مروة البشير : (br) أجلس سعيد بن المسيب ابنه أمامه, وقال له: إني لأزيد في صلاتي من أجلك, رجاء أن أحفظ فيك, ثم تلا قوله تعالي: وكان أبوهما صالحا. يقول الدكتور محمد محمد داوود استاذ الدراسات اللغوية والإسلامية بجامعة قناة السويس إن من كرم الله تعالي وواسع فضله, أنه يتولي الصالحين بالحفظ في حياتهم الدنيا, يحفظهم من السيئات والمعاصي, ومن كل شيء يغضب الله تعالي, وهذا هو الحفظ الأعلي, أن يحفظ المؤمن من شرور نفسه,ومن شر إبليس, يقول الرسول صلي الله عليه وسلم:( احفظ الله يحفظك, احفظ الله تجده تجاهك), فمن حفظ الله بالاستجابة لأوامره واجتناب نواهيه واقتدي برسول الله صلي الله عليه وسلم, فاز بحفظ الله تعالي له, ونال توفيقه, والله سبحانه وتعالي يعلم ما لا نعلم, وفي هذا المعني قال الحسن بن علي رضي الله عنه, لما ذكر عنده أهل المعاصي وسوء أحوالهم:( هانوا عليه فعصوه, ولو عزوا عليه لعصمهم), وقال ابن مسعود رضي الله عنه في حفظ الله للعبد: إن العبد ليهم بالأمر من التجارة والإمارة حتي ييسر له, فينظر الله إليه, فيقول للملائكة: اصرفوه عنه, فإنه إن يسرته له أدخلته النار, فيصرفه الله عنه, فيظل العبد يتطير( أي يقول كلام الشكوي والضجر دون بصر ولا بصيرة), بقوله: سبني فلان, وأهانني فلان وما هو إلا فضل الله عز وجل. وعن النبي صلي الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل: إن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الفقر,وإن بسطت عليه أفسده ذلك, وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الغني, ولو أفقرته لأفسده ذلك, وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك, وإن من عبادي لا يصلح إيمانه إلا السقم, ولو أصححته لأفسده ذلك, وإن من عبادي من يطلب بابا من العبادة فأكفه عنه لكيلا يدخله العجب, إني أدبر أمر عبادي بعلمي بما في قلوبهم إني عليم خبير.