منذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى حكم البلاد وضع فى مقدمة أولوياته التوجه وبقوة إلى قطاع الشباب، وبدا ذلك الاهتمام جليا فى انعقاد مؤتمرات الشباب، وسيعقد سادس هذه المؤتمرات غدا وبعد غد، وقد حرص الرئيس على حضور معظم جلسات الحوار فى المؤتمرات السابقة، بالإضافة إلى جلسة (اسأل الرئيس) حيث التواصل المباشر والحر بين رأس الدولة وشبابها الواعد. والاهتمام بعقد هذه المؤتمرات تطبيق عملى وحرفى لما يسمى بإدارة المعرفة، وتعرف إدارة المعرفة بأنّها مجموعة التقنيات والأدوات والموارد البشرية المستخدمة لجمع وإدارة ونشر واستغلال المعرفة لخدمة أهداف مؤسسة معيّنة وتحقيقها، كما أنّها المهارات التي يمتلكها الأفراد العاملون، والتي تستند إلى المعرفة والخبرات العملية. ولإدارة المعرفة أبعاد أساسية، منها البعد الاجتماعي، الذى يركز على مشاركة المعرفة بين الأفراد، حيث تتم المشاركة في الخبرات الشخصيّة بين أصحاب الخبرات وبين الأجيال الجديدة، وتأسيس شبكات من العلاقات الفاعلة بينهم، مثل المؤتمرات والندوات والمحاضرات للحصول على ثقافة تنظيميّة داعمة، وكذلك البعد التكنولوجي، والذى يمثل هذا البعد محركات البحث، وإنشاء قواعد بيانات إدارة رؤوس الأموال الفكريّة، والتي تعالج المشاكل التي قد تواجه إدارة المعرفة من الناحية التكنولوجيّة، وأخيرا البعد التنظيمي، والذى يمثل كيفيّة الحصول على المعرفة، وإدارتها وتخزينها ونشرها وتحسينها وزيادتها من أجل إعادة استخدامها، ويرتبط هذا البعد بتجديد الطرق والإجراءات والتسهيلات والعمليّات اللازمة لإدارة المعرفة بشكلٍ فعّال من أجل الحصول على قيمة اقتصادية. فالمجتمعات التى تتميز بمعايير العافية والكفاءة السياسية تتبنى رؤية وسطية تجمع ما بين المسئوليات التى تقع على عاتق الشباب والامتيازات الممنوحة لهم، وهذا التوازن الدقيق كان نصب أعين الرئاسة فى تعاملها مع ملف الشباب، الذى عانى من الإهمال لسنوات طويلة، وتعتبر مؤتمرات الشباب بشقيها الداخلى والعالمى أحد إبداعات الرئيس السيسى فى بوصلة الاهتمام بالشباب وقضاياهم المتعددة. وخلال الفترة الماضية، كان لتلك المؤتمرات صداها الإيجابى، والذى تمثل فى مجموعة من المقومات أو المزايا التى كانت جديدة فى مشهد تعامل الدولة مع ملف الشباب، واكتسبت قوة دفعها بشكل متواصل، وفى مقدمتها نجاح الدولة فى جذب اهتمام الشباب لتلك المؤتمرات لعرض مشاكلهم واستطلاع آرائهم فى القضايا المثارة داخليًا وخارجيًا وإشعارهم بكونهم فئة غير مهمشة داخل المجتمع، وأن الدولة على أعلى مستوياتها ترغب فى سماعهم ومناقشتهم فيما يعرضون من آراء إزاء التحديات التى تواجه مسار حركة الدولة بالداخل والخارج. ولعل مبادرة اسأل الرئيس كاشفة لهذا الاهتمام، ما أعطى للشباب إحساسا كبيرا بالثقل وقدرة التأثير فى فعاليات المشهد السياسى بشكل لم يعتده الجميع من قبل، وهذا ما يتفق مع مبادىء وفعاليات إدارة المعرفة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة. لمزيد من مقالات وسام أبوالعطا