مصر حماها الله على مر العصور من قوى الشر والمؤامرات والاحتلال والإرهاب والتطرف والخراب والدمار والحرق، وخطط التقسيم وضرب الوحدة الوطنية والانقسام المجتمعى والعقائدى والمذهبى، والتصارع لإثارة القلائل، واستغلال الأزمات الحدودية والاقتصادية والاجتماعية والايديولوجية والدينية لبث الفرقة بين أبنائها. وباستعراض التاريخ الحديث نجد أن معظم الغزوات على مصر فشلت حيث كانت سيناء معبرا لها فمثلا فى عام 1916م سقط الحكم العثمانى بمعاهدة «سايكوس بيكو» وسقط الحكم التركى عام 1952م الذى استمر منذ عام 1923م حتى عام 1954م وتخلل ذلك حكم محمد على وأولاده، وفى يونيو 1954م تم توقيع معاهدة جلاء الانجليز عن مصر، ثم كان انفصال مصر والسودان عام 1954م وانفصال مصر وسوريا 1961م وفشل العدوان الثلاثى عام 1956م وانسحبت القوات المعتدية (إسرائيل وبريطانيا وفرنسا) وفى عام 1967م وقع العدوان الاسرائيلى على الاراضى العربية، ثم جاء انتصار أكتوبر 1973م ومعاهدة السلام عام 1979م وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982م. وفى 25 يناير 2011م قامت ثورة شبابية طاهرة ونظيفة تطالب بالعدالة الاجتماعية والإصلاحات السياسية، ثم جاء 28 يناير 2011م يوم الخراب والدمار والحرق من قوى الشر والتى لوثت ثورة 25 يناير 2011م بالمؤامرات والخيانة لإسقاط الدولة المصرية، ولأن مصر محمية طبيعية من عند الله قامت الثورة الشعبية فى 30 يونيو 2013م وبدأت منذ ذلك الوقت حتى الآن محاربة الإرهاب والتطرف والخراب والتدمير والحرق، ووصلنا فى عام 2018م إلى الاستقرار السياسى والمجتمعي، وفى طريقنا الآن للاستقرار الاقتصادى لبناء مصر الحديثة. إننا نحتاج فى هذه المرحلة إلى التفاؤل والشعور بالارتياح والطمأنينة، فتتحقق لنا السعادة والرضا والثقة بالنفس والشعور بالأمان الاجتماعي، لقد صار التفاؤل مطلوبا فى ظل عالم متغير تزداد فيه الضغوط فى هذه المرحلة إلى ثورة ثقافية مفرداتها صحيح التاريخ والدين والعلم مع تكامل منظومة الخطابات الدينية والثقافية والإعلامية. لواء م. وصفى محمد نور الدين عضو المجالس المتخصصة سابقا