غالبية الشباب والفتيات ينشغلون خلال استعدادهم لمراسم وإجراءات الزواج بالمسائل المادية المتعلقة بتجهيز منزل الزوجية ومستلزماته وغيرها من الأمور التى ينصب عليها اهتمامهم، لكنهم لا يلتفتون كثيرا إلى التفكير فى طبيعة الحياة الزوجية ذاتها وكيفية حل ما قد يعترضهم من مشكلات بها، ومستقبلها؛ الأمر الذى يجعل الطرفين يصطدمان بالمشاكل التى قد يتعرضان لها ربما فى الأيام الأولى من الزواج، والسؤال هو: كيف يتم تأهيل المقبلين على الزواج نفسيا واجتماعيا؟. ............................................. »فكر واختار ... تنظيم الاسرة أحسن قرار» هو عنوان حملة تتبناها الهيئة العامة للاستعلامات للتوعية بالقضية السكانية، وفى إطارها عقد مجمع إعلام بورسعيد برئاسة مرفت الخولى ندوة بعنوان «التأهيل الاجتماعى للشباب المقبلين على الزواج» بمدرسة الزهور الصناعية بنات بالتعاون مع ادارة التربية البيئية والسكانية بمديرية التربية والتعليم ومركز خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالمعهد العالى للخدمة الاجتماعية. وأوضحت فيها الدكتورة منال عيد الاستاذ بالمعهد العالى للخدمة الاجتماعية أن تفاقم حالات الطلاق المبكر بين الشباب المتزوجين حديثا خلال السنوات الأخيرة أصبح ظاهرة، بسبب عدم معرفة المقبلين على الزواج بأصول العلاقات الزوجية والحقوق والواجبات المترتبة عليها، ومن هنا بات من الضرورة تثقيف الشباب ومخاطبتهم بلغتهم التى يفهمونها وتناسب أعمارهم لتأهيلهم لإنشاء أسر ناجحة تُبنى العلاقة فيها على المودة والرحمة والتفاهم، وذلك بهدف الارتقاء بعقلية وفكر الشباب وإدراكهم لقيمة الزواج وأهمية الأسرة، والمساهمة فى الحد من ظاهرة الطلاق بين حديثى الزواج، فالمقبلون على الزواج بحاجة إلى معرفة المعلومات الكافية حول الزواج لحسن تنظيمه، وإلى ثقافة أسرية تضمن سعادة الأسرة الجديدة، وأهمية الإرشادات الطبية والنفسية فى تحسين الصحة الإنجابية، ومعرفة أسس اختيار الزوج والزوجة وتنظيم الإنجاب، أما عن الإرشاد النفسى والاجتماعى فيشمل تهيئة الزوجين للحياة الجديدة وتدريبهما عمليا على حل الإشكالات الزوجية وعلى التعامل مع ضغوط الحياة الجديدة المقبلين عليها، وأكدت أن ذلك يعتبر ضرورة لإصلاح الخلل والشرخ الموجود فى تلك المنظومة الاجتماعية التى باتت ظاهرة، حيث تحولت العلاقة بين الزوجين إلى وليست علاقة اجتماعية مبنية على الود والتفاهم بينهما. وأشارت الى الدور السلبى الذى تلعبه التكنولوجيا الحديثة المتمثلة فى الإنترنت بالإضافة إلى السينما أحيانا فى تفاقم المشكلة بين الأزواج لعدم تناولها طبيعة الحياة الزوجية بصورة موضوعية سليمة، فضلا عن بعض الموروثات والمفاهيم المغلوطة والعادات والتقاليد البالية التى مازالت مستمرة وتؤثر سلبيا على حياة جيل الشباب. ونصحت الشباب المقبل على الزواج بأن يخططوا لحياتهم جيدا لتكوين أسر سعيدة قادرة على رعاية ابنائها صحيا و تعليميا وتربويا، حيث يؤثر عدد الاولاد ايضا على ضغوط الحياه بشكل كبير لذا يجب ان يتم التخطيط منذ البداية لتحقيق التوافق النفسى والصحى للأسرة. كما خصص مجمع اعلام بورسعيد ندوة فى اطار الحملة ذاتها للتوعية بأهم محاور المشكلة السكانية ، عن الفحوصات الدورية للوقاية من الامراض الوراثية، التى انتشرت فى الآونة الأخيرة والتى يصعب علاج البعض منها بسبب تزاوج الأقارب وعدم خضوع الزوجين للاختبارات الطبية، لذلك ألزمت الدولة المقبلين على الزواج بضرورة اجراء عدد من الفحوص الطبية لضمان خلو الزوجين من أى أمراض معدية قد تؤثر فى المستقبل على أولادهما. حضر الندوة د. السيد العربى الخولى مدير المعهد الفنى الصحى و د.