ربطت أوساط دبلوماسية عربية في الولاياتالمتحدة بين زيارة وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، إلى واشنطن ولقائه وزير الدفاع جيمس ماتيس، أمس الجمعة، بمساع إيرانية للتهدئة وفتح قناة تواصل مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتأتي زيارة الوزير العمالي بعد قيام وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بزيارة سلطنة عمان قبل أسبوع، وهو ما يؤكد أن طهران بحثت عن توسيط مسقط في إخراجها من الأزمة، وفتح قناة تواصل مع الأمريكيين مثلما حصل في 2013، وأفضى ذلك إلى الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني في صيف 2015. ولاحظت الأوساط، في تصريحات نشرتها اليوم السبت، صحيفة "العرب" اللندنية، أن اللقاء بين "بن علوي" و"ماتيس"، جاء بعد يوم واحد من تصريحات قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، التي لوح فيها بالاستعداد للمواجهة في البحر الأحمر، معتبرة أن إيران التي تبحث عن التهدئة بأي ثمن لتجنب العقوبات المقررة في نوفمبر المقبل، تريد أن تغطي عليها بتصريحات قوية لخداع الشارع الإيراني، فضلا عن أذرعها في المنطقة. ورغم أن المسؤولين الإيرانيين يلوحون بأن بلادهم لن تقبل حوارا تحت التهديد، إلا أن مراقبين سياسيين يعتقدون أن التصريحات شيء والواقع شيء آخر، وأن إيران ستعمل ما في وسعها لتجنب العقوبات الأمريكية التي ستكون هذه المرة قاسية وملزمة للجميع. وجاء الرد على لسان "ماتيس"، أمس، حين أعلن أن بلاده لا تسعى إلى تغيير النظام في طهران، وإنما دفعه إلى تغيير أسلوبه، ومن ضمنه تهديداته في المنطقة، وتغيير أسلوب وكلائه، وهو ما قد يهدئ من المخاوف في إيران من تلميحات "ترامب" بالرد القوي وغير المتوقع. وكانت الولاياتالمتحدة انسحبت من الاتفاق النووي العالمي مع إيران في مايو الماضي، وقائلة إنها ستعيد فرض عقوبات يبدأ سريان بعضها في السادس من أغسطس المقبل بينما تسري بقية العقوبات، لا سيما في قطاع البترول، في الرابع من نوفمبر. ويعتقد المراقبون أن إيران تتخوف من تأثير العقوبات على اقتصادها، وزيادة الغضب الشعبي في البلاد أكثر مما تتخوف من أي ضربة مفاجئة وتأثيراتها.