تعتبر مشكلة انتشار الكلاب الضالة بأسيوط واحدة من أكثر المشكلات تعقيدا أمام الطب البيطري، بسبب تزايد أعداد الكلاب المسعورة وانتشارها بكثرة فى القرى وحول المجازر والسلخانات ومقالب القمامة وإصابة بعضها بالسعار مهددة حياة الأطفال والطلبة مما دعا الأجهزة التنفيذية لشن حملات مكثفة فى أماكن انتشارها ومقاومتها حيث أسفرت عن التخلص من 63 ألف كلب ضال فى السنوات الثلاث الماضية . المهندس ياسر الدسوقى محافظ أسيوط لم ينكر تلقيه شكاوى تطالبه بالتخلص من الكلاب الضالة بالشوارع والتى تسبب الذعر للمواطنين ويتم توجيه الشكوى لمديرية الطب البيطرى لاتخاذ اللازم باعتبارها الجهة المنوط بها التعامل معها لافتا إلى أنه سبق أن عقد اجتماعا مع الدكتور حسن المراغى المدير التنفيذى لاتحاد جمعيات الرفق بالحيوان وبحضور ممثلى جمعية الرفق بالحيوان بأسيوط ومدير مديرية الطب البيطرى بأسيوط وعميد كلية الزراعة بجامعة أسيوط وعميد كلية الطب البيطرى بجامعة أسيوط، وتم بحث الحلول المناسبة لمشكلة الكلاب الضالة فى الشوارع والأسلوب العلمى لحل هذه المشكلة بما يتفق مع مبادئ الرفق بالحيوان حيث كشف المراغى عن أن أفضل الطرق العالمية للتخلص من مشكلة الكلاب الضالة هو التعقيم أو «الإخصاء» التى تسهم فى وقف عمليات تكاثرها وخفض الأعداد من 50% إلى 70% خلال سنتين. يقول الدكتور محمد بخيت مدير مديرية الطب البيطرى بأسيوط إن فرق المقاومة لا تتوقف عن مكافحة الكلاب الضالة ورصد أماكنها خصوصا تجمعات القمامة الموجودة داخل المدن وفى أطرافها حيث العمارات تحت الإنشاء والتى يقوم الخفر فيها بتربية عدد من الكلاب للحراسة، مضيفا أن هجرة إناث الكلاب من القرى إلى المدن بسبب رغبة أصحابها فى عدم تربيتها وعدم إطعامها وتفضيل تربية الذكر لها دور فى زيادة معدل انتشار الكلاب حيث تتخذ تلك الإناث من تجمعات القمامة وأماكن تحت الانشاء مقرا لها وتتحول خلال الفترة الأولى من بعد الولادة للخطورة خوفا على صغارها من الأذى وبحسب الطبيعى فإن أنثى الكلاب تلد مرتين سنويا وتضع فى المرة الواحدة من 8 إلى 12 جروا التى تكبر بدورها وتصبح بعد نحو من 7 إلى 8 أشهر قادرة على الانجاب. وأوضح بخيت أن فرق المكافحة تعمل بانتظام بوضع الطعوم التى تمكن فى حال ابتلاعها من القضاء نهائيا على الكلب فى نصف ساعة لكن إذا كان الكلب شبعا فلا يقربها ونخسر قيمة هذا الطعم وهو ما يتطلب بحث وجود بدائل أخرى، فقديما كانت المقاومة تتم باستخدام الخرطوش ونتائجه مؤكدة وفورية لكن مُنع أمنيا وكذلك بسبب جمعيات الرفق بالحيوان. لافتا إلى أن هناك فرقا بين مكافحة الكلاب الضالة وقتلها فالمكافحة تقوم على نشر أعداد من الطعوم فى أماكن تجمعها لكن ليس هناك حصر بالأعداد التى تناولتها من عدمه ومن ثم فليس لدينا إحصاءات مؤكدة حول عدد القتلى من هذه الكلاب. وحول مكافحة الكلاب عن طريق الإخصاء والتعقيم قال الدكتور محمد بخيت هذه الطريقة تنجح لو أن أعدادها محدود كذلك تتطلب توافر عدد كاف من الأطباء البيطريين الجراحيين ومستشفيات لمتابعة ما بعد العملية، فليس من المنطقى ترك الكلاب فى الشوارع يتساقط منها دم محمل بالميكروبات وفى حال إجراء تعقيم يصبح قتله أسهل من الإخصاء . وأضاف الدكتور محمود طنطاوى الأستاذ بكلية الطب البيطرى بأسيوط أن التعقيم خاص بالإناث حيث يتم نزع أو ربط للمبايض وهى عملية بسيطة ولكنها تحتاج لميزانية لشراء البنج والخيوط ومن الممكن استخدام هذه الكلاب فى أبحاث تخدم الطب البيطرى والبشرى والصيدلية لكن الصعوبة تكمن فى صيد هذه الكلاب. ولفت د. صلاح إبراهيم نقيب الاطباء البيطريين بأسيوط أن فرق المقاومة بمديرية الطب البيطرى تمكنت من مكافحة نحو 63 ألف كلب ضال خلال السنوات الثلاث الماضية منها نحو 27 ألفا عام 2017 وحده مطالبا ببحث آليات للمكافحة لأن انتشار تجمعات القمامة بصورة كبيرة يحد من فاعلية الطعوم التى يتم وضعها لهذه الكلاب، خصوصا أنها السبب الرئيسى فى انتشار الكلاب الضالة مطالبا بعودة استخدام الخرطوش فى المكافحة والقضاء على أكوام القمامة.