منى جلال الأستاذة بالمعهد الفنى الصحى ود. محمد عبد اللطيف وكيل مستشفى النساء والولادة، وتمت مناقشة عدد من الموضوعات مع الشباب أكدت ضرورة الاهتمام بالفحص الطبى قبل الزواج، حيث أن الزواج يعتبر من أهم الأحداث المهمة فى حياة الفرد فهو يعمل على بناء الأسرة ومن خلاله يدخل الفرد مرحلة جديدة من بناء العلاقات العاطفية والاجتماعية الأسرية والصحية، ويضمن لطرفى العلاقة الزوجية الوقاية من الأمراض الوراثية والمعدية. وأكدت الندوة أن من أهم الأخطاء الشائعة عدم اهتمام المقبلين على الزواج بعمل الفحص الطبى المطلوب للكشف عن الأمراض الوراثية التى قد يكونون حاملين لها فى جيناتهم، وبالتالى قد يورثونها لأجيالهم المقبلة، وتكون النتيجة مواليد مصابيين بأمراض وراثية لا ذنب للأبناء فيها، فيظلون يعانون من ويلاتها طوال حياتهم، والكشف المبكر للمقبلين على الزواج وآبائهم ضرورة لبناء أسرة سعيدة مستقرة تؤدى وظائفها بنجاح. وأنه من خلال دراسة التاريخ العائلى وتاريخ المرض، يمكن تحديد طريقة وراثة هذا المرض وتقديم النصح الوراثى لهذه العائلات ويستهدف اجراء الفحص للمقبلين على الزواج معرفة وجود الإصابة لصفة بعض أمراض الدم الوراثية، بغرض إعطاء المشورة الطبية حول احتمالية انتقال تلك الأمراض للطرف الآخر فى الزواج أو الأبناء فى المستقبل وإعطاء الخيارات والبدائل أمام الخطيبين من أجل مساعدتهما على التخطيط لأسرة سليمة صحية. وفى السياق نفسه نظم مجمع إعلام دمنهور برئاسة عادل قميحه التابع للهيئة العامة للاستعلامات حملة تحت شعار «نحو بيت آمن» لمواجهة ظاهرة الطلاق. وتناول الشيخ ناصر الدسوقى السقا مفتش أول بمساجد مديرية أوقاف البحيرة «مكانة المرأة فى الاسلام» بمشاركة خالد شعير مدير النادى الفضى للمسنين بالجمعية المصرية لحماية الطفل وعدد كبير من مكلفات الخدمة العامة أعضاء وعضوات النادى الفضى للمسنين بالجمعية. وأشار السقا الى أن الإسلام كرم المرأة ورفع من شأنها كثيرا ومنحها كثيرا من الحقوق منها المساواة مع الرجل فى كل ما يتعلق بالواجبات الدينية والعبادات، و منحها حق الذمة المالية حيث كفل لها حق الشراء والبيع وإبرام العقود دون أى تدخل من قبل الرجل، وجعل لها عند الطلاق _ لا قدر الله _ حقوقا كثيرة و منها أن يعطيها الزوج مؤخر مهرها وأن ينفق عليها وأن يكسوها وأن يؤمن لها المسكن أثناء عدتها. وأوضح أن الإسلام شرع الطلاق لأغراض وأسباب اجتماعية مهمة وضرورية وليس لأسباب هينة ومنها أن يكون هناك نزاع بين الزوجين وأن تكون أواصر العلاقة الزوجية قد تقطعت بينهما وحلت محلها الكراهية والنفرة ولم يستطع المصلحون إزالتها، وحث المرأة المسلمة على الحفاظ على كيان أسرتها ومجتمعها والالتزام بتعاليم الدين الإسلامى الصحيحة ومنها: مراعاة وتلبية متطلبات واحتياجات زوجها على قدر المستطاع ، و مقابلة الزوجة لزوجها بوجه مبتسم عند رجوعه من عمله، وعدم مقارنة الزوجة بين حياتها وحياة ومستوى غيرها حتى لا تختلق مشكلات بينها وبين زوجها والرضا بالموجود ، وأن تعامل الزوجة زوجها بكل احترام ومودة خاصة أمام الأبناء حتى لا تتأثر نفسيتهم وحياتهم بشكل سلبى ، و أن تتحمل ظروف زوجها وتقف بجانبه ولا تشعره بعجزه عن القيام بواجباته المادية تجاه أسرته موضحا أن ذلك يجعل العلاقة الزوجية أكثر رسوخا ومتانة ضد التحديات التى يقابلها الزوجان فى المجتمع فى الوقت الراهن، و يحد من ارتفاع معدلات الطلاق فى المجتمع