أثار إعلان رفع حالة الطوارئ أمس فى تركيا حالة من الجدل خاصة فى أوساط المعارضة التركية التى تخشى أن تستمر الطوارئ «عمليا»من خلال قانون جديد ل «مكافحة الإرهاب». فقد كشفت مصادر حكومية عن أن تركيا تستعد لبحث طرح مشروع قانون مدعوم من حزب العدالة والتنمية الحاكم على البرلمان هذا الأسبوع ينص على عدة تدابير شبيهة بأحكام حالة الطوارئ. ويسمح مشروع القانون للسلطات بالاستمرار لثلاث سنوات فى إقالة أى موظف رسمى على ارتباط ب«منظمة إرهابية». كما أن المسئولين الذين تم تعيينهم فى ظل حالة الطوارئ على رأس شركات يشتبه فى ارتباطها ب«منظمة إرهابية» سيتمكنون من البقاء فى مناصبهم لثلاث سنوات إضافية. وستكون المظاهرات والتجمعات محظورة بعد غياب الشمس باستثناء تلك التى تحصل على إذن خاص، وسيكون بإمكان السلطات المحلية منع الدخول إلى بعض المناطق واعتقال أشخاص قيد التحقيق لمدة تصل إلى 12 يوما . وسيتم بحث مشروع القانون داخل لجنة برلمانية اعتبارا من اليوم الخميس على أن يطرح للمناقشة الاثنين المقبل فى البرلمان. ومن جانبه، اتهم حزب الشعب الجمهوري، أكبر الأحزاب المعارضة، الحكومة بالسعى إلى إرساء حال الطوارئ بشكل دائم من خلال تدابير مخالفة للدستور. وقال أوزغور أوزيل مساعد رئيس الكتلة النيابية للحزب «مع هذا النص وما يتضمنه من تدابير، فإن حال الطوارئ لن تمدد لثلاثة أشهر بل لثلاث سنوات». وفى غضون ذلك، أصدرت محكمة تركية أمس أحكاما بالسجن مدى الحياة بحق 31 شخصا، بينهم عسكريون سابقون، بتهم تتعلق بالتورط فى محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016، مما يرفع عدد أحكام السجن المؤبد الصادرة فى هذا الشأن إلى أكثر من100 فى غضون أسبوع واحد. من جانب آخر، ذكر محامى قس أمريكى يحاكم حاليا فى تركيا فى اتهامات بالإرهاب والتجسس، أن السلطات التركية قد تطلق سراح موكله خلال ساعات عندما ينتهى شهود الادعاء من الإدلاء بشهاداتهم فى القضية التى عمقت خلافا بين الولاياتالمتحدةوتركيا.وأندرو برانسون - وهو قس من نورث كارولاينا يعيش فى تركيا منذ أكثر من 20 عاما - متهم بمساعدة جولن ودعم مسلحى حزب العمال الكردستانى المحظور، وهو معتقل منذ عامين ويواجه فى حال إدانته حكما بالسجن يصل إلى 35 عاما. وعلى صعيد التوترات بين أنقرةوأثينا، قضت محكمة تركية أمس الأول باستمرار حبس جنديين يونانيين اعتقلا فى تركيا مارس الماضى فى قضية تسببت فى أزمة بين البلدين. وتؤكد اليونان أن الجنديين عبرا الحدود إلى تركيا بطريق الخطأ بسبب سوء الأحوال الجوية فى أثناء تعقبهما لأثر من يشتبه فى أنهم مهاجرون غير شرعيين.