حاولت صحيفة «دايلى تلجراف» البريطانية البحث عن الأسباب الكامنة وراء كارثة الحرائق التى سببتها الموجة الحارة فى اليونان، وانتقلت وإن كان على نطاق أكثر محدودية فى عدد كبير من الدول الأوروبية. وفى محاولة لفهم مسببات تصاعد أزمة حرائق الحر خلال الصيف الحالي، نشرت الصحيفة البريطانية تقريرا بعنوان «الاحترار العالمى.. أم الموجة الحارة» متناولا الانقسام فى آراء علماء المناخ بين مرجح أن السبب يكمن فى ظاهرة الاحترار المناخي، فيما يرى فريق آخر من العلماء أن المسألة لا تزيد عن كونها موجة حارة عابرة وإن كانت ضربت عدة مناطق فى العالم بالتزامن. ففى اليونان، ارتفعت حصيلة ضحايا حرائق الحر إلى 79 قتيلا، فى حصيلة تجاوزت إجمالى أعداد ضحايا حريق جزيرة «إيفيا» جنوبى اليونان والتى أسفرت عن مقتل 77 شخصا خلال عام 2007. وكانت أثينا قد أعلنت أمس الحداد الوطنى لمدة ثلاثة أيام. وفيما بدأت درجات الحرارة فى اليونان التراجع بعد أن كانت تجاوزت ال 40 درجة مئوية، سجلت السويد أعلى مستوى لدرجات الحرارة خلال قرن كامل، بالإضافة إلى تواصل موجة الجفاف ما أدى إلى اشتعال أكثر من 20 حريقا فى أنحاء متفرقة من البلاد. وفى فنلندا، ضربت الحرائق المدفوعة بقوة الحر مساحات شاسعة من إقليم لابلاند الشمالي. ولم تفلت النرويج من حرائق الحر، حيث عايشت البلاد أعلى معدلات لدرجة الحرارة فى تاريخها ما أدى إلى إشعال عدد من الحرائق والتى أسفرت عن مقتل أحد رجال الإطفاء. وفى لاتفيا، استعرت الحرائق لمدة خمسة أيام متوالية لتقضى على الآلاف من الأفدنة. وفى أوروبا أيضا، استؤنفت صباح أمس حركة الطيران فى مطار «هانوفر» الألمانى بعد توقف دام ساعات نتيجة الأضرار الناجمة عن موجة الحر بأرضية المدرج الشمالي. وتسببت فترة التوقف فى إلغاء 28 رحلة، ما اضطر عدد من الركاب إلى قضاء ليلتهم فى المطار. وفى مصر تنكسر اليوم الموجة شديدة الحرارة التى تأثرت بها البلاد على مدى الأيام الماضية، وذلك بانخفاض فى درجات الحرارة ونسبة الرطوبة على معظم أنحاء الجمهورية.