غريب أمر الجيل الجديد من الفنانين التشكيليين.. فحتى الآن لم تظهر بينهم مدارس فنية أو اتجاهات مميزة لبعضهم يسجلها تاريخ الفن ضمن المدارس التشكيلية التى تتابعت عبر التاريخ، ربما هناك مشكلة مماثلة فى دول أخرى حملت راية الفن قبلنا ومثلنا، لكن الأغرب أن قطاعاً من الفنانين الشباب لم يعط نفسه فرصة لتكون له بصمة تميزه وتحدد ملامح شخصيته الفنية واكتفى بتقليد فنانين آخرين وإعادة رسم لوحاتهم التى اشتهروا بها، ولو كانت تصور طبيعة صامتة أو بورتريهات، وهى - للحق - تستحق كل إعجاب، لكن ليس دور الفنان - إن أراد أن يكون له مكان على الساحة التشكيلية- أن يستنسخ أعمال السابقين أو المعاصرين، أو يعيد إنتاجها، استثماراً لنجاح حققته أو إقبالاً شهدته، أو مبيعات ضمنت لصاحبها عائداً مادياً يحتاج الفنان الجديد مثيلاً له، لكنه أحوج ما يكون لتكون له شخصية تميزه وبصمة يتركها فى عالم الفن ورؤية تبقى من بعده، وليس مجرد آلة فوتوغرافية تنقل ولا تبدع، مع أن عمله أساساً إبداع وابتكار! زمان كان لدينا فنانون لهم مدارس فنية ينتمون إليها، بعضها مصرى صرف، وبعضها له جذور عالمية، لكن فى جميع الحالات كان لمعظمهم شخصية خاصة بهم، تعرف صاحب العمل الفنى ببصمته... فسيف وأدهم وانلى ومحمود سعيد ومحمد ناجى وغيرهم من الأسماء العظيمة ، كلهم كان لهم ما يميزهم ويصبغ أعمالهم بصبغة خاصة بهم.. كان هذا فى زمن لم يكن فيه للملكية الفكرية مكان، الآن الكثيرون يقلدون بالرغم من قوانين الملكية الفكرية التى تكفل حماية الأفكار والإبداعات.. لمزيد من مقالات نجوى العشرى