصرفها فى الحج ده عندنا بالدنيا. فرحة كبار السن وتحقيق أمنياتهم جعلت وزارة التضامن من خلال بعثة حج الجمعيات الأهلية تعلن لهم حالة طوارئ لتنفيذ تعليمات غادة والى وزيرة التضامن لتوفير كل سبل الرعاية والإشراف وتوفير الخدمات الصحيَّة، خاصة كما تؤكد المهندسة عبير الحلو مستشار النظم والمعلومات. أن النسبة الأكبر من المتقدمين أعمارهم من بين 45 إلى 60 عاما، كما تقدم نحو 2000 حاج من عمر 80 إلى 90. والطريف أن هناك نحو 5 مواطنين تقدموا من 90 إلى 100 عام فى محافظات مختلفة، الأمر الذى جعلنا نقدم كل بياناتهم للمسئولين عن البعثة لمتابعة الملفات الصحيَّة لهم لتوفير الخدمات والرعاية. ومن جانبه أشار أيمن عبد الموجود المدير التنفيذى للمؤسسة القومية لتيسير أعمال الحج والعمرة بوزارة التضامن الاجتماعى ان الوزارة بالتنسيق مع بعثة وزارة الصحة تشاركتا فى إنشاء (9) عيادات بمقر إقامة الحجاج بمكة المكرمة لتوفير الرعاية الصحية للحجاج، وتوفير الوجبات الغذائية، كما تمت مراعاة قرب إسكان الحجاج من الحرم المكى والمدنى وتوفير أكثر من 300 كرسى متحرك لكبار السن مجانا.