العالم كله يعرف حقيقة أن مصر بلد سياحي، فهي تحتوي علي ما يقرب من ثلث آثار العالم، ويتوافد عليها السياح من كل بقاع الأرض، للتعرف علي حضارتها الضاربة في عمق التاريخ، ومعالمها الأثرية النادرة. وتعد السياحة من المصادر المهمة للدخل والعملات الأجنبية في مصر، فهي تشكل وفقا لتقديرات الخبراء نحو 25% من اجمالي الناتج الوطني، فضلا عن أنها توفر الآلاف من فرص العمل للمصريين خاصة الشباب. ونظرا لأهمية السياحة لمصر اقتصاديا وحضاريا، عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس الأول اجتماعا مهما، حضره رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي، والدكتور خالد العناني وزير الآثار، وعدد آخر من كبار المسئولين في الدولة، لبحث سبل تحقيق نقلة حضارية وثقافية في مصر بحلول عام 2020، مع افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يعد من أكبر الأحداث الثقافية في العالم، وطلب الرئيس من كبار المسئولين ضرورة الانتهاء من كل مراحل هذا المشروع العملاق بحلول 2020، قبل افتتاح المتحف القومي للحضارة المصرية، وكذلك الانتهاء من تطوير منطقة عين الصيرة المجاورة للمتحف، حتي يكون المتحف الكبير بالفعل كما قال الرئيس السيسي «أيقونة لا مثيل لها في العالم». وتحتاج المنطقة المحيطة بالمتحف الكبير بالفعل إلي إعادة التخطيط والتطوير بالكامل، حتي تليق بهذا الصرح العالمي الجديد، الذي سوف يتوافد عليه السياح من جميع دول العالم، لمشاهدة كنوز مصر التاريخية. ولذلك فإن شوارع المنطقة والمداخل والمخارج تحتاج إلي تطوير شامل يتناسب مع حركة تدفق السياح إلي المتحف، وحتي خروجهم منه سالمين آمنين، وأماكن انتظار الباصات والسيارات، وتأمين حركة السياح في المنطقة بصورة تجعل ضيوف مصر لا يتحدثون فقط عن روعة وعراقة حضارتها وتراثها، ولكن أيضا عن تحضر أهلها والأمن والأمان بها، ويشيدون بالإجراءات الميسرة التى رصدوها خلال تنقلهم من منطقة إلى أخرى وخلال زياراتهم وتعرفهم على أهم الحضارات فى العالم. نريد من هؤلاء الضيوف الذين يأتون إلى بلادنا للتعرف على حضارتنا والاطلاع على كنوزنا الأثرية أن يقولوا لأسرهم واصدقائهم فى بلادهم إنهم وجدوا حضارة رائعة وبلدا آمنا وشعبا متحضرا ولا يتعين عليهم أن يتلكأوا فى زيارته أو يتأخروا فى التعرف على أوجه التقدم والتطور فيه. لمزيد من مقالات ◀ رأى الأهرام