ربطت أوساط دبلوماسية عربية فى الولاياتالمتحدة بين زيارة يوسف بن علوى وزير الخارجية العمانى إلى واشنطن ولقائه مع جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكى أمس الأول بمساع إيرانية للتهدئة وفتح قناة تواصل مع إدارة الرئيس دونالد ترامب. وتأتى زيارة بن علوى بعد قيام وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف بزيارة سلطنة عمان قبل أسبوع، وهو ما يؤكد أن طهران بحثت عن توسيط مسقط فى إخراجها من الأزمة، وفتح قناة تواصل مع الأمريكيين مثلما حدث فى 2013 وأفضى ذلك إلى الاتفاق بشأن البرنامج النووى الإيرانى فى صيف 2015. ولاحظت الأوساط فى تصريحات إعلامية أن اللقاء بين بن علوى وماتيس جاء بعد يوم واحد من تصريحات قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثورى الإيراني، التى لوح فيها بالاستعداد للمواجهة فى البحر الأحمر، معتبرة أن إيران التى تبحث عن التهدئة بأى ثمن لتجنب العقوبات المقررة فى نوفمبر القادم، تريد أن تغطى عليها بتصريحات قوية لخداع الشارع الإيراني، فضلا عن أذرعها فى المنطقة. ورغم أن المسئولين الإيرانيين يلوحون بأن بلادهم لن تقبل حوارا تحت التهديد، إلا أن مراقبين سياسيين يعتقدون أن التصريحات شئ والواقع شئ آخر، وأن طهران ستعمل ما فى وسعها لتجنب العقوبات الأمريكية التى ستكون هذه المرة قاسية وملزمة للجميع. وجاء الرد على لسان ماتيس أمس حين أعلن أن بلاده لا تسعى إلى تغيير النظام فى طهران، وإنما دفعه إلى تغيير أسلوبه، ومن ضمنه تهديداته فى المنطقة، وتغيير أسلوب وكلائه، وهو ما قد يهدئ من المخاوف فى إيران من تلميحات ترامب بالرد القوى وغير المتوقع. وأشار ماتيس، خلال مؤتمر صحفي، إلى أن الولاياتالمتحدة لم تتبن سياسة لتغيير النظام فى إيران أو دفعه للانهيار، وأضاف أن الهدف لا يزال تغيير سلوك إيران فى الشرق الأوسط. ورفض الوزير أمريكى ما أشيع حول عمل عسكرى وشيك ضد إيران، حيث أشار تقرير نقلا عن مسئولين أستراليين أن واشنطن مستعدة لقصف منشآت نووية فى إيران فى وقت قريب قد يكون بحلول الشهر المقبل. ووصف ماتيس التقرير بأنه «من نسج الخيال». ويعتقد المراقبون أن إيران تتخوف من تأثير العقوبات على اقتصادها، وزيادة الغضب الشعبى فى البلاد أكثر مما تتخوف من أى ضربة مفاجئة وتأثيراتها. من جهة أخرى، قال مسئولون أمريكيون وعرب إن الإدارة الأمريكية تمضى قدما فى مساع لتشكيل تحالف أمنى وسياسى جديد مع دول عربية بهدف التصدى للتوسع الإيرانى فى المنطقة. وذكرت مصادر أن البيت الأبيض يريد تعزيز التعاون مع تلك الدول بخصوص الدفاع الصاروخى والتدريب العسكرى ومكافحة الإرهاب وقضايا أخرى مثل دعم العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية الإقليمية، والخطة التى ترمى إلى تشكيل ما وصفه مسئولون فى البيت الأبيض والشرق الأوسط بنسخة عربية من حلف شمال الأطلنطى أو «ناتو عربي».