لم يقتصر سوء حالة التعليم الفنى تحديدا على عدم إجادة أعداد كبيرة من طلاب المدارس القراءة والكتابة، بل وصل الأمر فى سوهاج إلى حد التلاعب فى الكشوف لتمكين بعض الطلاب من أداء امتحانات دبلوم المدارس الثانوية الصناعية رغم رسوبهم فى الصفين الأول والثانى وهو ما يعد مخالفة خطيرة وصارخة للقانون. هذه المقدمة ليست من وحى الخيال لكنها حقيقة واقعية كشف عنها قرار الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج بإحالة ملف التلاعب فى كشوف الطلاب وتسجيلهم لأداء امتحان الشهادة الثانوية الصناعية بمدرسة أولاد يحيى الحاجر الثانوية الصناعية التابعة للإدارة التعليمية بمركز دار السلام الى النيابة العامة. هذه الكشوف ضمت أسماء 259 طالبا وطالبة ثبت تسجيلهم دون وجه حق فى مقابل مبالغ مالية كشفتها التحقيقات وترتب عليها صدور قرار بإيقاف مدير المدرسة ووكيلى شئون العاملين والطلبة. وبسؤال الدكتور عمرو شلتوت وكيل وزارة التربية والتعليم بسوهاج حول الواقعة أكد أن لجان الفحص توصلت الى وجود مزيل على الاسم بالكامل لشهادة نجاح الصف الثالث الإعدادى للطالب ( ع .ص ) من مدرسة اولاد سالم قبلى وبفحص ملف الطالب (أ . س ) اعمال نجارة تبين عدم وجود الشهادة الإعدادية داخل ملفه وتبين ان الطالبين (أ ، ع ) قسم خرسانة و(ع . ح ) قسم عمارة راسبان وباقيان للإعادة فى الثانى 2016 / 2017 وتم تسجيل اسميهما فى كشف المتقدمين للدبلوم وأديا الامتحان رغم أنهما باقيان للإعادة بالصف الثانى هذا العام. وأرجع شلتوت اكتشاف الواقعة لورود معلومات بهذا الشأن تم بناء عليها تشكيل لجان من التفتيش لفحص الموضوع وإعداد تقرير بنتائج أعمالها تم عرضه على الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج الذى أحاله على الفور إلى جهات التحقيق لتباشر عملها بالفحص والتحري. وأكد المحافظ أن أعمال التفتيش والمتابعة التى اجرتها مديرية التربية والتعليم كشفت من خلال فحص كشوف المدرسة لطلاب الانتظام أن هناك 368 ملفا مفقودا كما تبين وجود 349 طالبا منتظما لم يؤدوا امتحانات الصف الثانى الثانوى الصناعى نهائيا ولا توجد أسماؤهم فى نتائج الأعوام السابقة ورغم ذلك تم إدراج اسمائهم ضمن المتقدمين لامتحانات الدبلوم هذا العام بالمخالفة للقانون . وهذا ما تأكد من مراجعة اسماء الطلاب الواردة من كشوف المناداة هذا العام ومقارنتها بنتائجهم فى الأعوام السابقة للتأكد من نجاحهم فى الصف الثانى طبقا لكشوف الناجحين الموجودة بقسم شئون الطلاب بالإدارة التعليمية، وأضاف عبد المنعم أن أعمال التفتيش اشارت أيضا إلى أنه بفحص نتيجة طلاب الصف الثانى منتظم للعام 2016 / 2017 تبين أن النتيجة غير معتمدة من إدارة المدرسة والإدارة التعليمية ولا يوجد عليها أى أختام. وكشف أولياء أمور بمركز دار السلام - رفضوا ذكر أسمائهم - أنه توجد فى المركز مدرستان صناعيتان احداهما بقرية الشيخ صديق المنشاوى والثانية فى قلب الجبل الشرقى بأولاد يحيى الحاجر والاخيرة لا يوجد بها اهتمام بالعملية التعليمية إطلاقا والحضور والغياب بها عشوائى ويتردد انها تقبل الطلاب الحاصلين على الشهادة الإعدادية لتسجيل أسمائهم ضمن المتقدمين للحصول على دبلوم المدارس الثانوية الصناعية مباشرة دون الدراسة بالصفين الاول والثانى والنجاح بهما وبالطبع أولياء أمور الطلاب سعداء بذلك حيث يحصل الطالب على الدبلوم فى عام واحد بدلا من 3 أعوام ويكون الطالب مرتبطا بعمل آخر يساعد اهله فى الزراعة وأضاف أحد أبناء قرية اولاد يحيى الحاجر أن المدرسة محل الأزمة كبيرة جدا وتصل مساحتها إلى 5 أفدنة وبها نحو 640 مدرسا والاف الطلاب وهناك مدرسان كانا يعملان بالمرحلة الابتدائية فى اماكن اخرى وبذلا جهودا كبيرة للانتقال اليها للتفرغ لقضاء مصالحهما الخاصة والحصول على رواتبهما نهاية كل شهر وذلك لعدم وجود انضباط بالمدرسة لوقوعها بالجبل وبعدها عن عيون المسئولين والمدرسة بها أقسام لأعمال الخرسانة والنجارة والزخرفة والإعلان والتنسيق.